محمد الدوسري يحذر من العنصريين الجدد الذين سيطروا على مراكز الدولة العليا واضطهدوا البدون
زاوية الكتابكتب ديسمبر 23, 2011, 12:31 ص 866 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال
العنصريون الجدد والبدون
كتب محمد مساعد الدوسري
في السنوات الأخيرة، وخصوصا خلال الحكومات السبع المنفرطة، ظهرت طبقة جديدة من العنصريين، وهم جدد بطريقة ما، فغالبيتهم لا ينتمون إلى أسر كويتية عُرف عنها العادات الجميلة من تقديس الدين الإسلامي أو تربية الأبناء على معاني العروبة والاخاء وعلاقات القربى، بل هم في الغالب من فئات عانت طوال عقود مضت من اضطهاد فئات أخرى ترى أنهم أقل منهم طبقيا، ولكن كيف تحول المُضطْهد إلى مُضطهِد للناس؟.
هذه الفئة من العنصريين الجدد تمارس ما تعرضوا له من اضطهاد في حق فئات أخرى من المجتمع، ليفرغوا فيهم كمّا كبيرا من الحقد والغضب الكامن في النفوس، ولعل فئة الإخوة من البدون تعرضت للجانب الأكبر من اضطهاد هذه الفئة الجديدة من العنصريين الجدد، إذ إن ما يُمارس على البدون هذه الأيام لا يمكن وصفه إلا بالاضطهاد البشع غير المبرر سماويا أو وضعيا أو إنسانيا، أو بأي طريقة أخرى، بعد أن حُرموا من حقوق طبيعية يتمتع بها أي إنسان على وجه الأرض، ومنها حق استخراج إثباتات أو عقود زواج أو عمل أو حقوق أخرى كثيرة.
العنصريون الجدد يمارسون عنصريتهم مع الجميع، بحكم تمكنهم من الوصول إلى مراكز القرار بعد جهد جهيد وسنوات من الاضطهاد والحرمان، لدرجة أنهم أشعلوا نيران العنصرية وأججوها في صدور البعض رغبة منهم في دمج أنفسهم ضمن طبقة لطالما رفضتهم، وللحصول على دعم وتأييد هذه الطبقة التي غُرِر بها في السنوات الأخيرة لدرجة دخولهم في صراع مع فئات اجتماعية أخرى بعد أن ساروا خلف رموز العنصريين الجدد الذين تمكنوا من الالتفاف حول بعض الشخصيات النافذة في الدولة.
تحذير يجب أن نوجهه الآن حتى لا يقع الفأس في الرأس، هؤلاء العنصريون الجدد هم أشد خطرا على الدولة وعلى الشعب الكويتي من أمور أخرى تشغلنا هذه الأيام، ولعل محاربتهم وتطهير المراكز العليا التي سيطروا عليها في الدولة تكون أولى الأولويات في المرحلة المقبلة، بعد أن استشرى فسادهم وضررهم على المجتمع بأكمله، لدرجة أن بعضهم وصلت به العنصرية والكراهية والإحساس بالعظمة أن تخيل نفسه إلها أكبر يعطي ويمنح “التموين” والأكل للكويتيين ويمكن له منعهم من ذلك، فهل ننتبه لهذا الخطر الداهم؟.
تعليقات