د.القتم يدعو إلى تكتل الشباب والنساء لكسر احتكار الرجال لمعظم المقاعد النيابية

زاوية الكتاب

كتب 472 مشاهدات 0


 

القبس

انتخبوا الجاهل

د. عبدالله القتم
بعد مائة عام من التعليم النظامي في الكويت يخرج لنا الناخبون أعضاء ثقافتهم القراءة والكتابة فقط‍‍! سبقت الكويت بلدان الخليج العربي في ريادة التعليم والفن والثقافة، ولكن بقي بعض أفراد مجلس الأمة منخفضي التعليم والثقافة. تشترط وزارة الإعلام على كل من يتقدم لطلب إصدار جريدة أن يكون حاصلاً ع‍لى الثانوية العامة، كحد أدنى لإصدار صحيفة، ولكن لعضوية مجلس الأمة الشرط: معرفة القراءة والكتابة فقط.

أيهما أخطر على الأمة إصدار صحيفة أم عضوية مجلس تشريعي يصدر القوانين التي تنظم أمور الحياة كلها في الدولة؟ وقد فاز بعضوية المجلس من يحمل الشهادة المتوسطة، ومن يعرف القراءة والكتابة، ومن يحمل الثانوية العامة فقط، ومن يحمل دبلوماً فقط! بعد مائة عام من الريادة يريدون مجلسنا بهذا المستوى المتواضع علمياً وثقافياً! فكيف سيكون التخطيط للبلد من الذين لا يملكون مؤهلاً جامعياً على الأقل، واما آن للدولة أن تضع شروطاً تكفل حداً من العلم والثقافة لعضوية مجلس الأمة كالشهادة الجامعية؟

لماذا لا يفكر الناخبون في مستقبل بلدهم وهم يختارون من لا يملك الأهلية الدنيا من الثقافة والعلم؟ لماذا ينجح في الانتخابات بعض من يحمل أقل من الشهادة الجامعية ويسقط من يحمل مؤهلاً عالياً، ولديه علم وخبرة في مجاله؟ لماذا يفوز القبلي والطائفي ويسقط المتحضر الذي ينبذ القبلية والطائفية؟! أين وعي الناخب في هذه العملية؟

تصرخ أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة بالعرس الديموقراطي، وطريقة الانتخاب الحر والنزيه، وتغض الطرف عن المستوى العلمي والثقافي للفائزين بالانتخابات، فكيف سيكون مجلس الأمة إذا كان نصف الأعضاء مثلاً ممن لم يحصل على شهادة جامعية حقيقية غير مشتراة من دكاكين العلم المزورة؟ وكم من المشاريع الكبرى ستتوقف لأن الأعضاء ليسوا على دراية بأهمية المشروع؟

بعد مائة عام من التعليم الحديث، يخرج ممثلون للأمة بهذا المستوى الضعيف، عضو لا يتقن أي لغة أجنبية، فإذا سافر في مهمة علمية أو مؤتمر يصطحب معه من يترجم له ما يقال، أو يفسر له ما قيل في ذلك المؤتمر، لذا يضطر إلى اصطحاب أكثر من مساعد حتى يستطيع أن يمرر فهمه للآخرين! أليس عيباً على الكويت الرائدة في مجال التعليم في الخليج أن يمثلها مثل هؤلاء الأعضاء؟!

أين الشباب في دفع عجلة التنمية في اختيار أفضل المرشحين لعضوية مجلس الأمة؟ هل من مهمة الشباب التظاهر في ساحة الإرادة؟! وهل من مهمة الشباب أن يركضوا وراء هذا المرشح أو ذاك، لأنه يملك نقوداً يستطيع إنفاقها ع‍لى حملته الانتخابية، ويصيبهم بعض ما لديه؟! لماذا لا يتعاضد الشباب ويتعاونون على إيصال بعض الشباب المتعلمين من المرشحين إلى عضوية المجلس؟! أين دور الشباب في إحداث التغيير في الدولة بدلاً ممن لصق نفسه بالكرسي وكأنه إرث له؟!

أرجو أن تنتبه المرأة إلى دورها في هذه العملية الانتخابية، فأغلب الناخبين من النساء، لماذا لا تتعاون النساء ع‍لى زيادة عدد العضوات في المجلس، أليست المرأة نصف المجتمع؟! أليس عدد الناخبات يفوق عدد الناخبين؟ فأين هؤلاء النساء؟! ويجب أن تنتخب النساء في كل دائرة سيدتين، على الأقل، حتى يصبح عدد العضوات عشراً، وأتمنى ذلك إن شاء الله.

لماذا لا يكون هناك تعاون بين الشباب والنساء لكسر احتكار الرجال لمعظم المقاعد النيابية؟ لتكن سيدتان مع ثلاثة شباب في كل دائرة، ليحتلوا نصف مقاعد المجلس المنتخب، وينفذ الجميع ما لديهم من أجندات وطنية تنهض بالمجتمع الكويتي، وتعود الريادة إلى الكويت، فهل يفعلها الشباب والنساء؟

د. عبدالله القتم

تعليقات

اكتب تعليقك