فوزية أبل تتساءل: أين ستجرنا بوصلة مزاج ناخبي 2012 ؟!

زاوية الكتاب

كتب 860 مشاهدات 0


العرس الديموقراطي»... المشهد الغائب في «2012»! 

كتب فوزية أبل : 

نعيش هذه الأيام أجواء انتخابية، عمرها قصير، ولكن ورغم الظروف، يأمل الكثير من أبناء الوطن أن تكون محطة سلام يعبر فيها البلد الى منعطف أرحب في التعاون الايجابي في العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وفي التعاطي الحقيقي مع الملفات الانمائية، لا سيما بعد التداعيات التي شهدها البلد في الفترة الأخيرة، التي جسدت مظهرا متحولا ضرب في عمق التجربة الديموقراطية الكويتية، وبما تعدى العلاقة بين السلطتين، من جانب آخر، الشوائب والممارسات اللادستورية التي لطخت مسيرة الحياة البرلمانية.
فبعد «المرأة» و«نبيها خمس» نجد أن هذه الانتخابات الى الآن لم يحدد لها عنوان، فالشارع الكويتي لايزال في حالة صدمة، بل منقسما انقساما شديدا في الرأي والموقف تجاه العديد من القضايا المحلية والاقليمية.
فاذا كانت هناك انتقادات واسعة لمواقف فريق الموالاة - ان جاز التعبير - فهناك تذمر واسع ايضا لسلوكيات وتصعيدات فريق المعارضة.
هيبة مجلس الامة والأخلاق البرلمانية، ومكافحة الفساد وتطبيق القانون، وتعزيز الوحدة الوطنية، باتت أهم مطالبات الكويتيين في «2012».
فحتى مصطلح «عرس» ديموقراطي لم يعد ذا استخدام إعلامي جاذب، وذلك نتيجة طبيعية، وردة فعل عفوية لحالة السخط العام... وعدم الرضا من الحكومة ومجلس الامة.
نلاحظ، أنه ليس هناك حماس للحضور في العمل في اللجان الانتخابية، التي قد تلقي بظلالها على حضور الندوات، خصوصا مع زيادة عدد المرشحين في كل الدوائر، وقصر مدة الانتخابات، والصعوبة في ايجاد المقر المناسب، فالعمل في الحملات الانتخابية صار اشبه بسلق البيضة، وبروز ظاهرة العمل مقابل أجر.
فجمهور الناخبين «ما عاد» يؤثر فيهم كلام المرشحين المعتاد، ولا وعودهم، ولايشدهم محتوى البرنامج الانتخابي لهذا المرشح أو ذاك، وحتى القوى المؤثرة والفاعلة في كل منطقة او دائرة اختلفت عما كانت عليه، وكذلك الحسبة الانتخابية اختلفت حساباتها.
ولا بد من الاشارة، في الكويت عادة ما يكون الاهتمام بالشخص الذي يقدم على اشياء حازمة في لحظتها، ويقدم على اجتذاب الجماهير - أكثر من المؤسسات - حيث لا يوجد اهتمام كبير في المؤسسة، وهذه نظرة عامة لدى المواطن العربي، بدليل كيف كان الاعجاب بالشخصيات المناهضة للاستعمار، ولكن ماذا حدث عندما تحررت الاراضي العربية، وهل قدّم هؤلاء - أنفسهم - تطورا لمجتمعاتهم كما فعل «غاندي»؟!
وفي سياق متصل، نجد انه وفي كثير من الاحيان يتأثر الرأي العام بالمتحرك السريع وبردود الفعل الشخصية على الحدث، ففي غياب الدور الفاعل للمؤسسات وهيئات المجتمع المدني، فان الجاذبية الشخصية تصبح هي المعيار شبه الوحيد للتعاطي مع كل قضية ومسألة، دائما هناك اعجاب بالشخص الذي يسارع الى رفع صوته، سلبا او ايجابا، او يضرب على الاوتار المؤثرة في «الجمهور»، وعندما يتحرك هذا الشخص على النحو الذي يدغدغ مشاعرهم في اللحظات الحاسمة فانهم يغفرون له اخطاءه المتراكمة على مدى السنين (اذا كان ذا تجربة طويلة)، كما يغفرون له ضآلة معرفته أو «طراوة عوده» اذا كان حديث العهد بالسياسة.
يبقى أن نشير الى الدور القوي للقنوات الفضائية في مواكبة الحملات الانتخابية، وبما هو اقوى تأثيرا من الصحف احيانا، والمؤسف هنا، هو ان الناخب قد يبدل قناعاته ويختار المرشح الذي يتقن اسلوب تسويق نفسه، تلفزيونيا و«دعائيا»، وشارعيا ومظهريا، وعلى حساب القناعات والنظرة الموضوعية الى شخص المرشح، وماضيه وطروحاته. حقا، ان بعض التحليلات المتلفزة او المكتوبة والاعلانات ووسائل التسويق جعلت المتلقي يخرج بحصيلة مشوشة، او موجهة فئويا، او ينزلق الى متاهات تخدم مصالح اصحاب هذه الوسيلة الاعلامية او تلك.
ونخلص الى القول، لا نقلل من حقيقة ان التعددية الاعلامية واتساع هامش الحرية هو واقع له ايجابياته الكثيرة، فلقد اصبح «الاعلام» بوسائله وادواته «سلاح» مرشحي «2012»، فليس للندوات الجماهيرية موقع، ولا البرامج الانتخابية وسيرة المرشح وقع.
مما يجرنا الى السؤال: كيف ستعمل الآلة الاعلامية في التعبئة الانتخابية اليوم؟ وأين ستجرنا بوصلة مزاج ناخبي «2012»؟!

فوزية أبل

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك