'البوشية' ، مسك ختام مهرجان الكويت المسرحي

منوعات

2799 مشاهدات 0


ختامه مسك ، كان ذلك لسان حال السواد الاعظم من حضور الندوة التطبيقية لآخر عروض مهرجان الكويت المسرحي الثاني عشر ( البوشيه) من تأليف الكاتب المسرحي الاماراتي اسماعيل عبد الله ومن إخراج عبد الله العابر ، ادار اندوة التي حضرها امؤلف والمخرج المسرحي الاردني حاتم السيد الذي توجه بالشكر الى المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب على تنظيم هذه التظاهرة الثقافية المسرحية.

وكانت بداية الندوة مع المعقب الرئيسي الدكتور محمد مبارك بلال الذي اشاد بتجربة الكاتب الاماراتي اسماعيل عبد الله مؤكدا انه احد ابرز كتاب الخليج المعاصرين واشار الى انه لولا لجوء المخرج العابر الى اسلوب التجريد لما استطاع التعامل مع قضية تقليدية شائكة تتعلق بقصة حب بين شاب وفتاة من طبقتين مختلفتين.

واضاف ' لجاء المخرج الى اسلوب التجريد التشكيلي وهو ما رأيناه في الديكور والذي عبر عن احد اشكال التراث الخليجي القديم ولاشك ان هذا التجريد خدم البعد التراثي وايضا خدم فكرة السجن والربط والقيود من خلال استخدام مادة الحبال حيث ان هذا القيد وقف ضد مصال شخصيات وابطال العمل.

واستطرد الدكتور بلال ' عنوان المسرحية (البوشية) المستخدمة كغطاء لوجه المرأة ولكن في المسرحية استخدم هذا الغطاء كحائط بين الطبقات المختلفة وهذا التجريد في الشكل اضفى بعدا جماليا' واشاد المعقب الرئيسي بتوظيف المخرج للبير او (الجليب) ليعبر عن المجهول او العالم الغامض حيث نجد علاقة جدلية في الحركة بين الابطال الثلاثة.

من جانبها قالت الدكتورة وطفاء حمادي ' (البوشية) لها دلالات متنوعة في النص اتقن المؤلف استخادمها ، فالبوشيه التي تغير الهوية والجنسية حيث ان الرجل يتغير تحتها ليصبح لا هوية له، اما من ناحية المضمون فهذا النص نسوي المقصود انه يجسد المرأة ككيان انساني ، حيث ان جواهر فجرت مكبوتها وعواطفها فجرت مكنونات النفس ورغم انها كسرت غير انها ظلت شامخة' واشادت حمادي بقدرة المخرج على خلق بيئة مسرحية ملائمة لهذا العرض برقصة (السامري) التي تعبر عن انوثة المرأة.

بدورها قالت الفنانة اسماء مصطفى ' العمل فجر طاقة حب كبيرة بين ابطاله ما انعكس على الصورة النهائية، ولاشك ان التمثيل لعب دورا هاما في المسرحية خصوصا احلام التي تملك طاقة ايجابية على المسرح وامدت بها فريق العمل ككل حيث ادى كل منهم دوره بطريقته ' واشادت مصطفى بتوظيف البير ليكون مكمن للاسرار.

اما الدكتورة سعداء الدعاس فقالت' اليوم كان هناك على الخشبة بطلان الاول نص شعري جميل والبطل الثاني كان صوت الفنانة احلام والفتايات اللاتي شاركن بالغناء ، كما ان النص يشتغل على الحوارية لذا فإن لم تصل هذه الحوارات للجمهور فلن يفهم شيء.

واشادت الدعاس بالحلول الاخراجية التي قدمها المخرج بداية من اللعب على الاضاءة بالفوانيس وقال' كنت اتمنى على المخرج عدم تكرار هذه الحلول لان بمرور الوقت فقدنا شغفنا بها.

في حين قال علي العليان '  نحن امام عرض رباعي التاثير في البنية التكاملية من خلال هذا الموروث الشعبي العربي ، العمل لعب بعواطفنا وتعايشنا مع كل كلمة قيلت فيه خصوصا وان مثل هذه الحالة قد تحدث في اي بلد عربي.

