«2012»: نهج برلماني جديد،، برأي فوزية أبل
زاوية الكتابكتب يناير 16, 2012, 4:03 م 527 مشاهدات 0
«2012»: نهج برلماني جديد
فوزية أبل
نحن الآن في منتصف المسافة الزمنية المؤدية الى اختيار أعضاء مجلس الأمة، فيا ترى.. ما هي ابرز التحديات التي تقف امام الناخب، والتوجهات المحتملة للذين سيتم ايصالهم الى قاعة عبدالله السالم؟
الحملات الانتخابية يعتبرها البعض مجرد كلام «دعائي» أو «تعبوي» موجّه لكسب تأييد الناخبين، أما في البلدان المتقدمة فالحملات تدخل ضمن بوتقة متكاملة وجهد منظم ومميز وبرنامج سياسي وانمائي للمرشح (او للحزب أو الجبهة أو التحالف المقبل.. إلخ).
فمن خلال تجربتي في الحملات الانتخابية، نجد أن هناك فروقات ومتغيرات في آلية الحملات الانتخابية في الكويت، سواء في آلية عمل الحملة، أو الاسلوب المتبع للصلة بين المرشح والجمهور.
كنا نأمل ان نصل الى مرحلة من النضوج في العملية الانتخابية، فإلى هذه اللحظة لم نضف اي اسلوب جديد لمفهوم الحملات أو التحضيرات الانتخابية، في وقت يفترض بنا اعتبار العملية الانتخابية ممارسة وطنية بالدرجة الاولى، وعملاً تعبوياً وانمائياً، فإلحاقاً بهذا الجدل، فإن «النهج الجديد» الذي يزداد الكلام عنه في مختلف المنابر السياسية والاعلامية، ويتصدر مطالب الحراك السياسي الدائر، فإنه لا يخلو من التفسيرات، والغريب ان هناك من يكتفي بالكلام عن تغيير نهج الحكومة، فيما الاولوية ينبغي ان تعطى لتغيير نهج البرلمان، فاختيار ممثلي الشعب في مجلس الأمة هو المهمة الملحة الآن، وبعيداً عن التوصيفات، الموالاة والمعارضة، وكما ذكرنا سابقاً، فان هناك انتقادات واسعة لأداء وسلوك كلا الفريقين!
والآن، ومع الوصول الى منتصف التحضيرات ليوم التصويت الحاسم، تبرز على السطح وجوه جديدة بآراء جديدة او وجوه قديمة تحاول تجديد نفسها، ويبرز تأثير القنوات التلفزيونية على الناخبات بصورة عامة، لجلوسهن امام الشاشة الصغيرة اكثر مما يفعل الرجال، سواء اتفقنا او اختلفنا مع توجهات بعض القنوات، فلا بد من القول ان لها الفضل في ادخال الكثير من المرشحين الى عيون الناس ومسامعهم وعرض طروحاتهم، ولكن الدور السلبي يتمثل في ان المحطات اجمالاً لا تغطي جميع المرشحين، ودخول «المقابل المادي»، وهذا نقطة سلبية في سجل وسائل الاعلام الاكثر انتشاراً، فغالباً ما يكون هناك اشخاص يتمتعون بالكفاءة والقدرة على تمثيل الناخبين، لكنهم غير قادرين على «تمويل» الحملات على الشاشة وغيرها، وهذا اذا وضعنا جانباً وسائل شراء الذمم وشراء الاصوات التي تعجز الحكومة في معظم الاحيان عن وقفها والتصدي لها.
واستطراداً في القول، هناك مطالبات بتشجيع ايصال المرشحين الشباب او ذوي الخبرة البرلمانية والسياسية من المخضرمين، وهنا نود الاشارة الى انه من خلال التجربة البرلمانية السابقة، وجدنا انها ليست قضية عمر، ولا قضية خبرة طويلة الامد، وربما لا تكون قضية نائب أو نائبة، ففي مجلس الأمة السابق كان هناك نواب شباب (من الجنسين)، وكان ثمة مخضرمون عريقون في تجاربهم وأكاديميون، فهنا لا بد من تقييم اداء الموجودين منهم في مجال العمل التشريعي والرقابي والانمائي والشعبي، وكذلك الحال مع السلوك البرلماني، في وقت كان يفترض ان يساهم وجودهم وخبرتهم في تهذيب السلوك والاداء البرلماني.
وفي هذا الصدد، لاحظنا سيطرة قضايا مثل: الايداعات المليونية والفساد، والثقة في المؤسسة التشريعية، وانحدار لغة الحوار البرلماني، واقتحام المجلس والفرعيات، والاصلاح السياسي، وتجربة المرأة، والحراك الشبابي، والتعاون بين السلطتين، ومشاريع التنمية، على اهتمامات الساحة السياسية والاعلامية واستفسارات الناخبين لمرشحيهم.
وجدير بالاشارة الى ان الديوانيات تلعب دوراً حيوياً في المعترك الانتخابي في 2012، من خلال الترحيب بالمرشحين من جميع الدوائر، واستضافة المرأة المرشحة بشيء من الاحترام وروح الاسرة الواحدة، وهذا يدل على ايمان الكويتيين بإشراك المرأة في المعترك السياسي، وان تمثيل المرأة في البرلمان بات تحت المجهر.
وفي الاطار ذاته، يجب ألا نغفل تجربة «العمامة» في مجلس الأمة، التي كان يجب ألا يتم اقحامها في المعترك السياسي والسجالات الاعلامية، لما لها من مكانة وثقل معنوي كبير على شريحة مهمة في المجتمع الكويتي، فهذه المسألة يفترض حسمها من جانب ابناء الطائفة الشيعية بعيداً عن الجدل الطائفي.
من خلال هذا السياق، نرى انه لا بد ان تأخذ آلية الحملات الانتخابية مسارها الوطني، في تعزيز هذا النشاط الاتصالي وفق اسلوب منظم، بمخاطبة واعية، وتنوير الرأي العام بحسن اختيار ممثليهم الى قاعة عبدالله السالم، وهذا هو الهدف المطلوب في مختلف أدوار التحضيرات الانتخابية. فهل انتخابات 2012 تأتي منسجمة مع متطلبات ادارة معركة انتخابية في القرن الحادي والعشرين؟!
تعليقات