لصوص من بلدي يذوبون امام الذهب كالشموع بقلم محمد العوضي
الاقتصاد الآنديسمبر 14, 2011, 8:45 ص 1826 مشاهدات 0
لاذاعية المسلسلة التي قدمها د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي بعنوان «محسنون من بلدي» بقبول حسن لدى الناس والنخبة وامتد اثرها الايجابي خارج البلد وابدت المؤسسات الثقافية الكويتية ترحيبا حارا لهذا العمل الذي يجمع بين الجانب التاريخي لحياة المحسن والابعاد التربوية لسيرته وعطاءاته، وقد جُمعت مادة الحلقات بكتاب واستمر د. عبدالمحسن الامين العام للوقف في الكويت ينشر مقالات تكميلية لهذا المشروع الثقافي الفريد.
منذ كنت طفلا ثم صبيا ما كنت اظن ان يوجد انسان عنده قوت يومه وقوت اولاده ان يجرؤ على السرقة او اي عمل غير مشروع للكسب المادي... واستمر معي هذا الشعور الى مرحلة الشباب ثم علمتنا الحياة بأن الطمع ملازم للانسان وان النهم الى تكديس الثروة غريزة ان لم تهذبها الاخلاق ويقظة الضمير ومراقبة الحق سبحانه فإنه يتحول الى وحش يغرق العالم بما نراه من الاثار الاقتصادية المدمرة التي تجر العالم الى كساد عالمي مرعب.
فالرجال كما يقول انيس منصور امام الذهب والنساء «شموع تذوب».
ما كنت اتخيل ان يأتي اليوم الذي ما ان يذكر فيه رجل ذو منصب حكومي او نفوذ في الدولة إلا وتسابقت الالسنة بالقول هذا «حرامي كبير»!! واليوم مجرد انتشار خبر او اشاعة ان فلان سيكون وزيرا يتسلم حقيبة الوزارة الفلانية، واذا بالاصوات تتعالى «حرامي معروف»!!
ما احب التأكيد عليه ألا تكون الصراعات السياسية والتنافس الانتخابي تزيد من تضخم الصورة للمرتشين واللصوص كي لا نكرس اليأس وان رذيلة الانتفاع بالحرام من خلال استغلال الموقع المؤثر سمة لازمة وعامة!!
ورغم وجود المخلصين والايادي النظيفة بكثرة إلا اننا في حاجة الى تاريخ موثق بأياد منُصفة عن «لصوص من بلدي» فإن كان الموضوع يشكل حرجا اجتماعيا وقانونيا فالاجيال لن ترحم وستتوارث العبرة من محترفي السرقة والنهب!
تعليقات