عبدالله الصالح يرصد بداية موسم النفاق الاجتماعي
زاوية الكتابكتب يناير 6, 2012, 12:16 ص 580 مشاهدات 0
الأنباء
موسم النفاق
أكثر موسم ينتشر فيه النفاق الاجتماعي هو في فترة الانتخابات. فالناخب يجامل المرشح والمرشح يتودد للناخب وكل واحد منهم يحمل للآخر خلاف هذه اللطافة وما خفي أعظم. ومن هذا المنطلق سأذكر بعض المشاهد من النفاق الاجتماعي تاركا الحكم لكم.
المشهد الأول: يتصل المرشح بأحد الدواوين للزيارة فيرحب صاحب الديوان على مضض. يخبر صاحب الديوان رواد الديوانية فيقولون: يا لها من فرصة لنتفكه قليلا مع من يظن أننا سنصوت له. يدخل المرشح ويهلل له الحضور ويزغرد المزغردون ويبشرونه بالصوتين بدل الواحد فينشرح صدر المرشح حتى إذا ما وصل عتبة الباب رددوا بصوت واحد: أبركها ساعة!
المشهد الثاني: يصول ويجول المفتاح الانتخابي بحثا عن الصوت فلا يترك عجوزا إلا واتصل بها ولا شاب إلا وحاوره ويزور دواوين الرعيل الأول لمؤانستهم وكلهم يعدونه بالخير والصوت محتكر لمرشحه وهو يسجل الأسماء ويدون العناوين مسرورا بأن الحلاوة ستتحول بفضل هذه المباركات إلى كعكة تسر الناظرين. ثم يأتي مفتاح آخر ويقوم بنفس جولة الأول فيتكرر السيناريو ويختلف الإخراج قليلا ويرجع إلى مرشحه بنفس القائمة. والناخبون كما هم يرددون الوعود ويا مصبر الموعود!
المشهد الثالث: يوصي الأب أبناءه يا ابني ويا بنتي أوصيكم بفلان بن فلان المرشح فهو وعدني بمعاملات وترقيات حال ضمنت أصواتكم له. والأبناء هم من الشباب الوطنيين المحبين لوطنهم الرافضين لمبدأ المعاملات على حساب الوطن فهي خيانة في اعتقادهم المبارك. وبهذا يصدق الأب وعود الأبناء ويطمئن المرشح بالبيان التالي لك الجمل بما حمل!
النفاق الاجتماعي متكرس في مجتمعنا إلى حد يصعب إن لم نقل يستحيل أن يميز أحد بين من يتقنع ومن يباهي بوجهه الجميل. فعلينا اليوم انتزاع الأقنعة نزعا بالمصارحة وبالمكاشفة والبعد عن المجاملة المزيفة حتى تختفي هذه الظاهرة ويصدق الناس بعضهم البعض ونعود كما كنا ما وقر في الجنان صدقه اللسان.
تعليقات