3 أسباب لتأخر الكويت يراها غليفص بن عكشان

زاوية الكتاب

كتب 1232 مشاهدات 0



الشاهد
الكويت في مفترق الطرق   
Wednesday, 14 December 2011
غليفص بن عكشان
فات الزمان على الكويت وهي تتقدم خطوة وترجع خطوتين، اذ الخطوة المتقدمة ليس بها تأكيد لتحقيق هدف إنما لمعرفة واكتشاف تجربة التقدم فحسب، ولانها من دون هدف تجدها في الفراغ، عندئذ تعود خطوتين حتى تكون ابعد عن الفراغ الذي لا تعرف حدوده، نعم من لا يقدر خطوته قد يقع في فراغ سحيق، الأمر الذي جعل الكويت تتراجع آلاف الاميال عن التقدم على اصعدة عدة، اي مقومات الدولة المتقدمة، وذلك ليس مرده قلة المال او عقول الرجال او عدم المعرفة العلمية للشعب الكويتي او عدم طموح الشعب، اذن ما سبب التأخر وعدم التقدم؟
نرى أن لذلك ثلاثة أسباب
1- اختلاط السياسة بالتجارة وهذا امر يجعل السياسة تنقاد للتجارة، اذ غير ذلك يؤدي للخسارة، وهو أمر بعيد كل البعد عن مصالح الدولة، اذ الدولة كيانها سلطة محايدة ترعى مصالح عامة لتحقيق الرفاء والعدل والمساواة بين أبناء الشعب على اقليم الدولة، فاذا كان السياسي سعيه مختلطاً بين مصالح الدولة والشعب مع مصالحه التجارية فان المنطق وطبائع الأمور تؤدي الى تغليب المصالح التجارية على غيرها، لذلك كان هذا سبباً من اسباب تأخر الكويت خطوات عدة.
2- اذا كان ما سلف غلب عقل التجارة على متطلبات السياسة الاجتماعية بما جعل حراك الدولة الاجتماعي في اضطراب دائم، وهو امر طبيعي لان سياسة الدولة تقتضي حياد السياسة عن التجارة، بما يوجب ان تكون التجارة لمصلحة الاقتصاد الوطني، والسياسة لمصلحة الجميع، وهو الأمر الذي لم يتحقق فكانت الحياة الاجتماعية بالكويت تسير على نظر عين واحدة لهدف تحقيق المصالح الشخصية المشتركة بين السياسة والتجارة مع عدم النظر بالعين الاخرى لمطالب المجتمع الكويتي.
3- الأمران السالفان خلقا مستنقع الفساد السائد في مؤسسات وادارات الدولة بما ادى الى نسيان المواءمة بين فئات المجتمع والمصالح العامة، اذ تغلبت في اجهزة الدولة المصالح السياسية والتجارية على مصلحة الشعب والدولة، وهذا ادى الى تردي الشعور بالمسؤولية وعدم الخوف من المساءلة، الأمر الذي جعل من ارباب السياسة والمال ان يتحدوا ضد مصالح الحاضر للدولة والشعب مع مجهولية المستقبل، بما جعل الحالين باتحادهما ان يخلقا طبقة سياسية شعبية لها القدرة على الموازنة بين مصالح الدولة ومصالح الافراد، بما انتج ساحة الارادة وما نتج عنها.
النتيجة، لما تعاكست مصالح الدولة والشعب مع مصالح السياسة والتجارة، فانه من طبائع الامور ان تتحرك نواميس العدالة لتدفع باتجاه مطالب تحقيق المساواة ومصلحة الجميع من خلال توجيه الدولة ومؤسساتها لخدمة الشعب، وهذا التعاكس خلقه الشقاق بين السلطتين، ممثل شعب وممثل سياسة وتجارة، لان التجارة تغلبت على السياسة، وهذا أمر طبيعي تاريخي لحراك الشعوب، انما عقل العدل يخفي دائماً عن التجارة والسياسة، حتى يظهر نور العقل المجتمعي عندئذ يكون الصدام وهو الحاصل في الكويت الان، اذ عقل التاجر الذي سخر عقل السياسي لاكثر من 60 عاماً، بظن من السياسي انه يحقق مصالحه وذلك وهم، حيث التجاري هو صاحب المصلحة الأولى، على حساب السياسي والمجتمع والدولة.
ذلك ادى الى طبقة سياسية شعبية في غفلة عقل السياسي والتجاري، هذه الطبقة لا ترى ان الكويت لاحد دون الآخر، وهذا اغضب الطبقة السياسية والتجارية، حيث كل منهما يرى ان الكويت له دون الشعب، وهذه النظرة منهما حجبت الكويت عن التقدم والنهضة، مع وفرة المال وقلة الشعب، لان الجشع من اي نوع يصرف العقول الى حب الذات، ويجعل النفوس منكفية لاقدامها عن حقوق الآخرين، وهو المرض الذي جعل علاجه يتطلب عملية جراحية حصلت في ساحة الارادة.
اذ تمسك طبقة التجارة المسيطرة على طبقة السياسة خلق بعد الرؤية عن الواقع الواجب النظر اليه، وهذا العمى العقلي دفع الى تكوين طبقة سياسية شعبية واعية لتصحيح مسار الدولة مع فرز السياسة لتكون ميزان عدل، والتجارة لتكون في خدمة الدولة والشعب، اذ ثروات الدولة الطبيعية ملك للدولة في خدمة الشعب واجهزة الدولة حافظة للثروات الطبيعية من اجل حاضر الامة ومستقبل الاجيال.
هذا وذاك جعلا الكويت في مفترق الطرق، اما الى اصلاح وصلاح حتى يتحقق العدل والمساواة بين أبناء الشعب ويسود الشعور بان الكويت للجميع، وليس لطبقة تجارية تحتمي بالطبقة السياسية لاشتراك المصالح، مع التقدم والرخاء والرفاه، او الى شقاق يؤدي الى ذهاب مصالح الجميع مع تخلف الدولة بما يقود الى استغلال الوضع وانحياز اطراف لمصالحها، وهو الذي عاقبته خسارة الجميع مع شماتة الاعداء.
اللهم احفظ الكويت وهيئ للشعب الكويتي نور من نورك يا الله، حتى يختار العقول النظيفة من طمع ودنس الدنيا وغسيل المال الحرام وافتح عقل الحياة السياسية لمصلحة الجميع، وتحقيق العدل.. آمين.

تعليقات

اكتب تعليقك