أحسنوا الاختيار حتى لا نعود للمربع الأول.. وضحة المضف
زاوية الكتابكتب يناير 8, 2012, 12:17 ص 1023 مشاهدات 0
الراى
الرسم بالكلمات / ساحة الناخب ومسّاجة قدم الحكومة
لم تكن لي الرغبة في الكتابة هذا الأسبوع وعدلت عن الفكرة مرغمة لألقي عظة في ساحة الناخب لأن الفساد ما زال عنوان الساحة السياسية، وعام 2011 أبى أن يودعنا قبل أن يسلم راية الفساد لعام 2012، وها هي عملية شراء الأصوات والفرعيات تتسيد الساحة الانتخابية والحكومة تلاعب أقدامها بمسّاجة قدم حاوية على ماء دافئ، تاركة المرشحين بين كر وفر ليتسلقوا على ظهر الدولة وعلى حساب الناخبين وتوهمنا بجدية تغيير النهج وهي تراقب وترصد وتتأمل!
من بعيد، فالقانون بات منفلتا من عقاله، وما لم نتداركه سيتحمل الجميع مستقبلا مقطع الأوصال والوشائج معا.. سنفترض، ونحن نخدع أنفسنا ونقول اننا نثق بالحكومة ولكن استعادة الثقة بالحكومة مرتهنة اليوم بحملة تطهير جادة وفورية لا تغادر فسادا ولا فاسداً إلا وتصادر أملاكه التي استولى عليها من مقدرات وثروات الشعب بطرق غير مشروعة وإلقائه في غياهب السجن.
على مدى سنوات خلت، كتبنا مقالات عدة لم نكظم فيها غيظنا، وسِن أقلامنا كان كالسيوف الصارمة لا تخشى لومة مسؤول، كشفنا من خلالها مواطن الفساد الأخطبوطي ومن يرعاه في عموم مؤسسات الدولة وقدمنا في هذه الزاوية بلاغا للرأي العام كاشفين فيه الفساد والمفسدين، وعلقنا الجرس متحملين مسؤوليتنا الصحافية ومتحدين كل المحاولات الشيطانية لتلبيس قلمنا الكفن، وهذا أمر بكل تأكيد يقع على عاتقنا قبل الجميع، وقد حشد ضدي أكثر من فاسد خدعه ضميره وأوهمه بالشرف والأمانة، وكم من «زيد» هاتفني لأكف عن تناول هذا الفاسد وكم من «عمر» لجأ للإعلام والصحافة لتلميع مؤسسته التي طوقتها علامات الاستفهام من كل صوب وباتت حديث الرأي العام وهي تحتضر من فساده دون أن يرف رمش نائب سابق يدعي في مقره الانتخابي اليوم حماية المال بانتقائية استقصادية قبيحة ويسوق لنا حججا ثملة مترنحة تبرر فساد محاسيبه وهو مخادع يزري بنا! ويستحضرني هنا بيت من قصيدة «عندما يعزف الرصاص للشاعر عبالرحمن العشماوي «يسعى ليبني بالخداع حياته * أرأيت صرحا في الهواء يشاد».. وهنا لا بد من سؤال مباشر.. هل يستغل الناخب فرصته الذهبية ويحاسب المرشح والنائب السابق وينصب المقاصل ليدحرج رؤوسا فاسدة عفنه حان اقتلاعها أم سيغط في النوم ويفيق على مقصلة النائب بعد اغلاق الصناديق الانتخابية الساعة الثامنة في يوم الاقتراع 2 فبراير؟!
على كلٍ أذكر الجميع وأنبه بالضرورة كما نبهنا سابقا وفيها أؤكد، ان الشعب هو الورقة الرابحة، فالشعب هو صاحب القضية والنواب ما هم إلا حراس لقضايا الشعب، فالحارس يمكن تغييره كقفاز قديم مهترئ يُنبذ ويؤتى بجديد يحل محل الذاهب غير مأسوف عليه، وما علي اليوم إلا أن أدعو عموم الناخبين والناخبات إلى البحث الفاحص الدقيق عن المرشح القادم الجديد الذي يشتهي خدمة الصالح العام لا غير، فالنفور الشعبي الذي حدث كرد فعل للواقع السياسي المر والممل الذي هدد العملية الديموقراطية برمتها في الانتخابات الماضية ليس ببعيد، فالانتخاب الساذج العفوي كما حدث في السابق يعني وصول النائب ذاته وبالتالي البرلمان نفسه، وبالتالي سنغرق بالتجاوزات والصفقات والمنافع والامتيازات المتبادلة نفسها.. يعني بصراحة شديدة الكل شريك في الفساد والتخلف وتأخر عجلة التنمية ما لم نتدارك الأمر ونقتنع بأن التغيير الذي نملكه اليوم أصبح ضرورة ملحة.. فالكويت لا تعادلها كنوز الأرض كلها لنوهبها لنائب سمسار رخيص يبيعها لجهة داخلية أو خارجية باع قبلها ذمته وآخرته «بثمن بخس ملايين معدودة وكان بالكويت من الزاهدين».. فأحسنوا الاختيار حتى لا نعود للمربع الأول ونسأل من الراعي البلاتيني الذي عاث بنا والكويت فسادا وإفسادا وزرع جنينا سرطانيا حول وجه الوطن إلى مسخ يفزع الناس من مجرد النظر إليه.
وضحة أحمد جاسم المضف
تعليقات