'خليجنا من التعاون إلى الاتحاد'

زاوية الكتاب

الأنظمة مطالبة بإصلاحات سياسية تضمن مشاركة الحكم والمال

كتب 2068 مشاهدات 0


خليجنا .. من التعاون إلى الاتحاد ( 1 ) !

زايد الزيد

 قبل نحو شهرين ، شاركت في مؤتمر الوحدة الخليجية الذي عقد في البحرين بتنظيم من المركز الكويتي للدراسات الاستراتيجية ' أبعاد ' ،  الذي يديره الأخ والصديق فهد البذال ، وقد قدمت أوراق عدة بالمؤتمر ناقشت فكرة الكونفدرالية لتكون رابطة تجمع بين دول مجلس التعاون الخليجي ، وكان النقاش يمتد بين التفاؤل من أقصاه إلى  التشاؤم في أقصاه ! و في احدى مشاركاتي قلت انه لايمكن أن تقوم  الكونفدرالية بين دول المجلس مالم تكن أنظمتها السياسية متماثلة.

ومن زاوية مشاركة الشعب بالحكم ، وهذه النقطة بالذات نحن  في الكويت نمارسها في حدودها الدنيا وتواجه بالكثير من المعوقات  ، ومع ذلك فإن مشاركتنا السياسية في الحكم على الرغم من ممارستها في حدها الأدنى ، وعلى الرغم من وجود المعوقات ، فهي تظل أشبه بالحلم بالنسبة لدول مجلس التعاون الأخرى !

وقلت ان حراكنا السياسي المتأثر بالربيع العربي سيزيد من مشاركتنا - نحن في الكويت - في الحكم والمال العام ، بينما بقية دول مجلس التعاون بعيدة جدا عن تجربتنا في الكويت ، وعن انجازاتنا في المشاركة الشعبية في الحكم التي يكفلها دستور 1962 الذي يعد حقا بمثابة عقد اجتماعي مكتوب بين الحاكم والمحكومين ،  وهذا التباين الشاسع لن يعمل على انجاح الكونفيدرالية .

وقلت ان الاتحاد الأوروبي نجح لأنه قام على تشابه نظم دوله سياسيا واقتصاديا ، وان المسألة لا تقر بالعواطف وانما تبنى على الأساسات الصحيحة .

ان دول مجلس التعاون مطالبة اليوم بتحديث أنظمتها السياسية وفق المبادئ الديمقراطية ، فالعدالة والحرية والمساواة مفاهيم غير متحققة على الأرض ،   لذا نزعم ان أنظمة دول مجلس التعاون لن تصمد أمام رياح التغيير العاتية ، والتي لن تتوقف حتى تقتلع حصون الاستبداد والتفرد بالحكم والعبث بالمال العام ، ولا أظن أن شعوب دول مجلس التعاون ، ترغب بتحولات راديكالية ، وهذه ميزة وسمة ، على أنظمة مجلس التعاون أن تستثمرها ايجابيا ولاتركن إلى الظن باستمرارها ، وان على أنظمة مجلس التعاون أن تبادر في اطلاق تحديثات سياسية تضمن التحول الديمقراطي الذي يمكن الشعوب من المشاركة في الحكم والمال العام.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك