إنهم يحتكرون حتى المساهمة بالتنمية ولايدعون المواطن يشارك فيها بقلم مريم أل سعد
الاقتصاد الآنديسمبر 13, 2011, 10:55 ص 2007 مشاهدات 0
أتدرون ما يحز بالنفس؟ إنه إبعاد المواطن عن المشاركة بتنمية بلده مع لهفته واستعداده لذلك، إنه عندما يشعر بالإقصاء والإحساس بأن خير بلاده ليس له، وعندما يرى نفسه خارج التخطيط، وعندما يعد نفسه لأداء دور فاعل في الإنتاج وإذا به يواجه ما يؤكد طرده منه وإخراجه خارج حدوده.
لدينا مواطنون يسعون بجهد للمشاركة في التنمية الزراعية لكن الخطط المدارة تثبت يوما بعد يوم أنها تسير بمفردها، من المكاتب والمحسوبين عليها ومن بدائرة الضوء، ولا تهتم بضم الجمهور كأنه خارج المعادلة والاعتراف.
عرضت قناة الجزيرة برنامجا عن تخطيط الدولة للأمن الغذائي؛ حيث ذكر بأنه سيزاد عدد المزارع بحوالي 1300 مزرعة تقريبا أي ضعف عدد المزارع الحالية، وهذا يجعلنا نتساءل: ما المنطق في عدم تسجيل مزارع المواطنين وخاصة أصحاب القرى؟ هل وضع في الحسبان مشاركة سكان القرى الخارجية من أصحاب المزارع وإشراكهم بهذه الخطة؛ حيث إن هؤلاء السكان بإقامتهم في تلك المناطق البعيدة عن العاصمة حرموا من الطفرة المادية التي لحقت البلاد في السبعينيات، والآن مبعدون من التطوير وخطط التنمية في الوقت الحاضر.
أليس من حق سكان القرى الخارجية أن يحظوا بفرص متكافئة مع سكان الدوحة؟
أليس هذا متناقضا مع توجه القيادة بعدم نزوح أهالي القرى إلى المدينة وزيادة اكتظاظها، وتعمير تلك المناطق الخارجية وتأهيلها وإنعاشها بأسباب الحياة والعمران؟
أليس تأهيل تلك المزارع وإعدادها للمشاركة بالأمن الغذائي هو رفع مستوى طاقة الإنتاج بعوامل محلية طبيعية، وتشغيل الموارد المحلية، وضم العناصر المواطنة المنتجة لخطط التنمية، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في التطوير الاقتصادي؟
حان الوقت لإشراك المواطن العادي ليكون له دور بالتنمية، ومنحة حصة للمشاركة وكفى احتكار المشاريع والخطط لنفس الوجوه والأسماء المسيطرة من التجار وأصحاب النفوذ وغيرهم الذين استفادوا طيلة الوقت وشبعوا حتى التخمة، وهذه الفئة معروفة عبر التاريخ بأن ولاءها لمصالحها الخاصة وأرباحها وصعودها وليس تنمية الوطن وزيادة ناتجة ودفع اقتصاده.
لقد حان الأوان لإيقاف نزيف الهجرة داخل الوطن، وتفريغ القرى والمواطن من الطموح والمشاركة، وآن أوان دفعهم للمساهمة بالإنتاجية والدخول بمنظومة الخطط والتطوير، وذلك بتطبيق العدالة في توزيع التنمية المناطقية بين الجميع.
تعليقات