متى تشرق الشمس على «البدون»؟..د.مبارك الذروة يسأل

زاوية الكتاب

كتب 816 مشاهدات 0


الراى رواق الفكر / متى تشرق الشمس على «البدون»؟ لا أدري كيف يهنأ الكويتيون بنومهم الدافئ وفرشهم الوثيرة وهناك من يتوسد سطح الجليد الجامد ويلتحف زمهرير الكيربي القارس؟ أم كيف ينعم أحدنا وهو يمضغ موائد الأطعمة المتخمة بالدسم وغيره يمتر الشوارع ذهابا وايابا بحثا عن لقمة العيش وقوت الصغار. أليس من المروءة العربية والنخوة الكويتية والغيرة الاسلامية ان نقف حكومة وشعبا لحل هذا الملف وطي صفحاته الى الأبد...؟ ها نحن اليوم نرى كرة البدون الثلجية تتضخم وتتعاظم عندما تجاهلتها اللجان البرلمانية والتشريعية وأعرضت عنها القرارات الحكومية صفحا!! غريب امر حكومتنا!! هكذا بكل بساطة تشكل لجنة وراءها لجان، ثم تضع توصياتها؛ لتموت بمهدها ولتتعاظم مرة أخرى كرة البدون الثلجية، ويعود سادتها وكبراؤها الى فرشهم ليناموا ملء جفونهم! عبثية في الحلول وإهمالاً في تحمل المسؤولية... والقضية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار!! هناك ثلاث فئات: فئة بدون تستحق الجنسية، فئة بدون لدى الحكومة اثباتات انهم من دول مجاورة، فئة ليس هناك إثبات لدى الحكومة انهم من دول مجاورة. هذه ثلاث فئات تشكل بمجموعها كرة الثلج! الأولى فئة مستحقة لديها ثبوتات واضحة وليست تابعة لأي دول اخرى ولا إدانة عليها فواجب الحكومة انهاء معاناتها فورا ومنحها الجنسية الكويتية. والثانية على الحكومة استدعاء أصحابها واعلامهم بما لديها من مستندات تثبت ازدواجيتهم ومنحهم مدة زمنية معينة لانهاء ملفاتهم كي يتمتعوا بالإقامة والا تطبيق القانون!! الفئة الثالثة التي لا إثبات لدى الحكومة وهي المشكلة! على الحكومة ان تجد وتجتهد دون تعسف او ظلم في بحث ملفاتهم فان كانوا مستحقين لا داعي للتأخير وان كان الامر خلاف ذلك فالواجب انهاء ملفاتهم مع منحهم حق التقاضي! ان امكانات وقدرات البدون تمثل طاقة شبابية هائلة يمكن استغلالها لخدمة الوطن وتحسين الأداء المهني في كثير من قطاعات الدولة بسبب نزولهم ميدان العمل مبكرا وممارستهم لأنواع كثيرة من المهن والحرف التي ترفع عنها الكويتيون!! ان ملف البدون يعد اليوم من ملفات التراكم الحكومي الذي سيشكل بتركه دون حل تهديدا لمستقبل الكويت وأمنها... ان شعور الانسان بالغبن والقهر واحساسه بفقدان الأمن والأمان وتمكن القلق على مستقبل أبنائه وقوتهم سيقوده الى منعطفات إجرامية وارهابية لانتزاع ما يراه حقا له مهما كانت الظروف!! وليس الخروج السلمي المعبر لغير محددي الجنسية والذي رأيناه في الأسابيع الماضية الا بداية نهج جديد لمطالبتهم بحقوقهم كما يرونها!! علينا ان ننصف المظلومين ونقف مع حقوقهم... وعلى الحكومة ان تستعجل في منح من يستحق وترد من لا يستحق لطي هذا الملف دون مطل او تأخير... لا داعي للخوف من أوهام البعض، فالحق والعدل لا يدمي سوى الظالمين والحق أحق ان يتبع. كان الله في عون المظلومين والمسحوقين، ونستغفر الله ونتوب اليه من جورنا وما فعله السفهاء منا.

تعليقات

اكتب تعليقك