مطلوب مارتن لوثر كينج للبدون، برأى د.فيصل أبوصليب
زاوية الكتابكتب ديسمبر 29, 2011, 12:33 ص 914 مشاهدات 0
عالم اليوم
كلمات
مارتن لوثر كنج البدون
كتب د.فيصل أبوصليب
الأميركيون السود تعرضوا لعقودٍ طويلة لشتى صنوف القهر والظلم والاستعباد والتمييز العنصري، فجاءت حادثة روزا باركس في حافلة مونتغمري لتطلق شرارة انتفاضة السود ضد السياسات العنصرية في الولايات الجنوبية، ومن قاد هذه الجماهير وحركها نحو تحقيق هدفها بإقرار قانون الحقوق المدنية الذي ألغى مظاهر التمييز العنصري كافة هناك هو مارتن لوثر كنج، ذلك القس الأمريكي الأسود، والخطيب المفوه، والقائد الكاريزماتي، ومارتن لوثر كنج لم يلجأ إلى العنف لتحقيق هدفه، بل اعتمد على طريقة غاندي في الاحتجاج السلمي ، فحث أتباعه على تنظيم الاعتصامات السلمية وعدم اللجوء إلى العنف حتى لو تعرضوا للضرب من قبل القوات الأمنية، لأن وسائل الإعلام العالمية سوف تنقل هذه الصور وبذلك يكسبون التعاطف الدولي وكذلك الداخلي، كما لجأ مارتن لوثر كنج إلى طريقة ذكية في زيادة تأثير حركته المدنية، فأشرك أطفال الأميركيين السود في هذه الاعتصامات وفي الصفوف الأمامية لها، ليكون حجم التعاطف أكبر ومدى تأثيره أعمق، فانتهت حركة الحقوق المدنية السلمية التي تزعمها مارتن لوثر كنج إلى تحقيق الأميركيين السود لأهدافهم بعد إلقاء لوثر كنج لخطابه الشهير “ لدي حلم” والذي يعتبر من أكثر الخطابات السياسية تأثيرا في التاريخ السياسي الأميركي وربما كان في التاريخ البشري على الإطلاق.
وعندنا في الكويت، ولو أن الوضع مختلف نوعا ما والمقارنة ليست متكافئة بين الطرفين، وأقصد بذلك بين الأميركيين السود في الولايات المتحدة والبدون في الكويت، ولكن ماذا لو خرج من أبناء البدون من يمتلك مواصفات مارتن لوثر كنج القيادية والكاريزماتية والقادرة على قيادة هذه الفئة، وماذا لو انتهج نفس أسلوب مارتن لوثر كنج “الغاندي” في الاعتصامات السلمية وإشراك الأطفال، فماذا سوف تفعل الحكومة حينها؟ فلو واجهت هذه الاعتصامات بالقوة فإنها سوف تخسر كثيرا ويكسب البدون التعاطف الدولي الكبير وخصوصا في ظل ثورة الاتصالات وتناقل الأخبار، وإذا تجاهلت هذه الاعتصامات فإن تكرارها سوف يزيد من عدد مؤيدي هذه القضية والمتعاطفين معها ، الوضع بالنسبة للبدون خطير للغاية، ومن السذاجة تجاهل هذه القضية والافتراض بأن الزمن كفيل بحلها، فهي مثل كرة الثلج، كلما مر عليها الوقت، كلما زاد حجمها وتعاظم تأثيرها، لذلك فإنه يجب على الحكومة اتخاذ التدابير اللازمة لحل هذه القضية من جذورها، فمن يستحق التجنيس يمنح الجنسية ومن لا يستحقها فليتم التعامل معه على هذا الأساس، أما تعليق القضية على هذا النحو لن يفيد الكويت على المدى الطويل، فالعالم أصبح قرية صغيرة متشابكة المصالح والقضايا، ولن يسكت العالم إذا ما تم تدويل هذه القضية، حيث من المتوقع زيادة رقعة تحرك البدون خلال الفترة المقبلة، لذلك فإنه من الأفضل لنا إغلاق هذا الملف نهائيا وإلى الأبد.
تعليقات