محمد جوهر حيات للقلاف: اعقلها وتوكل واسحب ترشيحك

زاوية الكتاب

كتب 1714 مشاهدات 0


 


الراى
 

 سوالف ثلاثاء وخميس / اسحب ترشيحك!

سبب بقاء الفردية السياسية!
• يتذمر الشعب الكويتي من أداء السلطة التشريعية رغم انها من صنيعته عبر صندوق الاقتراع، ويتذمر السياسيون بأشكالهم كافةِ كقوى سياسية ومراقبين سياسيين ونواب من فردية العمل البرلماني والسياسي في الكويت دون أن يقدموا مشروعا جديدا ورؤية جديدة وخطوات مجدية تساعد على تطوير العمل البرلماني والسياسي وتحوله من صياغ الفردية الى منهج الحزبية والجماعة السياسية! فأصبح من الممل والغريب جداً بعد خمسين عاما من دولة المؤسسات والدستور والقانون والممارسة الديموقراطية ان الانتخابات ما زالت فردية! وما زلنا ننتخب أفرادا ولا ننتخب جماعة وما زلنا نختار رؤية وأطروحات فرد ولا نختار برنامج عمل حزب سياسي، وما زالت تنظيماتنا السياسية تقاد من قبل فرد ولا دور واضحاً لأعضائها في تشكيل رؤية ومطالب وطموحات التنظيم الذي ينتمون له، وما زالت التنظيمات السياسية تابعة لمواقف ومزاج (نوابها) الذين يبلغونها فقط بمواقفهم السياسية بعد أن يتخذوها، ولا رأي لهذه التنظيمات قبل اتخاذ هذه المواقف من قبل النواب في غالبية القضايا المتداولة، ومازالت غالبية تنظيماتنا السياسية قائمة على أسس طائفية ومذهبية تربط بين أعضائها وحدة الطائفة والمذهب كأنها كتيبة عسكرية مشاركة في حرب الطوائف! ولا يربط بين أعضائها وحدة الاتفاق حول برنامج عمل وطموحات وفكر وأيديولوجيات ونهج منظم يُنمي ويطور وطنا بأكمله بجميع مواطنيه دون تمييز، فما زلنا في مرحلة الشتات السياسي ما بين خمسين رأياً ومنطقاً وحجة وتبريراً! وما زال نوابنا يتخذون مواقفهم السياسية على أسس انتخابية (طائفية ومذهبية وقبلية وعائلية ومناطقية وعاطفية) بعيداً عن العقل والأسس العلمية والعملية والانسانية أيضاً، فصَمَتَ النواب الطائفيون الشيعة عما يحدث في سورية وصمت قبلهم النواب الطائفيون السنّة عن أحداث البحرين، وأصبح المذهب فوق الحق وأصبح التكسب الانتخابي أسمى من الانسان وحقوقه وكرامته! وما زال نواب التنظيم السياسي الواحد يتباينون ويختلفون بالمواقف تجاه أهم القضايا المتناولة في السلطة التشريعية، وما زالت هناك تنظيمات تعجز عن ابداء موقف أو رأي بسبب اختلاف نوابها الأفاضل، والمضحك المبكي في الوقت نفسه ان هناك تنظيمات تعلن عن أسماء مرشحيها في الدوائر المختلفة وبعد فترة يصرح مرشح هذا التنظيم بأنه مرشح بصفة مستقلة ولكنه عضو في التنظيم ومدعوم منه ولكنه مستقل (تعال فجج!)، وما زال عندنا ما يسمى بمرشح العائلة والقبيلة والمنطقة بعد كل هذه السنوات من الممارسة!
اذاً كيف ينصلح أداء السلطة التشريعية والعمل البرلماني ونحن وسط هذه الفوضى السياسية الفردية؟ وكيف نتطور وما زال هدف وغاية ومنى وطموح غالبية هؤلاء السياسيين أن يكون نائباً في البرلمان؟ وكيف نقصد التنمية عبر تشريعات قانونية نابعة من اجتهاد فرد واحد بدلاً من أن تتبلور من خلال اجتهادات العديد من الأفراد والجماعات؟ والى متى سوف تستمر هذه الفردية السياسية التي امتازت بالعشوائية والتسرع وعدم الادراك والفوضى والفشل والعجز والتصادم والفساد؟ ومتى الساسة يصحون من سباتهم العميق ويصلحون النظام الانتخابي القائم والمتمركز على التقسيمات الثانوية بين أبناء الوطن الواحد؟ ومتى نرى الدائرة الواحدة وفق القوائم والتمثيل النسبي التي تساعد الأفراد بجميع أطيافهم على التعاون والتحالف والتكتل؟ ومتى نرى الجمعيات السياسية والأحزاب التي تؤسس على أسس برامج عملية تنموية وأيديولوجيات فكرية بعيداً عن التقوقع الطائفي والقبلي والعائلي؟
(ولكن) مع الأسف الشديد لم ولا ولن يصحوا هؤلاء الساسة لتطوير الحياة السياسية بتحويلها من نطاق الفردية السياسية في العمل البرلماني والسياسي الى صيغة العمل البرلماني والسياسي الجماعي والحزبي لسبب واحد بسيط وهو (غاية هؤلاء السياسيين في نهاية الأمر أن يكونوا نواباً في البرلمان!).
• سماحة سيد التصريحات!
النائب السابق والمرشح الحالي سماحة سيد التصريحات : من حقك أن تطرح رأيك الذي نحترمه ولا نأخذ به، وهو تأسفك على رحيل ناصر المحمد الذي نراه نحن لم يوفق في ادارة البلاد طوال تلك الأعوام الماضية، ومن حقك أن تختلف معنا في ما تريد يا سيد، ولكن ليس من حقك أن تصرح بتنصيب وتعيين الأفراد بمناصب تفوق منصب رئيس مجلس الوزراء، وكأنك أنت من تنصب وتعين! فهذا تدخل في شؤون وصلاحيات الغير يا سيد التصريحات، وبخصوص تصريحك الأخير بأنك سوف تفكر في سحب ترشيحك من الانتخابات لأن بيان الديوان الأميري كشف سطحية وسلبية وعدم مصداقية ودقة تصريحك الأول! نقول لك اعقلها وتوكل واسحب ترشيحك!

محمد جوهر حيات

 

تعليقات

اكتب تعليقك