ولحل قضية البدون، القلعة يجب أن تُفتح من الخارج، برأى عبدالله الصالح
زاوية الكتابكتب ديسمبر 29, 2011, 12:30 ص 607 مشاهدات 0
الأنباء
البدون عنوان مأساة
يقتل البدون في اليوم مائة مرة، مرة عند سؤاله عن هويته، وأخرى حين يستفسر أبناؤه عن جنسيتهم، وعندما يحلم بحياة كريمة تحفظ ماء وجهه. هذه السلسة من التساؤلات من قبل المسؤولين، والمقربين، والأبناء، تسبب لهم جميعا حالة من النكد، وضنك العيش، فوق ما يكابدونه من هضم حقوقهم على مدار عقود، وتشكيل اللجان المتخصصة في قطع الآمال، وزراعة الآلام.
فمهما كان تعدداهم، واختلفت منابتهم، فإن وجودهم في دولة تدعي أنها دولة مؤسسات، وحفظ الحقوق، وسيادة القانون، وتطفح على بحار من الذهب الأسود، وهم يعانون ما يعانونه لهي والله فضيحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. كيف يهنأ المسؤولون واخوانهم من لحم ودم ودين واحد يتسولون الخبز، ويأنس القياديون، وأبناء جلدتهم الضعفاء إلا من رحمة الله منسيون لآلاف الأيام، وملايين الساعات.
ألم تعلم الحكومة أن البدون حالهم من حال أي البشر؟! إن استثمرنا فيهم وكفيناهم مؤونتهم فسيرجع خراجهم إلى الدولة. وإليكم مثال، ابتعثت وزارة الصحة، أحد الوجهاء في الكويت إلى العلاج في لندن، فكان أقرباؤه يقولون لي أتعلم أن الطبيب من بدون الكويت، وكان يوليهم عناية خاصة. هذا بعد أن ضاقت الدولة على المخلصين من محبيها، فلم يبادروها بالمثل وتناسوا الظلم والحرمان. والأمثلة عديدة لكفاح دور فئة محرومة من الحقوق الإنسانية.
وأتساءل أحيانا كيف ينصف الغرب الكافر البدون، واخوانهم في بلاد التوحيد، يأكلون لحومهم حية. كيف يحصل البدون في الغرب على الحقوق كاملة منذ أن تطأ قدمهم الثرى بينما في بلداننا نتحدث عن مقابر جماعية إما ضحت بأرواحها للدفاع عن الوطن، أو ماتوا وهم يرفعون شعار «أنصفونا يا ناس». وأذكر أن أحد الأحباب من البدون قال لي إن القرود في الغرب يملكون جوازات، ونحن نستخرجها بعد طلوع الروح، ولا أريد إكمال روايته التي يسخر فيها من واقعه بأسلوب تهكمي قد يفهم أني أستهتر بقضيتهم.
والحل برأيي يبدأ بفقد البدون أملهم كليا في الدولة. فلا جهاز مركزيا ولا حتى حبوب مركزة ستهدي المسؤولين للاهتمام على الأقل بمعاناتهم. لذا على المحروم والمظلوم أن يستنجد بعد الله بالعم سام، وإخوانه وأعوانه، من منظمات حقوق الإنسان الدولية بحكم أن الكويت وقّعت على مجموعة من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. وبهذا تكون الكويت ملزمة دوليا بتطبيق العدالة التي هي من تعاليم الإسلام بالتوجيهات السامية من الكفار.
وختاما، من فنون الحروب أن القلعة إما أن تفتح من الداخل أو الخارج، ومع قضية البدون فإن القلعة يجب أن تفتح من الخارج.
تعليقات