المواطن .. من يحميه من الاستغلال ورؤساء جمعية حماية المسهلك يتصارعون بقلم محمد الهرفي
الاقتصاد الآنديسمبر 13, 2011, 11:10 ص 988 مشاهدات 0
لم أستطع أن أفهم الخصومة الكبيرة بين رئيس جمعية حماية المستهلك (المنتهية ولايته) وبين الرئيس الجديد الذي يقال إنه وصل إلى الولاية رغم صدور أمر قضائي بإبعاده عن (ولايته المغتصبة)!! هذه القضية مضى عليها أشهر طويلة وهي تنتقل من القضاء إلى التجارة، والمحامون ينشطون في إثبات حقوق موكليهم في الرئاسة التي يكاد معظم المواطنين لا يفهمون سر التكالب عليها! هناك شبه إجماع –ولولا حرصي على الدقة لقلت: إجماع كامل– على أن هذه الجمعية لم تقدم أي عمل إيجابي للمواطن، بل كانت هي ومثيلتها في وزارة التجارة عبئا ثقيلا على كاهل كل المواطنين؛ فرسميا هناك جهات ترعى حقوق المواطنين وعمليا لا شيء على أرض الواقع غير الوعود التي لا تسمن ولا تغني من جوع!! الأسعار في تزايد مستمر، والجودة في تناقص دائم، والغش التجاري في معظم الأمكنة، ومع هذا كله لا يرى المواطن للجمعية أي تحرك فعال تدعي حمايته ولا لغيرها!! هيئة الغذاء والدواء تحذر المواطنين من هذا الدواء أو ذاك؛ لأنه يسبب أمراضا فتاكة!! وهذه الأدوية –بحسب الهيئة– تباع في الأسواق!! أين كانت الهيئة التي حذرت منها؟! وأين جمعية حماية المستهلك التي تخاصم القوم من أجل الحصول على رئاستها؟! وأخيرا: أين وزارة التجارة وأجهزتها المتنوعة وهي المسؤولة عن مثل هذه القضايا من أولها إلى آخرها؟! الواقع المؤسف أن الجميع في سبات عميق، أما المواطن الذي يدعون حمايته فهو آخر من يفكرون به وبقضاياه!! وفي باب «حماية المستهلك» وبحسب صحيفة (الشرق) الصادرة يوم الأربعاء 1/12/1432هـ فإن بلدية القريات أمرت بإغلاق مطعم (هكذا بدون ذكر اسمه!!) لأنه -أي المطعم- تسبب في تسميم 70 مواطنا!! والإغلاق لمدة شهر واحد لا غير، كما قررت تغريم هذا المطعم (المجهول!!) 70 ألف ريال، وهذا المبلغ سيذهب إلى خزينة الوزارة!! أما المواطن (المتسمم) والذي لا نعرف درجة تسممه، ومعاناته مع هذا التسمم فلم تلتفت إليه حماية المستهلك (المتنازع على رئاستها) ولا هيئات وزارة التجارة بكل مسمياتها!! ألم يكن الأولى أن تذهب تلك الآلاف إلى أولئك المتضررين؟! هل عالجتهم تلك (الهيئات) على حسابها الخاص؟! أم أنها اكتفت بالتستر على اسم المطعم ليكمل دوره (التسممي) وتضيف آلافا أخرى لحساب الوزارة على حساب من أوجدت أصلا لحمايته؟! وإذا كان طموح البعض الوصول إلى الرئاسة –لا غير– فإن طموح المواطن أن يجد من يحميه من الجشع الذي يخنقه ويكاد يقضي عليه فهل يفهم الآخرون ذلك؟!!
تعليقات