أحمد الفهد يطالب بمنع البوس

ممنوع البوس! لازلت اذكر »شايب« تأثر كثيراً بوفاة والدي رحمة الله عليه، جاءنا المقبرة ثم العزى في الديوانية.. وكان »يبوس« إخواني وغيرهم من المصطفين لتلقي العزاء.. أربع »بوسات« على طرف »الشفايف« عند قدومه.. وأربع بوسات ممزوجات »بالسعابيل« عند خروجه! هذا »الشايب« الذي »يشطف الشفايف شطف«.. تذكرته وانا اقرأ خبرا في جريدة الشرق الأوسط، عن تأسيس جمعية في مصر تناهض القبل و»البوس«! وترفع شعار »لا قبلات بعد اليوم«.. لان القبلة اسرع وسيلة لنقل الامراض من انسان لآخر. مؤسس الجمعية الدكتور عادل عاشور قال ان هذه الفكرة، راودته منذ انتشار فيروس مرض انفلونزا الطيور، لكونه مرضا ينتقل بالرذاذ والنفس الخارج من المريض.. مضيفاً ان الاطفال هم الاكثر عرضة لتلقي هذه الامراض، خصوصا وان جهاز المناعة لديهم ضعيف. ولم ينس الدكتور عاشور ان يطمئن الشعب المصري باستثنائه القبلات بين المتزوجين.. لان الزوج لايُقبل زوجته وهي مريضة والعكس صحيح، وبالتالي فان الامراض لاتنتقل بين المتزوجين، مثلما تنتقل بين الناس الذين يتبادلون القبل عند الزيارات. ادري ان البحث العلمي يتطلب اجراء تجارب على عينه من البشر.. فيأخذ الدكتور عاشور وجمعيته عينة لا تتقبل »البوس« من أحد، ويجري عليها الفحوصات المخبرية لمدة شهر مثلاً، وعينة تتقبل »البوس« من كل واحد.. زميل وصديق ويجري عليها الفحوصات لمدة شهر ايضاً، ليرى مدى انتقال الامراض للعينة الاخرى. وادري ايضا ان مهمة دكتور عاشور مستحيلة، لان الشعب المصري يستخدم القبل للتعبير عن مكانة اي شخص او ضيف، وفي الافلام العربية القديمة نرى الجارة تقبل جارتها ست او سبع »بوسات« من نوع »ام صوت«، مع انها تشاهدها ليل نهار في البلكونة، وتتبادل معها الاحاديث فوق السطح اثناء نشر الغسيل.. وربما »تحش« فيها ايضا! لكننا بحاجة الى حملة توعوية من الدكتور عاشور وجمعيته، للافلات أولاً من »بوسات« الشايب اللي »يشطف الشفايف شطف«، بالاضافة الى الاجراءات الاحترازية التي يجب القيام بها، بعد تلقينا القبل بـ»السعابيل«.. والاجابة على السؤال المهم هل يكفي غسل الوجه بالماء و»بصابونة لايف بوي« لازالة الجراثيم والامراض.. ام يجب علينا استخدام مطهر قاتل للجراثيم ؟! *** اعتقد ظاهرة تقبيل المعزين في المقبرة يجب محاربتها.. لانها تؤخر عملية تقديم التعازي.. ولانها تحول »خدود« اهل الميت، الى محطة باص او قطار يستقبل وينقل الجراثيم من شخص الى اخر.. فهل نقف لها بالمرصاد.. أتمنى ذلك.