نجاة الحشاش تدحض الإشاعة التي دمّرت الكويت منذ 21 عاماً

زاوية الكتاب

كتب 3513 مشاهدات 0



الراى

الإشاعة التي دمّرت الكويت منذ 21 عاماً
للحظات وأنا أشاهد الحماس الوطني لدى المرشحين والمرشحات ووعودهم حول أمن واستقرار وتنمية الكويت وإعادة بنائها من جديد، عادت بي الذكريات إلى أيام الغزو العراقي الغاشم على أرض الكويت!! وماذا كان كل مواطن كويتي يقول ويتعهد عندما تتحرر الكويت؟. كنا نردد إذا تحررت الكويت سنقوم وسنفعل وسنعمر وسنبني، كل تفكيرنا كان عبارة عن أفعال وأعمال فقط ننتظر التحرير. وتحررت الكويت وكلنا على استعداد لبنائها وتعميرها وإعادتها مرة أخرى، وتكاتفت الجهود الكويتية الوطنية وأبت إلا أن تثبت للعالم قوة المواطن الكويتي الصامد وقوة المواطن الكويتي العائد في تحمل مسؤولية بناء وطنه، وذهل العالم أجمع من هذه القوة التي أخمدت نيران الآبار المشتعلة التي عجزت عن إخمادها بهذه الفترة الزمنية القليلة فرق إطفاء عالمية، ولكن الروح الوطنية الكويتية التي لا تعرف اليأس مع الحياة أخمدت هذه النيران وحفظت بترول ومستقبل الكويت من الهدر. واعتقد أن عودة الكويت بروح وطنية قوية وبمعنويات مرتفعة لم تتأثر بأن الحدث الكبير الذي وقع على أرضها قد أزعج دولا كثيرة، دول كنا نحسبها أصدقاء ولكنها العدو فاحذروه، قامت بترويج إشاعة قوية عن الكويت منذ التحرير إلى اليوم، إشاعة و للأسف نحن الكويتيين صدقناها وعشناها طوال هذه الفترة. والإشاعة تقول (الكويت ما فيها أمان بعد اليوم).
الآن وبعد مرور 21 عاما على ترويج هذه الإشاعة ما زالت الكويت ولله الحمد تعيش بأمان واستقرار، تبادر إلى ذهني سؤال!! ما الهدف من وراء هذه الإشاعة؟؟ ولمصلحة من أطلقت؟؟. فقط قراءة سريعة بحركة التنمية الاقتصادية في الكويت من التحرير إلى اليوم، نجد أن هناك هروبا كبيرا للأموال الكويتية والاستثمارية من الكويت إلى الخارج، وتعطيل وتأخير في عجلة التنمية بالكويت، ان هذه الإشاعة تسببت بسحب أموال كويتية ليس لتجار وشركات وبنوك كبرى فقط، وإنما حتى المواطن الكويتي سحب أرصدته وقام بشراء عقارات في الخليج وشقق في مصر ولبنان وسورية، ولا اعتقد انه يوجد مواطن كويتي بعد التحرير لم يفكر بهذا التفكير!!! مما تسبب بخسارة كبيرة للبنوك، فلا أموال مودعة ولا استثمار في البلاد.. وللتذكير فقط ألم نسمع منذ التحرير إلى اليوم هذه المقولة؟؟!!! (لا تحط فلوسك بالديرة لأن ما فيها أمان)، (لا تستثمر بالديرة ولا تشتري عقارات ولا تبنى مشاريعك فيها لأن الديرة ما فيها أمان)، (والديرة رايحة).
وأنا اعتقد لو لم نستمع ونصدق مثل هذه الإشاعة لكان حالنا أفضل من الآن بكثير، ولكن من زرع الخوف وعدم الشعور بالأمان في قلوبنا يحقق مصالحه في المنطقة. والآن بدأ الخوف يتسلل إلى قلوب مروجي الإشاعات من جديد بعدما استشعروا أن الكويت بدأت تأخذ أنفاسها وتستعيد حيويتها ومكانتها الاقتصادية من خلال التحركات الأخيرة في مشروع ميناء مبارك الكبير.
هناك دول خائفة من عودة الكويت بثقلها وبتاريخها مرة أخرى إلى ساحة الاقتصاد العالمي ما سيعيد جريان الدم بعروق الكويت من جديد، لذلك ها هم قد بدأوا بتجنيد أصحاب المصالح من الذين يأكلون من خيرنا وشكرهم لغيرنا، وقاموا بتجنيد أشخاص للأسف منا وفينا ويعيشون بيننا ويتمتعون بجنسية كويتية مثلنا - ولكن ولاءهم لغيرنا فهم العدو فاحذروهم - لضرب الحياة الديموقراطية والسياسية في الكويت والتي كانت مصدر إزعاج لهم. وها هي تضرب بيد أبنائها بمساعدة من نصب الفخ للكويت قبل 21 عاما، فما نراه من مشاحنات ومهاترات ومزايدات سياسية وطنية إن استمرت في المجلس القادم وفق النهج نفسه الذي يتبع الآن سنكون بأيدينا نفذنا خطة تدمير الكويت، فليس بغريب أن تضرب البلد بيد بعض ابنائها، ففي سورة التغابن الآية 14 (إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم).

نجاة الحشاش

 

تعليقات

اكتب تعليقك