يعقوب العوضي مدافعا عن حق البدون فى التجنيس، ولافتا إلى أنهم لم يسرقوا الملايين ويؤسسوا الشركات الوهمية أو يتاجروا فى الأموال المغسولة

زاوية الكتاب

كتب 567 مشاهدات 0


 

الاتهام


اختلط الأمر على بعض كتاب الزوايا في موضوع التجنيس العشوائي، وأخذوا يكيلون التهم والعصبية المنفرة لرجالات الكويت وأهلها الذين رضوا بها في حلوها ومرها وشقائها وفقرها، ولم ينتقوا زمناً معيناً للبقاء فيها فدافعوا عنها وضحوا في سبيلها اثناء حروب الكويت الأولى أيام الشيخ مبارك الصباح (طيب الله ثراه)، أو اثناء الغزو العراقي الغاشم، فالذين تصدوا للحروب القديمة وللغزو الصدامي الغاشم على بلادهم  أهل الكويت وكان معهم في صدهم للعدوان العراقي ثلة طيبة من الذين لا يحملون الجنسية الكويتية وهم معروفون لدى الحكومة، وهؤلاء هم الذين  يستحقون شرف المواطنة وحمل الجنسية الكويتية. كما ان هذه المجموعة الطيبة لا اعتراض عليها من أحد من أهل الكويت الذين يدافعون عن بلدهم ومواطنتهم، فالمواطنة ليست مهنة يمتهنها الفرد كي يحصل على جنسية البلد الذي يعيش فيه، ولكل دولة قوانينها ولوائحها المنظمة للذين يستحقون حمل جنسيتها، وليس هناك نظام موحد يشمل كل دول العالم ويطبق على كل الذين يرغبون في الحصول على جنسية البلد الذي يعيشون فيه، فقد نشرت قبل أيام عدة إحدى الصحف الكويتية خبراً يفيد بأن الحكومة الألمانية منعت أحد المواطنين الروس، المقيمين فيها لمدة طويلة جداً والمتزوج من فتاة ألمانية وله منها عدد من الابناء من الحصول على الجنسية الألمانية دون إبداء أسباب رفضها. وهذا الأمر يرجع الى تقييم الدولة لطلبه وليس عليها سلطان من أحد، وهذا رغم تقدم الدولة الألمانية في موضوع حقوق الإنسان الى آفاق بعيدة على المستوى الدولي.
الهجوم على رجالات الكويت المعارضين لتجنيس المدعين كلهم بحجة  انهم من فئة البدون اصبح نهجاً يسلكه المستفيدون من استمرار هذه القضية من دون حل شامل لها بحيث يحصل من يستحق فعلاً على الجنسية الكويتية ومن لا يستحق تتخذ الحكومة فيهم ما يستدعيه القانون في اثبات المستند الرسمي لكل شخص دخل الى البلاد بموجبه وخبأه لغرض الحصول على الجنسية الكويتية التي اصبحت مطلباً لغالبية من سكن هذه الأرض الطيبة وكرم أهلها وعطفهم ومساعدتهم لكل محتاج وصاحب عازة.
فهؤلاء الطيبون ليسوا هم من سرق الملايين وأسسوا الشركات الوهمية وأكلوا المال الحرام، أو هم من بنى العمارات الشاهقة بالأموال المغسولة، ودماؤهم ليست زرقاء اللون، كما انهم ليسوا من سكنة السجون المركزية، فهؤلاء المواطنون هم أحفاد وأبناء الذين وضعوا الأسس الصلبة التي قامت عليها البلاد، وبطبيعة الحال، لا يمكن لأحد أن ينكر ان هناك فئة قليلة جداً من الناس من يتاجر في المخدرات ويغسل أموالها ويبني بها العمارات الشاهقة ويتعامل بأقوات الفقراء وجلبهم للكويت للعمل وتركهم في الشوارع، ومثل بعض هؤلاء معروفة أصولهم وكيف استطاعوا الحصول على الجنسية الكويتية والطرق الملتوية التي اتبعوها في ذلك، فمنهم تحدث هذه المساوئ المنكرة، وهمهم الأول الحصول على الأموال بأي طريقة كانت فهم غير متفرغين للدفاع عن أرض الكويت وأخلاقياتها وأسسها الاجتماعية التي قامت عليها، والسالك لهذا الطريق المعوج لا يدور في خلده سوى جمع المال والمال فقط. فاتهام أهل الكويت المخلصين كلهم لبلدهم اتهام غير عادل ويحمل في طياته الكراهية والحقد الدفين وقد استكن في أعماق من يخوض بالطعن فيهم، والكويتيون الحقيقيون لا يحملون ولاء مزدوجاً لدول أخرى، فولاؤهم واحد لهذه الدولة التي حوتهم منذ قيامها حتى اليوم، وحبهم لها لا يمكن أن تطفئه نيران الحقد والحسد والبغضاء التي تشتعل في قلوب المنكرين لها ولأهلها، والهجوم عليهم عبر بعض الكتاب بكلماتهم المشينة لا يمكنه أن يمحي عملهم المخلص الوطني لبلدهم وإخوانهم المواطنين.

يعقوب العوضي

 

الرأى

تعليقات

اكتب تعليقك