الناخب محتار بين مرشح عيار وحكومة تقدم خطة لاتنفذ منها شيئا بقلم خليفة الخرافي
الاقتصاد الآنديسمبر 19, 2011, 8:22 ص 809 مشاهدات 0
سينصب المرشحون خيامهم وسيحرصون على أداء الفجر حاضرا في المسجد وسيزورون الدواوين وسيذبحون الخ.راف والإبل ويقيمون المآدب والندوات وسيجرون مقابلات إعلامية وسيكونون أطيب خلق الله تعاملاً، وسيصبحون أكرم من حاتم الطائي بعطائهم، وأشجع من عنترة بن شداد لأقدامهم وجرأتهم، وسيسعون للتوسط لانجاز معاملات المواطنين وسينتقدون بقوة وعنف شديد السلطة والفساد، ولن يذكروا ان سبب زيادة الفساد فشل المعارضة لمدة 15 عاماً بتشريع قانون الذمة المالية.
يخدع نفسه كثيراً من يظن انه قادر على ان يساهم في ادارة البلد من دون ان يجتهد ويتعب لاصلاح البلد وتطويره، لا يمكن ادارة المسؤولية بالمنح والعطايا والمجاملات، فما اضاع البلد إلا محاولة المسؤول والقيادي ان يجد الطرق السهلة وغير القانونية وغير الشرعية وغير الأخلاقية لادارة البلد من خلال «الرشى» أو ترضية النواب من معارضة وبصامة بكسر اللوائح والنظم والقوانين تحت صفة الفزعة للواسطات الجائرة. في الدول المتقدمة المسؤول الأول تنفيذياً يتم اختياره وفق امكاناته وقدراته السياسية والإدارية وقدرته على تطبيق برنامجه وخطته لانقاذ الدولة ويتم تقييمه وفق قدرته في انجاز هذا البرنامج، بينما ما لدينا في الكويت وما يحصل هو العكس، حيث يتم تقديم خطة الحكومة ولا يتم تنفيذ شيء منها!
أما نواب الشعب في مجلس الأمة فهم أكثر ضياعاً من الحكومة، بسبب تخبطهم وعدم تركيزهم بإلزام الحكومة لتنفيذ برامجها من خلال تشجيعها ودعمها لتنفيذ برنامجها وليس بتعطيل مساعي التطوير والاصلاح بصياحهم وفوضويتهم وواسطتهم الجائرة واستجواباتهم العبثية.
يظن بعض نواب الأمة - خاطئين - ان اصلاح البلد لا يتم إلا من خلال اطلاق الافتراءات الجائرة على وزراء في الحكومة، لعدم تمرير وساطتهم فحولوا أداة رقابية دستورية نبيلة وسامية، وهي الاستجواب، لتحقيق مآربهم الشخصية، وهذا ليس من مهام النواب الجادين بالاصلاح والذين لديهم برنامج يحمل أهدافاً واضحة ومحددة لتطبيق خطة تطوير البلد وتنميته واصلاحه.
أما الصراخ على كل كبيرة وصغيرة فلم يؤد الى نتيجة، فها هم منذ مجلس 92 الى يومنا هذا لم يتمكن صراخهم العالي من اصلاح البلد. فهم قد قصّروا وتقاعسوا ففشلوا في تشريع قوانين ضد الفساد، مما زاد الفساد والرشى بشكل عظيم، لا بل ثبت ان معارضتنا فوضوية ومتخبطة وصل ضررها على الوطن الى مداه، فتعطلت المشاريع المهمة والحيوية، فأصبح ما يدور على الساحة السياسية لا شيء سوى الخصام والجدال والخلاف من دون نتيجة.
النائب الصادق، الذي لديه رغبة جادة في اصلاح وطنه، لا يستخدم هذه الأساليب الفاشلة المخربة، التي أصبحت مكشوفة وغير كافية لخداع الشعب، ولن تغطي تقصيرهم وتخبطهم باستخدامهم سلاحهم الوحيد، وهو الصراخ ودغدغة العواطف والخطب الحماسية الرنانة والغوغائية في الممارسات والتصرفات الهمجية باقتحام ابواب عبدالله السالم وكسرها، حيث فشلت المعارضة فشلاً ذريعاً خلال 15 سنة في عدم تمكنها من تشريع قوانين ضد الفساد.
ان واجب نائب المعارضة ان يستخدم الأسلوب العلمي المنهجي الموضوعي من خلال اطلاعه الكامل واستيعابه لمقترحات وتوصيات الخبراء لكيفية اصلاح البلد وان يطالب بتطبيقها والزامها للحكومة وتسخير جهده قولاً وفعلاً لتطبيق هذه الاصلاحات من خلال تشريع قوانين أو انجاز مشاريع.
***
• لقد ضاع الناخب الكويتي ضياعاً كبيراً فكل مرشح يصيح ويردد وينادي «الزين عندنا والشين حوالينا»، حتى من كان نائباً في المجلس المنحل ولم يقدم مشاريع قوانين لكشف المرتشين المفسدين «القبّيضة» ما زال قادراً على خداع البعض والهتاف له، فكل ما تقوم به المعارضة من تصرفات غوغائية وتقصيرهم بتشريع قوانين ضد الفساد يراها الناخب أمراً هيناً جدا لا يستحق المحاسبة فينطبق على ناخبنا اليوم بيت الشعر العربي المعروف للإمام الشافعي:
«وعين الرضا عن كل عيب كليلة..
ولكن عيب السخط تبدي المساويا».
فعين الرضا تجعل المقصر المتقاعس في تشريع قوانين ضد الفساد لفترة «15 سنة» وهو يدعي الاصلاح ومحاربة الفساد، فعين الرضا المحبة له تغفر له خطيئته، بينما عين السخط والكراهية تجعل من يطالب بتطبيق القانون على من اقتحم وكسر أبواب قاعة عبدالله السالم سجاناً وتجعل من قام بكسر القانون بغوغائية وهمجية بطلا مغواراً!
لقد أصبح الباطل حقا والحق باطلاً والمخرب المقصر مصلحاً، بل أصبح الغوغائي الهمجي في تصرفاته وأساليبه هو من سيصلح الكويت!
***
• هل هناك بصيص أمل ان تكون السلطة قادرة على تغيير نهجها المتخبط المتردد؟ وهل السلطة قادرة على تطبيق القانون وخطة التنمية وقانون الخصخصة الذي تحمس له النائب احمد السعدون؟ وهل هناك اشراقة أمل في ان تغير المعارضة منهجها الذي يجنح للغوغائية والفوضوية والتهور بجموحهم المتهور وهم يماثلون السلطة تخبطا؟! فليس لديهم برنامج واضح بأهداف واضحة لعلاج مشاكلنا بتشريع قوانين مهملة وتنفيذ مشاريع معطلة!
***
• نصحنا وناشدنا السلطة عدم استخدام العنف مع المتظاهرين وطالبناهم بالتعاون مع نشطاء سياسيين بحقوق الانسان للتفاهم مع المنظمين لهؤلاء المتظاهرين، حتى يتمكنوا من السيطرة، من دون استخدام أساليب العنف والبطش، انما تعودنا على تجاهل السلطة لنصائحنا.
***
• تحية اجلال واكبار وتقدير لشبابنا وشاباتنا في دورة الألعاب الأولمبية العربية المقامة في قطر لحصولهم على مراكز متقدمة.
تعليقات