أصل الكويتيين ليس من (الفايكنغ) أو الهنود الحمر..فهيد البصيري منتقدا تصريحات الأخوان صالح
زاوية الكتابكتب ديسمبر 25, 2011, 12:35 ص 2999 مشاهدات 0
الراى
فهيد البصيري / «البدون» والأخوان صالح!
لا يجب أن نضع مشكلة البدون في آخر اهتماماتنا لأن أصحابها لا يحملون الجنسية، فهي مشكلة ذات أبعاد خطيرة، سواء على البدون أنفسهم أو على الكويت، وما زاد الطين بلة أنها وقعت في يد من لا يحسن التدبير، ولا يحسب حسابا لمنكر ونكير، وفي آخر عبقريات (الأخوان صالح) أي الأخ صالح الفضالة والأخ د.صالح بركة، أصلحهما الله: ان البدون أصولهم عراقية وسعودية وفارسية، ولا أدري كيف توصلا لهذا الاستنتاج العبقري الذي لم يخطر على بال بشر، ومن قال ان أصل الكويتيين من (الفايكنغ) أو مهاجرين من الهنود الحمر، فالكويت ليست سوى مجاميع سكانية من نجد ومن جنوب العراق وبادية سورية ومن الساحل الشرقي ولا احد ينكر ذلك، والعراق يتكون من خليط من الأجناس لا يعلم سر خلطتها إلا الله، وفي السعودية أيضا مواطنون من أقاصي الأرض ومن شرق الدنيا وغربها، ومع ذلك هم مواطنون صالحون يحملون حق المواطنة كاملة وغير منقوصة. وهكذا تتشكل الدول منذ عرف الإنسان الحديث الكيانات السياسية الحديثة. ويا صالح «من غربل الناس نخلوه».
والمشكلة عند الأخ صالح الفضالة ورفاقه أنهم لا يفهمون قيمة الانتماء ولا يقدرون معنى الولاء للأرض التي يعيش عليها الإنسان، وراحوا يفكرون بطريقة بوليسية تشكك في نوايا أناس بسطاء دفنوا في الكويت منذ زمن بعيد! وما لا يفهمه صاحبنا هو أن ابن الأرض هو من يولد عليها، ويتفاعل مع أحداثها ويعيش ظروفها بخيرها وشرها لتصبح بعد ذلك بيته الكبير وجزءاً من كيانه النفسي والاجتماعي والتاريخي، ومن هنا يجب أن نفهم سبب تمسك البدون بالبقاء في الكويت، وعودة من يهاجر منهم إليها، فالكويت تعني لهم جزءا من حياتهم وموطن آبائهم وأجدادهم وأقاربهم وبالتالي مجتمعهم، قبل أن تكون مصدرا للرزق وهي مسألة في غاية الأهمية لا يعيها من لم يعش في الظروف نفسها، اما الحل الذي يقوم على الفكر (الدارويني) والبحث عن أصل الأنواع، وأصول الناس وأعراقهم هو دليل على جهل في فهم طبيعة الإنسان، وعنصرية مقيتة تنكرها الأخلاق وتحرمها الأديان.
وإذا كان هذا هو حال فلسفة الفضالة وفريقه الأزرق، فنحن أمام مشكلة جديدة وهي أن المشكلة تعالج بطريقة خاطئة وقد تتسبب في قتل المريض أي البدون، وبعيدا عن أسلوب (الأخوان صالح)، فإن الطريقة الصحيحة لحل المشكلة يجب أن تقوم على أساس حل إنساني عقلاني وعملي يفيد الكويت ولا يهضم حقوق هذه الفئة المغبونة.
والمهم من الحديث السابق هو التأكيد على أن الطريقة التي تدار بها المشكلة هي طريقة شاذة ولا تستقيم مع المنطق ولا مع المصلحة العامة للكويت، والزمن الذي يراهن عليه الأخوان، أصبح عنصرا يزيد حجم المشكلة، والدليل خروج البدون في مظاهرات في كل يوم جمعة وكأننا في الربيع (الجهراوي)، وأخشى أن يقع ما لا تحمد عقباه، فمعروف أن العنف لا يولد إلا العنف، وأن الضغط سيولد الانفجار، وأن «البادي أظلم».
د. فهيد البصيري
تعليقات