يعقوب الشراح ينتقد ضحالة الفكر وانفلات السلوك والتهريج السخيف لبعض المرشحين
زاوية الكتابكتب يناير 1, 2012, 12:28 ص 1565 مشاهدات 0
الراى
د. يعقوب أحمد الشراح / صدى الكلمة / التخلف والتهريج
د. يعقوب أحمد الشراح
ما إن تم الإعلان عن فتح الباب للترشيح لانتخابات المجلس النيابي المقبل حتى وجدنا تسجيل أعداد كبيرة في الأيام الاولى من الإعلان، وتسابق البعض لحجز اماكن كمقار انتخابية قبل الحصول على تصريح بالموافقة على حجز المقار، هذا التزايد في أعداد المرشحين عادة ينظر إليه على أنه دليل تحضر ورغبة حقيقية للمرشحين في خدمة الناس والوطن، فليس هناك افضل مكان لخدمة الوطن من قاعات البرلمان حيث تتم عمليات التشريع والرقابة، وضبط ايقاعات التنمية الحقيقية بالتعاون مع السلطات المختلفة.
لكن هذه الأعداد الكبيرة ايضا لا تعني من حيث الكم اننا واثقون من النوعية التي ستكون قادرة على تحقيق مطالب المجتمع، فواقع الترشيحات الحالية يعكس التباين الكبير في الأعمار والمستويات الثقافية والحياتية مما ينعكس على شكل وطبيعة تركيبة المجلس النيابي المقبل، خصوصا في ادائه وعلاقاته ومدى استجابته لتطوير الواقع الذي يعاني منه الناس، الظروف السابقة المرتبكة والتي أدت إلى حل المجلس بلا شك احد العوامل في الاقبال الكبير على الترشيحات الحالية والتي تبدو من اعمارها انها قليلة الخبرة السياسية رغم شعور الناس بان الانتخابات تأتي في مرحلة دقيقة من تاريخنا يتمنى الجميع ان نتجاوز حالة الاحتقان والتجاذبات وألا نعود إلى الوضع السابق المزري.
لا شك ان نجاح مرشحين ليست لديهم الخبرة الكافية لانهم يمثلون قبائل وطوائف تعني الضعف في اداء المجلس امام سلطة تنفيذية تتحكم كعادتها في اختيار وزرائها من أناس على الأقل يمكن ان يقال انهم اكثر حنكة وفطنة رغم انتقاداتنا الكثيرة لاداء السادة الوزراء.
واقول ذلك وفي ذهني تساؤلات عديدة تتعلق بقانون الترشيح لانتخابات المجلس النيابي الذي مضى عليه اكثر من خمسة عقود دون تغيير رغم حدوث تبدلات اجتماعية وثقافية وسياسية هائلة في المجتمع فليس هناك تعجيز في ترشيح اي شخص يريد ذلك مادام في جيبه خمسون دينارا ولديه الجنسية، فضلا عن الالمام بالقراءة والكتابة، في وقت نجد أن غالبية سكان المجتمع هم من الشباب وممن يحملون شهادات جامعية وليس فقط مؤهلات محو الامية، فما الفائدة من مخرجات التعليم اذا لم نكن على الاقل قادرين على استثمارها بشكل سليم في هذه الانتخابات التي يتكالب عليها كل من يعرف القراءة والكتابة، ولماذا كل هذا الانتظار من دون حدوث تغيير واقعي في قانون الترشيح والانتخاب للمجلس النيابي؟
لذلك لا غرابة ان نشاهد هذه الايام تصريحات بعض المرشحين التي لا تخلو من ضحالة الفكر وانفلات السلوك وقلة الخبرة السياسية والميل نحو التهريج السخيف المصاحب لردات فعل مخجلة تجاه قضايا المجتمع لدرجة أن الواحد منها يخجل ان يرى ان احدا من هؤلاء المهرجين نجح ممثلا للأمة في البرلمان المقبل. فمن اصناف التهريج والتخلف عندما نسمع ان احد المرشحين يقول انه يخوض الانتخابات من اجل الدفاع عن المواطنين المسيحيين، واخر يقول ان شاكيرا المغنية الاجنبية ستفتتح مقره الانتخابي، بينما ثالث ينتقد الحكومة ويتمنى ان يكون وزيرا ليعينها
تعليقات