ملك البحرين يتهم سوريا بتدريب المعارضة في بلاده

خليجي

الأمم المتحدة ارتفاع عدد القتلى المتظاهرين إلى 5 آلاف منذ بداية الثورة

3794 مشاهدات 0


قال ملك البحرين في مقابلة نشرت يوم الثلاثاء ان سوريا تدرب شخصيات بالمعارضة البحرينية ونفى حدوث انتهاكات منهجية للحقوق اثناء قمع الدولة للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية هذا العام.
وتأتي المقابلة التي اجرتها صحيفة ديلي تليجراف البريطانية مع الملك حمد بن عيسى ال خليفة بعد يوم من اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي حثه على المضي قدما في المصالحة الوطنية والتحاور مع المعارضة البحرينية.
وقال الملك 'لدينا ادلة على ان عددا من البحرينيين الذين يعارضون حكومتنا يجري تدريبهم في سوريا... رأيت الملفات واخطرنا السلطات السورية لكنها تنفي اي مشاركة.' ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.
وزار الملك حمد لندن يوم الاثنين بعد اسابيع من توصل تحقيق مستقل الى ادلة على انتهاكات حقوقية منهجية بالبحرين والى أن الحكام السنة استخدموا قوة مفرطة لقمع المحتجين والمعتقلين.
ويسيطر العلويون المنبثقون عن الشيعة على سوريا بقيادة الرئيس بشار الاسد. وسوريا حليفة لايران الشيعية التي تحملها البحرين منذ وقت طويل المسؤولية عن اثارة الاضطراب بين الاغلبية الشيعية في البلاد.
ويخرج شيعة البحرين في مظاهرات من حين لاخر احتجاجا على ما يرونه تمييزا في الوظائف والخدمات والتمثيل السياسي وهي تهم تنفيها الحكومة.
وقال الملك حمد 'ليست سياسة وزارة الداخلية ان تذهب وتقتل الناس على الطرقات. رجال الشرطة والجنود الذين شاركوا في القتل لم يعلموا بالجانب الانضباطي للامور.' واضاف انه ستتم محاسبة المخطئين.
وغير الملك الشهر الماضي رئيس جهاز أمن الدولة في اطار تغييرات اخرى بعد اعلان نتائج تحقيق اللجنة البحرينية المستقلة التي رأسها حقوقيون دوليون.

