خليل علي حيدر ينصح الشيعة بألايتحمسوا او يتعاطفوا مع اطروحات «ازدواجية الجنسية» واحتقار الاخرين
زاوية الكتابكتب يناير 21, 2012, 12:58 ص 3005 مشاهدات 0
الوطن
حذار من بث الكراهية
خليل علي حيدر
ينجذب الكثير من الكويتيين للأسف هذه الايام، الى حملات التشكيك في الوطنية والانتماء ضد بعض فئات المجتمع، وهناك من يحاول دفع الشيعة بالذات ولاسباب معروفة الى هذه المعركة لمصالح انتخابية وغيرها.
لا ينبغي للشيعة في اعتقادي، ان يتحمسوا او يتعاطفوا مع اطروحات «ازدواجية الجنسية» واحتقار الاخرين أو اعتبارهم «طارئين» و«مندسين» و«طراثيث»، او اي اتهام جماعي آخر، فنحن جميعاً شعب واحد، ولا يحق لأي شخص او فئة اجتماعية ان تطلق مثل هذه الاحكام الجارحة على الآخرين، او تنوب عن وزارة الداخلية الكويتية والسلطات المسؤولة في تحديد جنسية اي انسان او فئة من ابناء وبنات الكويت.
فكل من يحمل الجنسية الكويتية، بالتأسيس او بالتجنيس، مواطن له كل الحقوق وعليه كل الواجبات مهما كان اصله وفصله او ظروف حصوله على وثيقة الجنسية وكل الشكوك والطعون ينبغي ان تقدم بالطرق الرسمية الى الجهات المسؤولة المعنية بالأمر، دون سخرية وتشهير بأي انسان وبأن يبت في القضية بوسائل قانونية عادلة، بعيداً عن التجريح والاستغلال الاعلامي والانتخابي.
احتقار اي فئة اجتماعية انتهازية مقيتة وانحراف خطير علينا جميعاً، من اي فئة كنا، ان نتجنبه، شيعة وسنة، بدواً وحضراً ولكن البعض قد ينزلق في بحر الصراعات الانتخابية والاغراءات السياسية وما يتاح هنا وهناك من فرص التشهير والسخرية، دون ان يدرك الثمن الباهظ الذي سيدفعه مجتمعنا اذا انتشرت فيه هذه المفاهيم والتوجهات الالغائية.
الكثير من الشيعة يحاولون الرد على حملات التكفير المذهبية واتهامات عدم الولاء وتأزم العلاقات الخليجية الايرانية، بأن يلجأوا لثقافة تروج لكراهية مماثلة، او دعم شخصيات انتخابية تتبنى هذا التيار، اما المصلحة الوطنية الحقيقية فهي ان نلتف جميعاً حول الدستور والقانون وما ينفع مجتمعنا سياسياً واقتصاديا. كل مجتمعات الدنيا تتضمن الاقليات والاكثريات وتعرف تعدد الاعراق والمذاهب والاديان، ويحصل اناس كثيرون على الجنسية فيها بطرق مختلفة، وسرعان ما يصبح هذا «المتجنس» افضل المواطنين وانشطهم. الكثيرون في الكويت من الحضر السنة والشيعة يتداولون روايات التجنيس الجماعي، «لمن يستحق ومن لا يستحق» كما يقولون، ولكنهم ينسون ان الشعب الكويتي لا يزيد تعداده على المليون وربع المليون، وان هذا التجنيس ان كان قد جرى فعلاً على هذا المنوال في سبعينيات القرن الماضي، فقد مضى عليه الآن أكثر من اربعين سنة! وهل يعقل ان يبقى المجتمع الكويتي على حاله كما كان قبل مئة سنة، بينما تتضاعف ثرواته ومكانته وتتعقد الظروف الدولية؟ وهل يعقل ان تتكون مجتمعات اخرى من ملايين البشر على الرغم من قلة الدخل وكثرة المشاكل الاقتصادية بينما تتلاطم مكونات المجتمع الكويتي بهذا الشكل، على الرغم من كل هذا الثراء والتعليم والرفاهية؟
علينا جميعاً ايها الاخوة ان نتصدى لحملات الكراهية العلنية والسرية ضد اي فئة من فئات المجتمع، بل وحتى ضد الوافدين وكل المقيمين! علينا أن نحارب الفساد ونكافح كل ما هو ضد القانون، وان نطبق العدالة والمساواة ولكن تطبيق هذا كما هو واضح من اصعب الأمور!.
فالبعض يهوى بث الكراهية ضد هذه الفئة او تلك، والطعن في ولاء الناس ووطنيتهم، ولا عجب ان ينجح الكثير منهم، لأن الهدم اسهل من البناء.
نحن جميعاً في وضع لا نحسد عليه، فالبناء السياسي والاجتماعي الكويتي يجابه تحديات وعواصف داخلية لم يعهدها في تاريخه، تمتد من اسرة الحكم الى العلاقة بين مكوناته البشرية! والدولة نفسها امام مشاكل ضخمة على المستوى الخارجي والتوتر الاقليمي وغير ذلك، ولكن هذه الظروف كلها لا تجعل الجميع مدركاً للمخاطر القادمة!.
لنسأل انفسنا جميعاً بصراحة، وفي الدوائر الانتخابية الخمس، كم وطنا نملك، كي نهدم هذا، ونقتلع اركانه كل يوم؟.
خليل علي حيدر
تعليقات