الصندوق الكويتي للتنمية يكافح وباء «عمى النهر» بأفريقيا والثورة المضادة في مصر تحارب الناس بأرزاقها بقلم فيصل الزامل
الاقتصاد الآنديسمبر 12, 2011, 8:18 ص 1034 مشاهدات 0
بعد أن تمت معالجة الأم الأفريقية من «عمى النهر» أبصرت المحيطين بها في الغرفة، لم تكن قد شاهدت أبناءها الذين تبلغ أعمارهم 19 سنة و17 سنة و14 سنة، فلما تكلموا عرفتهم من أصواتهم، فاحتضنتهم بسعادة بالغة، وتحولت بعد العملية الى أم منتجة لديها مغزل تبيع منسوجاتها وتحسنت أحوالها الاقتصادية إضافة الى الاجتماعية، هذه السيدة هي واحدة من 20 مليون حالة معظمهم من الأطفال نجح برنامج الصندوق الكويتي في علاجهم عبر «برنامج مكافحة وباء عمى النهر» الذي بدأ عام 1974 ثم انتقل من العلاج الى توفير «الوقاية» لـ 50 مليون شخص من هذا الوباء، قال السيد عبدالرحمن الهاشم، المدير الاقليمي لدول وسط وجنوب وشرق افريقيا التابع للصندوق: «كان حجم الاصابة بهذا المرض عام 1974 مليوني شخص فقط، الا أن الرقم ارتفع بعد ذلك بشكل حاد، ما يجعل جهود الوقاية هامة جدا للسيطرة على انتشاره، ويشمل نشاط البرنامج تحرير أكثر من مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة في عدد من الدول الأفريقية، وقد بلغ حجم انفاق الصندوق على البرنامج 20 مليون دولار» انتهى.
قرأت الخبر السابق، ومعه الاعلان عن انعقاد الاجتماع السنوي السابع عشر للبرنامج في الكويت ـ اليوم ـ وتذكرت الحديث الشريف «صنائع المعروف تقي مصارع السوء»، فالصندوق والمؤسسات التنموية المماثلة في دول الخليج هي تعبير صادق عن احساس هذه الدول بمعاناة الشعوب الأخرى، من مختلف بقاع العالم وليس العربي والاسلامي فقط، وبسبب هذا الاحساس حققت دول الخليج معدل تنمية مرتفعا يقابله شيء معاكس لدول أكثر منها ثراء في النفط وغيره من الموارد التي لم يكن للشعوب منها نصيب سوى الحروب المدمرة، نسأل الله للجميع الفرج والرخاء والسعة.
في مصر اليوم حرب على اسطوانة الغاز، حرب فعلية، طابور الانتظار يمتد أكثر من كيلومترين، تجد فيه الأطباء وقد تركوا أعمالهم والمهندسين وأساتذة الجامعة وسائر فئات الشعب، فبغير الغاز لا يمكن الحصول على وجبة ساخنة للأطفال أو الكبار ولا الاستحمام بماء دافئ.. الخ، ومن المؤلم أن يسقط قتلى في هذا الطابور في بلد يصدر الغاز الى الأردن وغيرها، هل يعقل أن يحدث هذا؟ هل هي تحركات الثورة المضادة التي ترفض أن يستقر البلد ورموز العهد السابق قابعون في السجون، لابد من الانتقام من الشعب الذي أسقطهم؟
كنا نسمع استهزاء من البعض عندما يدور الحديث عن التنمية، يسميها هؤلاء «هموم الكروش»، فلما اضطر للوقوف في طوابير الخبز والغاز في أكثر من بلد عربي أيقن بأن التنمية تعني حفظ كرامة الشعب في قوته وعلاجه وتعليمه وتوفير فرص العمل الشريف له، فهذا هو الهدف النهائي لأي نظام حكم رشيد.
كلمة أخيرة: وصل الى الرياض شخص من البصرة ـ في سنوات مضت ـ وأراد امتهان السرقة، رأى حشودا من الناس حول شخص تقطع يده، في الاسبوع التالي وجد الحشود تتجمع بمناسبة اعدام قاتل، فقال: «ها.. لعاد هجي الحكاية» فبحث عن عمل كنجار، وتطور نشاطه ففتح محلا ثم توسع فيه حتى صار من ميسوري الحال.
ثم مر ذات يوم بساحة القصاص، فاقترب من خشبة تقام عليها الحدود وقبّلها قائلا «من هالخشبة فتح الله عليّ أبواب الرزق»!
تعليقات