انضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية بين الطموحات والتحديات

الاقتصاد الآن

689 مشاهدات 0




ما ان وافق مؤتمر منظمة التجارة العالمية الوزاري الثامن الليلة الماضية على انضمام روسيا الى عضويته بعد 18 عاما من المفاوضات المضنية بين الجانبين حتى انهمك المحللون بحثا عن الفوائد المرتقبة من تلك الخطوة التاريخية.
ففيما يتفق المحللون على تاريخية هذا الحدث لانضمام دولة بحجم روسيا الاقتصادي الى منظمة التجارة العالمية الا انهم في الوقت ذاته يترقبون تأثير هذا الالتحاق على اداء عمل المنظمة ومدى استفادة الدول الاعضاء من السوق الروسية ومدى التزام موسكو بقواعد اللعبة.
فقد اشار بعض المراقبين في تصريحات لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان انضمام روسيا قد يوجد نوعا من التوازن في مسارات مفاوضات المنظمة المتعثرة دائما لاسيما انها ستكون الدولة الرابعة من دول مجموعة (بريك) الاقتصادية التي تضم البرازيل والصين والهند داخل المنظمة وهي الدول التي توصف بانها قاطرة الاقتصاد العالمي المتعثر شمالا والمنتعش جنوبا.
في الوقت ذاته تأمل الدول النامية والاكثر فقرا في الحصول على التأييد الروسي لقضايا الربط بين التجارة والتنمية من خلال الحصول على فرص تجارية افضل في السوق الروسية تعوض فيه ما لم تتمكن من الوصول اليه من التعامل مع الدول الاكثر نموا.
في المقابل يقول المحللون ان الدول الغربية المتقدمة تتوقع من روسيا البدء في تخفيض الحواجز التجارية وتخفيض الرسوم المفروضة على الأعمال التجارية وخفض الرسوم المفروضة على شركات طيران الاتحاد الاوروبي.
وتركز الدول الطامحة في الحصول على فرص طيبة من الاقتصاد الروسي على تقديرات البنك الدولي الذي توقع نموا هائلا للاقتصاد الروسي على المدى البعيد ما يحفز العديد من القطاعات على الدخول بثقة الى هذه السوق باوجه الاستثمارات المختلفة.
ويتوقع المستثمرون تطبيق روسيا السريع للمجموعة الشاملة من الالتزامات التي وقعت عليها ضمن باقة انضمامها الى المنظمة والالتزام بمبادئ مثل الشفافية ومحاربة الرشوة والفساد الاداري واعمال سلطة القانون وعدم اتخاذ اجراءات حمائية وتعزيز النظام التجاري المتعدد الاطراف.
ويحذر بعض الخبراء من احتمال لجوء روسيا خلال الاشهر الستة المقبلة الى تعديل تشريعات وقوانين للوقاية ما تراها سلبيات متوقعة من الانضمام الى المنظمة فاذا ما حدثت هذه الخطوة فستكون بداية غير موفقة من الجانب الروسي.
ويتفق المحللون في تعليقاتهم ل(كونا) على ان التحاق روسيا بالمنظمة سيمر بفترة تعرف كل طرف على الآخر ومدى الالتزام بالمعايير والنظم فعين روسيا على اسواق الغرب لتحقيق نمو اقتصادي اسرع ومكاسب سياسية اكثر.
اما عين الغرب فهي على سوق روسيا لمحاولة تحريك التجارة العالمية الراكدة في هذه السوق الشاسعة مع التأكيد الاوروبي على انه اذا كانت التجارة مع روسيا فرصة جيدة فانها ستكون تحت مظلة منظمة التجارة العالمية فرصة افضل.

الآن-كونا

تعليقات

اكتب تعليقك