قناعات الدائرة الرابعة
زاوية الكتابكتب ديسمبر 15, 2011, 1:12 ص 2853 مشاهدات 0
تطور القناعات سنة ، و غالبا ما تكون حميدة فلقد أوصل التدرج بالقناعات سيدنا إبراهيم لأن يوجه وجهه للذي فطر السماوات و الأرض ، و الخيار الانتخابي تدرجه و تغيره حميد ما دام يتجه نحو جعل خيار الناخب هو للمرشح الأكفأ و ليس على أساس أخر ، و نبذ أي آلية فئوية تحول دون جعل هذا الخيار حر .
في الدائرة الرابعة لم يكن وصول الشباب لقناعة رفض الفرعي متأخرة أو صحوة وطنية مؤقتة كما يشاع ، فكلنا يعلم أن هناك الوطنيين من مخرجات الفرعيات بل أنهم أسود الانتفاضة الأخيرة ، و أن الفرعية لم تكن إلا باب لا بد لهم من الخروج منه في ظل البيئة السياسية الفاسدة التي فرضها النظام .
منذ المجلس التأسيسي و نحن نتدرج في قناعاتنا نحو الأفضل ، و كلما كانت البيئة السياسية أنظف و أنشط كلما اقتربنا أكثر من القناعة السليمة ، فبالبداية كانت القناعة نبي عضو مجلس أمة يطلع الاسم و ينفع ربعه ، و كان هذا عندما كان النظام يفرز الناس لقوى قبلية و طائفية ، و أن الفئة التي لا ممثل لها بالمجلس ليس له كيان سياسي .
ثم أصبحت القناعة نريد كفاءات فلنعمل فرعي و نخرج كفاءات من القبيلة ، دون أي عنصرية لعائلة أو فخذ و نجحنا و أخذنا من الفرعيات حلاوتها ، و أخرجنا من يمثل رأي الأغلبية الحر في القبيلة ، لكن ما زلنا لم نخرج من يمثل الدائرة .
كل ما سبق لبا طموحات الفترة بتدرج صحي حثيث نحو المدنية ، حتى هجم علينا بحقبة المال السياسي و الفساد الإداري واللذان كادا أن يوقفا هذا التطور و يئداه ، فلقد كان استخدام النظام لهذين الوحشين بضراوة حل لمواجهة الفرعيات التي بدأت تخرج عن مسارها التي وضعت له ، فانتشر مندوبين الحكومة ليرشوا المال السياسي و الاستثناءات على ضعاف النفوس بذريعة أنها هدية أو مساعدة أو حتى رشوة على الناشف من الحكومة ، بسابقة لم تشهدها الحياة السياسية من قبل . ( نلاحظ هنا أن النظام تنبه باكرا لهذه الحقبة ، و جرم الفرعيات بتحالفه هو و أذنابه مع قوى وطنية صادقة في نواياها .. و كانت لنا الخيرة في أمرنا ).
الآن تخلص مجتمعنا القبلي من كثير من قيود القبلية السياسية ، هذا لأنه مجتمع وطني مثالي يجنح دائما في تطوره نحو المدنية و يعلم أن القبيلة كيان اجتماعي يستحق أن نتمسك به ، و يعلم أن السياسة فرضت على القبيلة ، و ليس كما يعتقد البعض من أن القبلية فرضت نفسها على السياسة ، فالقبلية السياسية هي بلاء حل علينا من صنع النظام ، بل أنها شوهت الكثير من ملامح القبيلة الجميلة .
نعم .. الآن أصبحت الفرعيات مرفوضة و بقناعة في هذه الدائرة ، و من يراهن على غير ذلك فهو خسران ، و بالمقابل لا يجب أن نراهن الآن على أكثر من ذلك فنكون سذج لا نفهم المنطقة ، فحتى الآن لابد من تصفية و تنظيم داخل القبيلة لتخفيف العناء على أبناء العم و لتنظيم الدائرة أكثر لمنع إطلالة الرؤوس الفاسدة من جديد من خلال الفوضى .. أقول هذا بثقة فالقبيلة كمجتمع أثبت أنه وطني ، و لا بأس من أن تعامل القبيلة كعائلة كبيرة .
إذا لا باس من عمل لجان بوجاهة شبابية لا قبلية ، تقوم بالتصفية ما استطاعة إلى ذلك سبيلا و بشرط أن لا تستخدم الفرعي بأي شكل من أشكاله و ألا يكون خيار اللجنة ملزم عرفيا لناخبين القبيلة و كذلك ألا يعيب أي مرشح لم يدخل تحت مظلة اللجنة ، فليس هدفنا وصول أبناء القبيلة للمجلس بل هدفنا وصول الأكفأ من الدائرة و إن كان هذا الأكفأ من القبيلة فهو خير و بركة و لن يعيبنا أن نهيأ الظروف للكفاءات من أبناء القبيلة مادام لا يوجد إلزام عرفيا بالتصويت لهم .
طبعا سيستمر تطور القناعات لأن ما سبق لن يلبي الطموح القادم لأبناء هذه الدائرة الوطنية ، فما زلنا نحمل لواء القبيلة داخل غمار السياسة ، فالقناعة القادمة ستكون بإذن الله هي في صالح المرشح الأكفأ حسب ما يراه أبناء الدائرة من نهج ، و لن نسمع كلمة قبيلة و لا فرعي أو تشاورية في أجواء الحملات الانتحابية ، و لن تكون هناك فوضى بالدائرة و لن تكون مغيبة وطنيا و سيظهر بها تكتلات واضحة المعالم ، و ستكون هناك قوى وطنية متمسكة أكثر بالدستور و الولاء الصافي للوطن و مقدرة لأهمية الوحدة الوطنية و متمرسة أكثر للحياة النيابية مما يسهل التعامل معها لما فيه مصلحة الكويت .. لكن المهم أن توفر لنا بيئة سياسية مثالية دون عبث ... فناس على دين نظامهم .
خالد عبد الله القحص
تعليقات