المواطن محبط بسبب التراجع في التنمية بقلم الدكتور عبدالله الغريب

الاقتصاد الآن

1190 مشاهدات 0


الأغلبية العظمى من المواطنين في الكويت أصابهم الإحباط، بسبب المشاكل التي حدثت والتي تحدث بين الحكومة والمجلس، وبسبب الاعتقاد بإن الحكومة لم تنجز شيئا، ولم تهتم بتنمية البلد، وبسبب الإيداعات المليونية في جيوب بعض الأعضاء، على حساب المواطن المسكين، الذي تاه بين تصديق وتكذيب ما يشاهد وما يسمع، وبين ما تقوله الحكومة وما يقوله النواب، فلا هو مصدق ولا هو مكذب إضافة إلى ضبابية هذا الوضع غير الطبيعي، وما زاد الطين بلة عندما استقال سمو الشيخ ناصر المحمد من رئاسة مجلس الوزراء واستقالت الوزارة، وتم تكليف صاحب السمو الأمير، الشيخ جابر المبارك لرئاسة الوزراء، وبعدها تم حل المجلس، وتم تشكيل وزارة جديدة بعد شكوى بعض الأعضاء السابقين أن الوزارة الحالية التي يترأسها الشيخ جابر المبارك غير دستورية لأنه لم يخترها بل هي وزارة سمو الشيخ ناصر المحمد، وتداركت الحكومة الخلل وتم اختيار وزارة جديدة ولكن أعضاء الوزارة الجديدة جميعهم من تشكيل الوزارة السابقة بعد خروج أربعة وزراء، ولكن ظهرت مشكلة أخرى وهي عدم وجود (محلل) أي عدم وجود عضو من مجلس الأمة في هذه الوزارة وحسب الدستور لابد أن يتواجد احد أعضاء المجلس في مجلس الوزراء المشكَّل، لذلك ظهرت أصوات تقول إن تشكيل الوزارة الحالية غير دستوري، ولابد من عودة المجلس المنحل حتى تعتمد الوزارة المنتخبة من قبل المجلس وبعد دخول احد الأعضاء، بسبب هذا اللغط وهذه الفوضى، وحدوث مشكلة سياسية داخلية على الرغم من وجود الكم الهائل من الخبراء الدستوريين، لذلك أصبح المواطن محبطا،بسبب عدم معرفته متى تحل هذه الأزمة غير المتوقعة بين الحكومة المجلس، خاصة ان النيابة العامة بدأت باستدعاء الأعضاء المشكوك في ذمتهم المالية وخروجهم من النيابة بعد دفع كفالات مالية كبيرة، بالإضافة إلى استدعاء النيابة العامة الأعضاء الذين اقتحموا المجلس بالقوة ومعهم الشباب بعد نزولهم الشارع.
نقول على الرغم من كل تلك الأمور، فإن هناك حقيقة يجب ان تقال إن المواطن الكويتي مهما كان محبطا ومهما يئس إلا أنه لم يصل إلى درجة احباط المواطن التونسي الذي احرق نفسه والمواطن المصري الذي عاش في العراء والمواطن السوداني الذي لم يجد لقمة العيش والمواطن الليبي الذي ليس لديه أدنى أمل في الحرية والمواطن السوري الذي ليس لديه برلمان يعبر فيه أو المواطن اليمني الذي عاش حياته ضائعا بين الحروب الأهلية والرشوة والفساد، لأن الحكومة الكويتية ولله الحمد لم تقصر مع المواطنين جميعا فهي مع المواطن من المهد إلى اللحد،حيث وفرت الدولة للمواطن العلاج المجاني والتربية والتعليم والسكن والزواج والراتب، والحرية والانتخاب، فلا وجه للمقارنة بين إحباط المواطن الكويتي وإحباط المواطن العربي المسكين الذي يضرب إذا طالب بالتغيير أو يعتقل أو حتى يقتل وتحرق داره، ولكن نحن نقول المواطن الكويتي أصبح محبطا بسبب ما كنا فيه وما وصلت إليه حالنا من تأخر في البنية التحتية وإهمال بناء مستشفيات وجامعات جديدة واهتمام أكثر بالمواطن، والقضاء على الرشوة،وتعاون أكثر بين السلطتين، أقول نحن لا ينقصنا شيء إلا ترتيب الأولويات، والتعاون بين المواطنين للمحافظة على الوحدة الوطنية لكي نصل إلى أهدافنا، ويجب علينا جميعا مواطنين وحكومة أن نتفاءل بأن الأمور الحالية والأزمة الحالية بين الحكومة والمجلس سوف تزول وانها عبارة عن زوبعة في فنجان، ونحن ككويتيين يجب ان نفتخر بأن لدينا حاكما حكيماً مثل صاحب السمو الأمير صباح الأحمد حفظه الله الذي يعرف كيف يزن الأمور جيدا، لأن سموه يحب الخير للجميع، وسوف يحل كل مشاكل البلد بكل عقلانية، ولكن يحتاج منا الصبر والروية لنصل إلى أهدافنا.

جريدة الدار

تعليقات

اكتب تعليقك