إنهم بدون هوية لكنهم بشر يحق لهم العيش الكريم.. تركي العازمي متعاطفا

زاوية الكتاب

كتب 1015 مشاهدات 0


 

الراى

وجع الحروف / «البدون» والقيادة الأخلاقية..!

يوم بدون تيماء يوم حزين لم أرغب في أن تشهده الكويت تحت أي مبرر.. إنهم «البدون»، بشر كسائر البشر، قد يكون هناك بعض المندسين على حد قول البعض ولكن مهما كانت المبررات يجب البحث في السؤال الأهم: لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟
إذا كانت الحكومة تعلم عن ملفات البدون ومن يستحق ومن لا يستحق، فلماذا الانتظار؟.. والانتظار من منظور علمي يسبب حالة من القلق والضيق، وقد يفقد الفرد التحكم بأعصابه، وبالتالي حاولت الربط بين قضية البدون والقيادة الأخلاقية التي كانت محور دراستي لدرجة الدكتوراه!
إن القيادة الأخلاقية تحتم على القيادي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، فالتسويف عامل مدمر لأي قضية يتم بحثها، والقرار يجب أن يتم وفق حالة معنوية سليمة متسلحة بالقيم الجيدة، فلا يجب أن يقلل من شأن بعض البدون ممن كانت تضحياتهم كبيرة، والقيادة الأخلاقية تتسم بالنزاهة فهل يجوز أن يتم تجنيس مجموعة دون أخرى؟ ونترك أصحاب الأعمال الجليلة وأعني بالجليلة من شارك بالحروب والمعايير الوطنية العظمى لا المعايير السابقة التي أثيرت على صدر صفحات الصحف!
لماذا نوصل الكويت بلد العطاء إلى هذا الحد. لقد حدثني بدون في بريطانيا عن خدمة والده وكيف أنه فرّ من العراق لأنه لا يعرف عنها شيئا وعمره قارب على 30 عاما وهو من مواليد الكويت وترعرع فيها، والآن لاجئ... إن قضية البدون إنسانية صرفة وإفتقارنا لمفاهيم القيادة الأخلاقية جعلها تكبر ككرة الثلج حتى رأينا مشاهد محزنة!
إننا وفق المعالجة التسويفية لقضية البدون ساهمنا في وصول حالة الانفلات العصبي الذي حلّ ببعض البدون... والضغط يولد الانفجار!
ما نريده الآن هو كشف المستندات الدالة على عدم استحقاق البعض للجنسية، وصرف الجنسية لمن يستحق بالتجنيس وفق الأطر المتبعة، ومن لا يوجد عليه قيد أمني يمنح الإقامة والحياة الكريمة.. نريد حلا للبدون والموضوع درس بما فيه الكفاية.. وحان وقت اتخاذ القرار!
ارحموهم فدعوة المظلوم لا راد لها وخافوا الله في الوطن ومن يستحق امنحوه ومن توجد عليه مستندات فيجب كشفها.. إنهم بدون هوية لكنهم بشر يحق لهم العيش الكريم.. والله المستعان!

د. تركي العازمي

تعليقات

اكتب تعليقك