لابد من متابعة إجراءات ترشيد استهلاك المياه بقلم سلام أبو شهاب

الاقتصاد الآن

3217 مشاهدات 0


الأمطار الشحيحة على الإمارات وقلة مصادر المياه العذبة لم تثن سكان الدولة عن التبذير والإسراف الزائد في استهلاك المياه، لدرجة ان معدل استهلاك الفرد من المياه وصل إلى 500 لتر يومياً، ويعتبر من أعلى معدلات الاستهلاك في العالم، وهذا الرقم مخيف لأن المعدل العالمي لاستهلاك الفرد يصل إلى 200 لتر يومياً .

من غير المقبول أن تستهلك عشرات اللترات من المياه العذبة على تنظيف سيارة، ومئات اللترات من المياه العذبة لري بضعة أمتار من المسطحات الخضراء أمام منزل، ومئات الأمتار المكعبة من المياه العذبة على برك السباحة، ومئات الآلاف من الأمتار المكعبة لري المزروعات والأشجار .

إن تأهيل وصيانة شبكات توزيع المياه في غاية الأهمية، حيث يسهم بشكل كبير في الحد من حجم الفاقد من المياه، نتيجة وجود تسريب في شبكات التوزيع التي يفقد من خلالها 361 مليون متر مكعب من مياه التحلية، في الوقت ذاته هيئات المياه والجهات المعنية الأخرى مطالبة ببرامج وحملات توعية على مدار العام، لرفع درجة وعي أفراد المجتمع بخطورة الاستهلاك المفرط للمياه، وألا تقتصر حملات التوعية على اليوم العالمي للمياه .

استمرار معدلات استهلاك المياه في الدولة بنفس الوتيرة وما يرافق ذلك من زيادة مضطردة في عدد السكان يجعل توفير المياه العذبة أمر في غاية الصعوبة، وإن كانت هناك عشرات المحطات لتحلية المياه في الدولة، ما يتطلب تضافر الجهود بين المؤسسات والهيئات والأفراد، للحد من الإسراف في استهلاك المياه، وهذا مطلب أساسي من قبل وزارة البيئة والمياه، وإن كانت مشغولة بمشكلة غرق سفينة “الحوت الأبيض” المحملة بالديزل قبل 56 يوماً قبالة سواحل أم القيوين .

تجربة تركيب أجهزة لترشيد استهلاك المياه في المنازل والمكاتب والمؤسسات في مختلف مناطق الدولة نموذج ناجح يتطلب تعميمه، وفي الوقت ذاته هناك حاجة ماسة لتطبيق نماذج ذكية مماثلة قادرة على ترشيد استهلاك المياه، وإذا كان رفع تعرفة المياه سيسهم في الحد من الاستهلاك لا مانع من ذلك، طالما أن الإمارات من أعلى دول العالم استهلاكاً للمياه العذبة .

الخليج الإماراتية

تعليقات

اكتب تعليقك