الذين انتشوا بفوز نورية ونجاتها من طرح الثقة لايعلموا أنهم هم الخاسرون، والرابحون هم من قدموا الاستجواب، راحت السكرة وجاءت الفكرة..يوقظهم صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب يناير 31, 2008, منتصف الليل 655 مشاهدات 0
الأبواق
صالح الشايجي
«أن تصحو متأخرا، خير من ألا تصحو»! على غرار الشعار المروري الشهير «أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا»!
وتلك الجملة «المقتبسة» نقولها لبعض الكتاب الذين رقصوا في فرح «وزيرة التربية» وأشعلوا الشموع في مواكبها و«يبّبوا» وزغردوا ونحروا العصافير وتزينوا بريشها!
فلقد - والحمد الله - استيقظ أولئك «الزفافون» وصحوا صبيحة «العرس» وبعد ما راحت «السكرة» جاءت «الفكرة»!
أما «السكرة» التي راحت فهي انتشاؤهم بتجاوز الوزيرة طرح الثقة وعودتها بـ «السلامة» الى كرسي الوزارة وسط حشود المهنئين والطبّالين والزفّافين وحفلات التكريم والتتويج!
وأما «الفكرة» فهي الثمن الذي تم دفعه من سيادة البلاد وحريات الناس وتعزيز الديموقراطية! حيث اكتشفوا بعد «السكرة» ان الثمن باهظ جدا ومكلف وغالٍ لا تستطيع رقاب الأحرار تحمله، «فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر».
اكتشفوا ان الفوز لم يكن من نصيب «الوزيرة» ولا حملة الدفوف في موكب عرسها وانتصارها، بل إن الذي فاز هو فريق الاستجواب الذي حقق مطالبه وفرض وصايته، مع المحافظة على إبقاء الوزيرة في موقعها «واللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفه»!
الآن عاد الشاردون الهائمون في نشوة الانتصار للفرد قبل القضية، الى رشدهم وصحوا على فجيعة نتائج الاستجواب وثمنه، فغرسوا أقلامهم من جديد في حبر مغاير، حبر «الفكرة» بعدما كانوا يكتبون بحبر «السكرة»!
إن الموقف «مسؤولية» والذين استيقظوا متأخرين، ليتهم فكروا قبل أن يتخذوا موقفهم المناصر والمؤازر للوزيرة «ظالمة أو مظلومة»، ليكتشفوا بعد حين قصير من الدهر، ان السكرة أخذتهم فنسوا واجباتهم!
المهم الحمد لله على «الصحوة»!
تعليقات