حسن علي كرم ينصح البدون ألا يصدقوا مبادرة البراك لحل مشكلتهم

زاوية الكتاب

كتب 1303 مشاهدات 0


 

الوطن


يا أيها الأخوة البدون لا تصدقوهم..!!

حسن علي كرم

 

دعوت في مقالتي التي نشرتها قبل اسبوعين تقريبا والتي كان عنوانها «فتنة البدون» الاخوة البدون الى الالتزام بالقانون والتحلي بالصبر بدلا من المظاهرات والاعتصامات وعدم التعرض للممتلكات العامة لعل الفرج يأتي قريبا. علق على مقالتي احد الاخوة القراء. لعله من البدون حيث جاء في تعليقه النص التالي «… مسلم البراك وربعه اقتحموا المجلس (يقصد مجلس الامة) من بعدها اخذوا حقوقهم كاملة مع بوسة على الخشم..» طبعا يقصد انه لا تصل الحقوق لاصحابها الا بالمظاهرات والاعتصامات والاقتحامات ومخالفة القوانين والشغب والتكسير.
مسلم البراك وربعه (على وصف قارئنا) قد أرسى ثقافة التمرد على القانون واحتلال الشارع. وكأنه لا سبيل الى الحق الا بهذا الطريق المحمل بالفوضى وتهديد الامن الوطني. وللاسف ان الاخوة البدون قد استنبطوا طريق المظاهرات والاعتصامات والتمرد على السلوك العام والقوانين تماشيا مع السنة الخطيرة التي سنها البراك وربعه، والحديث في هذا يطول. لكن ما اريد ان اصل اليه ان قضية البدون ومعاناة البدون باتت البضاعة الرائجة والمعروضة للتكسب وتعظيم الرصيد السياسي والشعبوي لدى الكثير من النواب والمرشحين وكتاب المقالات والباحثين عن الشهرة والمكانة الاجتماعية ولاسيما في المناطق التي يتكاثر فيها البدون وأبناء القبائل.
الآن نقرأ ان هناك مبادرة من مسلم البراك وآخرين لحل قضية البدون. لا بأس لتكن هناك مبادرة من ضمير الامة تساعد على حل معاناة البدون. ولكن اي مبادرة سحرية تحل القضية غير الحلول المطروحة من قبل اللجنة المركزية يا مسلم ويا ربع مسلم..؟!!
هناك ثلاثة حلول لا غيرها لحل القضية. إما بقاء الوضع على ما هو عليه. وإما تجزئة القضية الى شرائح وإما التجنيس الفوري لجميع المدعين بالبدون. هل لديكم حل رابع او حلول أخرى يا مسلم ويا ربع مسلم..؟!!
اتمنى من كل قلبي على الاخوة البدون الا يصدقوا ترهات واكاذيب الدعاة المتباكين كذبا ونفاقا على البدون ومعاناة البدون.
اسألوا مسلم البراك اين كان طوال هذه المدة وهو عضو في المجلس ما يزيد على العقد وعضو في لجنة البدون البرلمانية. ولماذا ووريت مبادرته حتى تحيا الآن في موسم الانتخابات. وفي معمعة المنافسة الانتخابية الشرسة..؟!!
يا ايها الاخوة البدون لا تصدقوهم. ولا تتركوا لهم فرصة اللعب والمتاجرة والمزايدة في قضيتكم وفي معاناتكم ان هؤلاء مزايدون متاجرون منافقون. يقولون بأفواههم ما لا تؤمن به قلوبهم.
يا ايها الاخوة البدون .. ان طريق الحق واضح. فاسلكوه. ساعدوا انفسكم وساعدوا الحكومة. ولا تصدقوا انكم بالضغط او بالاعتصامات والمظاهرات سوف تخضع الحكومة فتجنسكم فوراً.
ان الحكومة قد منحتكم الكثير من الحقوق الاجتماعية متساوية بحقوق المواطنين وان الحقوق المدنية طريقها سالك وحسب ظروفها. فالتجنيس لا يتحقق بشربة ماء. فهناك اولويات وهناك التزامات مالية واجتماعية وسياسية تترتب على التجنيس ولا اتصور يمكن تجنيس عشرات الآلاف من البدون ان كانوا مستحقين او غير مستحقي الجنسية دفعة واحدة.
اكرر الرجاء يا اخوة البدون: لا تصدقوا المتاجرين الدجالين الكذابين المنافقين اصحاب الشعارات واليافطات الموسمية. هذا اولا وثانيا. التزموا بالقوانين وساعدوا الحكومة فلا طريق اقصر لنيل الحقوق الا طريق القانون.
اعانكم الله يا أخوة البدون. وخفف عنكم معاناتكم.

حسن علي كرم

تعليقات

اكتب تعليقك