الدكتور محمد زعيمة اكد ان العرض اجتمع عناصره لتقدم معزوفة شاعرية بداية من النص الذي يحمل عبق التراث ووعي في رسم شخصيات اثرت في طبيعة الاداء التمثيلي للفنانين  حيث ان طبيعة الاداء التمثيلي كان لها اثرا بالوصول بالعرض الى هذا التناغم، خصوصا في اداء احلام وفي اسلوب التناقض بشخصية عبد المحسن العمر.

الناقد علاء الجابر قال ان المسرحية بمثابة عرض شعري ممتع بلغة شاعرية وشعرية اقرب ما تكون للقصة القصيرة التي تكون نهايتها مفاجئة للجميع ، المسرحية لعب فيها الصوت بطولة خاصة والحلول الاخراجية.

عبد الكريم الجراح قال ان فرقة مسرح الخليج العربي رفعت البوشيه لتكشف عن صورة بكامل الوانها واضاف' نحن بصدد عرض مسرحي بكامل زينته وفيه الكثير من الهيبة المسرحية.

الفنان عبد الله غلوم اكد ان ختام المهرجان مسك واوضح' شاهدنا طوال الايام الماضية اعمال متفاوتة المستوى ومتنوعة القوالب واليوم احد اشكال المسرح لذا اشكر فرقة الخليج على هذا الجهد.

في حين اكد فيصل القحطاني ان المسرحية رسخت لمفهوم ان الحب يختلف قبل وبعد السلطة ، حيث كان الارتباط بجواهر مشروع لدى حبيبها قبل السطلة وبعد ان توفي والده وانتقلت مقاليد الامور له أدار لها ظهره.

بدوره قال الدكتور مؤيد حمزة ' لكل مشهد داخل النص جوه العام كما لكل شخصية جوها العام لذا نستطيع القول بان المخرج احكم قبضته على الجو العام للعمل واللافت في هذه المسرحية ان كل شخصية كانت تؤدي دورها بتناغم وانسجام مع من حولها من حيث الاستلام والتسلم والإيماء فكل زميل يترك مساحة لزميله ومن الواضح انه كان هناك أيضا الكثير من الحب والتفاهم والحفاظ على الجو العام.

مبارك المزعل أكد انه مكان يتمنى تقديم نص في المسرح النوعي يجذب الجمهور العادي ويقربهم إلى هذا اللون الفني وقال' أمنيتي تحققت الليلة واعتقد انه لو شاهد أي متفرج عادي هذا العمل كان سيستفيد من القيم التي يطرحها.

رئيس مجلس إدارة فرقة مسرح الخليج العربي الكاتب القدير محمد الرشود كانت له كلمة حيث قال' اشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي يجمعنا تحت مظلة المسرح كل عام وارى أننا كفرقة الخليج حصلنا على حقنا كاملا داخل صالة العرض عندما صفق الجمهور طويلا لهذه المسرحية وأيضا عندما أشاد حضور الندوة بجهود أبناء الفرقة ' وتمنى الرشود من المجلس الوطني إلغاء الجوائز للتخلص من الشد العصبي الذي يصاحب غالبية العروض ولتقتصر جائزة كل فرقة متمثلة في ردة فعل الجمهور إشادة النقاد.

وكان الحضور على موعد مع كلمة مؤلف المسرحية الكاتب إسماعيل عبد الله الذي قال' انتظرت هذه الفرصة كثيرا ولكن الأم الحنون الكويت تأبى لا تغمرنا بفيض كرمها ، كتبت على مدار 30 عاما وكنت ارفض أن يسبق اسمي لقب كاتب مسرحي لأني أؤمن أن الكويت هي الوحيدة التي ستخرج لي شهادة ميلادي ككاتب واليوم استخرجت هذه الشهادة بختم ذهبي من مدرسة عريقة هي فرقة الخليج العربي.

في حين كانت الكلمة الختامية عند المخرج عبد الله العابر الذي توجه بالشكر إلى المجلس الوطني ولجميع من ساهم في مسرحيته (البوشية) متمنيا أن يواصل المسيرة تحت لواء فرقة مسرح الخليج العربي.

الآن: فن وثقافة

تعليقات

اكتب تعليقك