' احتلوا وول ستريت ' تحكي واقعاً جديداً حيث لم تعد الرأسمالية في شكلها الحديث تناسب العالم من حولنا؛ رأي وكالة الأنباء الصينية

الاقتصاد الآن

740 مشاهدات 0


رغم رياح الشتاء الباردة الكفيلة بإسقاط سيقان النباتات الذابلة بسبب البرودة في أميركا الشمالية، تحملت حركة 'احتلوا وول ستريت' وواصلت احتجاجاتها على مدى نحو ثلاثة أشهر. وحملت الحركة، إلى حد ما، سمات المهرجانات؛ إذ أقام المشاركون فيها مخيمات .
حيث كانوا يتناولون الطعام ويستريحون، كما كانوا في بعض الأحيان يقرعون الطبول لجذب انتباه العامة، وكانوا حتى ينظمون 'عروضاً موسيقية وأخرى راقصة' في الهواء الطلق بمنطقة برودواي. بيد أن المناخ الاحتفالي تناقض مع حقيقة مفادها أن هذه حركة احتجاجية تهدف بالأساس إلى كشف جشع واستهتار المؤسسات المالية والبيئة السياسية المختلة التي تقف وراءها.
وكانت هناك مشاهد متشابهة في باقي أرجاء العالم. فقد امتدت الاحتجاجات والاضطرابات الاجتماعية إلى عدد كبير من المدن الأوروبية. والسبب الرئيسي في هذه الاحتجاجات سوء عمل المحركات الاقتصادية الرئيسية في العالم بأميركا وأوروبا بما يعود إلى الخلل الهيكلي الضمني.
وفيما أصبحت أوروبا وأميركا الشمالية في اتجاه نزولي، اتخذ مشهد الاقتصادات الصاعدة اتجاهاً صعودياً إذ أصبحت قادرة على مواجهة التحديات والاختبارات المختلفة وتواصل إظهار حيويتها الداخلية. وأشار كلاوس شواب، المؤسس والمدير التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، إلى أن الحركات الاحتجاجية مثل 'احتلوا وول ستريت' ظهرت بسبب الغضب من تجاوزات المصرفيين وأنه ليس من الكافي إدانة الرأسمالية على تجاوزاتها التي لا ريب فيها. وأضاف: نحن بحاجة إلى تحليل أكثر عمقاً لمعرفة لماذا لم تعد الرأسمالية، في شكلها الحالي، تناسب العالم من حولنا؟
ومن ثم، عكست حركة 'احتلوا وول ستريت' أزمة راسخة في 'عصر مذهب جديد'، مثلما صور الكاتب مارك توين في روايته التي تحمل عنوان 'العصر المذهب' (1873) مجتمعاً يشوبه الفقر والبطالة يعيش تحت ظلال طبقة مذهبة مصطنعة في عصر يشهد اقتصاداً صناعياً حديثاً وطفرة اقتصادية وليدة.
ويبدو أن الولايات المتحدة اضطرت إلى الدخول في 'عصر مذهب جديد' يتسم بزيادة التفاوت بين الأثرياء والفقراء، وانتشار أقطاب المال ومديري صناديق التحوط، وصعود الأثرياء الجدد الذين حلوا محل أقطاب النفط والفولاذ في روايات خيالية أدبية إلى مكانات اجتماعية راقية.
ومن ثم ركب مفهوم 'الأمة الموجهة مالياً' موجة الروح الرأسمالية الجديدة التي تدعم نهجاً يقوم على عدم التدخل في النظم الاقتصادية والمالية. وعلى الرغم من الفقاعات الاقتصادية التضخمية، حصدت المؤسسات المالية أرباحا قصيرة الأمد عن طريق منح قروض للذين لن يستطيعوا-على الأرجح- سدادها، ما أدى بدوره إلى خلق ثروات لا تقوم على أساس متين من نشاطات إنتاجية ليصبح الأمر أشبه ببناء قلاع في الهواء.

البيان الإماراتية

تعليقات

اكتب تعليقك