وقالت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان ان خمسة الاف شخص قتلوا خلال الاضطرابات التي تشهدها سوريا منذ تسعة اشهر في حين بدأ تمرد مسلح يطغى على الانتفاضة التي كانت في البداية احتجاجات شوارع سلمية ضد حكم الرئيس بشار الاسد المستمر منذ 11 عاما.
وقالت بيلاي لمجلس الامن التابع للامم المتحدة ان عدد القتلى يزيد ألفا عن العدد السابق قبل عشرة أيام. وذكرت ان هذا الرقم يشمل مدنيين ومنشقين عن الجيش ومن أعدموا لرفضهم اطلاق النار على المدنيين لكن ليس الجنود أو افراد قوات الامن الذين قتلتهم قوات المعارضة.
وتقول الحكومة السورية ان أكثر من 1100 من أفراد الجيش والشرطة وأجهزة الامن قتلوا.
وقالت بيلاي ان ممارسات سوريا من الممكن ان تمثل جرائم ضد الانسانية وأصدرت دعوة جديدة للمجلس لاحالة الوضع الى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت بعد الجلسة التي تم الترتيب لها رغم معارضة روسيا والصين والبرازيل 'كان اكثر التقارير ترويعا التي حصلنا عليها في مجلس الامن على مدى العامين المنصرمين.'
وسيساعد هذا الارتفاع الحاد في عدد القتلى على تعزيز حجة من يطالبون بالتدخل الدولي لوقف اراقة الدماء في سوريا.
ويواجه الاسد (46 عاما) اكبر تحد لحكمه من الانتفاضة التي اندلعت في مدينة درعا بجنوب البلاد يوم 18 مارس اذار.
وفشلت حملة أمنية دموية في وقف الانتفاضة التي أصبحت اكثر دموية خلال الاشهر القليلة الماضية مع انضمام جنود منشقين لمدنيين مسلحين في صد الهجمات ببعض المناطق.
وفي أحدث واقعة عنف قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ان قوات الامن قتلت بالرصاص فجر يوم الثلاثاء 11 شخصا وأصابت 26 اخرين في ادلب وهي مركز للاحتجاجات في الشمال.
وفي محافظة حمص وقع انفجار في خط أنابيب للغاز مما أدى الى اشتعال النار به يوم الاثنين ليصبح ثاني خط للانابيب يتعرض لانفجار في المنطقة في غضون أسبوع واحد. وقال أحد السكان ذكر ان اسمه أبو خلف 'أضاء الحريق السماء ليلا.'
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان خط الانابيب الواقع قرب بلدة الرستن يزود محطة للكهرباء بالغاز.
وأضافت الوكالة أن حراسا حدوديين احبطوا محاولة من 'جماعة ارهابية مسلحة' لدخول سوريا عبر تركيا يوم الاثنين في ثاني واقعة من نوعها خلال اسبوع. وذكرت أنهم قتلوا بالرصاص اثنين من بين مجموعة مكونة من 15 شخصا.
وقال المرصد السوري ان جماعة مسلحة موالية للاسد تحتجز 17 عاملا ألقي القبض عليهم في حمص يوم السبت.
وعلى الرغم من تصاعد العنف أجرت السلطات السورية انتخابات محلية يوم الاثنين في اطار ما تقول انه عملية اصلاح لكن منتقدي الاسد يقولون ان الانتخابات لا أهمية لها.
وكان يوم الاثنين هو ثاني أيام 'اضراب الكرامة' الذي دعت له المعارضة لكن من الصعب تقييم مدى نجاح الاضراب في بعض المدن التي تسبب العنف بها في عدم خروج سكانها من منازلهم.
ورغم استجابة معاقل الاحتجاجات للاضراب في أنحاء البلاد فانه لم يكن له أثر في وسط العاصمة دمشق أو المركز التجاري حلب.
وتمنع سوريا دخول أغلب الصحفيين المستقلين مما يجعل من الصعب تقييم الروايات المتضاربة للاحداث هناك.
وفي نيويورك قال مبعوثون غربيون لمجلس الامن ان الافادة التي قدمتها بيلاي امس مروعة وقالوا ان من المخزي عدم اتخاذ المجلس الذي تكبله معارضة الصين وروسيا اجراء يذكر ضد سوريا.
وقالت بيلاي طبقا لنص مكتوب لوقائع الجلسة اطلعت رويترز على نسخة منه 'تظهر أقوال مستقلة ذات مصداقية مدعومة بالادلة أن هذه الانتهاكات وقعت في اطار هجوم واسع النطاق ومنهجي على المدنيين.'
وقال السفير الفرنسي جيرار ارو 'انه أمر مخز أن المجلس... عجز عن اتخاذ اجراء لممارسة الضغط على السلطات السورية بسبب معارضة بعض الاعضاء وعدم اكتراث اخرين.'
وقالت بيلاي ان هناك أنباء عن احتجاز نحو 14 ألف شخص الى جانب 12 ألفا لجأوا الى دول مجاورة فضلا عن نزوح عشرات الالاف داخليا واشارت الى 'تقارير مقلقة' عن خطوات اتخذت ضد مدينة حمص.
وقال فيتالي تشوركين سفير روسيا انه يشعر بانزعاج شديد من تقرير بيلاي لكنه قال ان التدخل الخارجي من الممكن أن يؤدي الى حرب أهلية وسقوط قتلى بأعداد أكبر كثيرا.
وكرر اتهامات بأن دولا غربية دخلت في 'طور تغيير النظام' مضيفا 'المأساة هي أنه في حالة السماح بتدهور الاوضاع واتجاهها صوب المزيد من الاستفزاز واشعال المزيد من المواجهات فربما يكون هناك مئات الالاف من القتلى.'
وانضمت روسيا الى الصين في منع جهود غربية لاصدار قرار ضد سوريا في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وقال بشار الجعفري سفير سوريا لدى الامم المتحدة ان بيلاي لم تكن لتظهر أمام المجلس الا اذا كانت جزءا من 'مؤامرة' كبيرة تحاك ضد سوريا من البداية.
وتصور حكومة الاسد الانتخابات المحلية بأنها جزء من عملية تؤدي الى انتخابات برلمانية العام المقبل واصلاح دستوري. لكن منتقدي الرئيس يقولون ان الانتخابات المحلية ربما لا يكون لها اهمية تذكر في بلد تتسم فيه السلطة بالمركزية الشديدة.
وحث عادل سفر رئيس الوزراء السوري الناخبين على التعاون لانقاذ البلاد من المؤامرات وقالت وكالة الانباء السورية ان السوريين تدفقوا على الانتخابات في 9849 مركزا للاقتراع.
ويقول الاسد انه لا يمكن التعجل في الاصلاحات في سوريا التي يحكمها حزب البعث وهي حليف وثيق لايران وطرف رئيسي معني بلبنان المجاور وداعم لحركات مناهضة لاسرائيل.
ويرى بعض المعارضين أن العصيان المدني مثل الاضراب مفضل على المواجهة المسلحة مع وجود شبح الحرب الاهلية.
وقالت ريما فليحان وهي عضو في المجلس الوطني السوري المعارض الذي يتخذ من باريس مقرا 'للاسف فان الثمن سيكون سقوط المزيد من القتلى... لكنه أقل تكلفة من انتفاضة مسلحة والنظام يستدرج البلاد الى سيناريو أشبه بالسيناريو الليبي.'

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك