بسبب الكوادر وبالأخص كادر المعلمين اقبال الأحمد تنوح على هذه الديرة
الاقتصاد الآنديسمبر 4, 2011, 8:33 ص 3113 مشاهدات 0
قبل كل شيء نبارك للمدرسين ولو متأخرا وقبلهم من هم قبلهم، الذين زادت رواتبهم بفضل «فيتامين» الكوادر العجيب!.. وجعل الله هذه الزيادة تصبّ في كل ما يسعد جميع هؤلاء وأسرهم، اللهم آمين.
هناك مثل كويتي جميل يقول: «راحت السكرة وجت الفكرة».. وأتمنى ان تكون هناك فكرة (بفتح الفاء) حقيقية.. ولكن يبدو - للاسف - ان السكرة راح تطول الى ان نصل الى داهية.
قبل عشر سنوات - تقريبا - بدأت الحكومة خططا جميلة لتشجيع العمل في القطاع الخاص، وادركت ان موضوع الرواتب من اكثر الحوافز التي تشجع اي موظف للعمل في اي مكان، وبدأت بصرف دعم العمالة الخاصة من الكويتيين العاملين في القطاع الخاص، لتشجيعهم على العمل هناك، وحتى تخفف من الضغط على العمل في القطاع العام في ظل عدم التنسيق ما بين مخرجات الجامعات والكليات مع متطلبات السوق.
وبالفعل بدأت جموع الشباب الكويتيين من الجنسين بالاتجاه الى القطاع الخاص، وبدأت هذه السياسة تؤتي ثمارها، وبجرة قلم - وفي حالة من التخبط الذي لا مثيل له - جاءت موجة الكوادر التي قلبت الطاولة رأسا على عقب.
أكاد اجزم بان القطاع الخاص سيكون طاردا لشبابنا الى القطاع العام المريح المربح، فالكوادر الدسمة تنتظره، وكأنه يقرأ هذه المعادلة: «العمل الحكومي هو عمل اقل + انتاجاً اقل = مرتبا عاليا.. العمل الخاص = عملا اكثر + انتاجا أكبر وأفضل = مرتبا اقل».
لتوفر الحكومة التعب على نفسها، ويجب الا تتجرأ منذ اليوم على مطالبة الشباب بالانخراط في العمل الخاص.. وعليها ان تتحمل الاعداد الكبيرة التي ستزيد من البطالة المقنعة في العمل الحكومي، لتزيد قوائم الموظفين المتكدسين من دون عمل والمنتشرين في اماكن عمل لا تمت الى تخصصاتهم بشيء، وان كان موظفو القطاع الخاص سيحصلون على البدلات الجديدة نفسها، فان جدية العمل والالتزام ومستوى الانتاج المطلوب تختلف كليا.
هل نتوقع ارتفاع مستوى ابنائنا الطلبة بعد كادر المدرسين الجديد والمغري؟!.. هل سيعلو شأن التعليم في بلادنا، وهل ستقفز الكويت الى المراتب العليا في مخرجات التعليم التي بتنا نخجل منها؟!.. أتمنى ان تكون الاجابة بــ «نعم». ولكنني اشك، واخاف ان اكون اجزم بــ «لا».
بعد كادر المعلمين، وبعد ان لبيت كل مطالب مدرسينا من الجنسين حتى تضاعف الراتب تقريبا بشكل أو بآخر، فلا بد ان يواكب ذلك ارتفاع مستوى الاداء والمجهود، وبناء عليه لا بد ان تتوقف الدروس الخصوصية والواجبات المنزلية المرهقة، وينتقل ثقل العمل من البيت والدروس الخصوصية الى داخل المدرسة، فهذا الحجم من البدلات يجب ان يؤتي ثماره في ابنائنا.
لا اعرف حقيقة ما معنى ان يكون هناك بدل تدريس للمدرس، والا فلماذا سُمي مدرسا، ووظيفته الاساسية هي التدريس، وللناظر أو الناظرة بدل اشراف؟! علما بأن عمل النظار هو بالدرجة الاولى الاشراف على مدارسهم!
هل تعلمون يا من تقرأون هذا المقال ان بدل ساعة الخفارة للجراح العام في القطاع العام بمستشفيات الكويت (بعد سؤال اكثر من دكتور) هو ربع دينار وبعد الترقية يزيد الى دينارين؟!.. يعني ان الجراح يحصل على 70 ديناراً بدل خفارة قبل الترقية و180 ديناراً بعدها.. وهو دكتور جراح! وما عليك سوى المقارنة بين كادر المدرسين - كمثال فقط - ومقارنة البدلات لنشاطات تقع في صميم اعمالهم وصلبها، فيما الدكتور يُعطى - فقط - ربع دينار عن ساعة الخفارة!
ما قلت لكم من قبل يا متقاعدين.. اضربوا واعتصموا للمطالبة ببدل اهمال ونسيان الدولة لكم؟! والله ظلم! ليس بحق المتقاعدين أو الاطباء أو.. أو.. أو.. لا انه ظلم بحق هذه الديرة المغلوبة على أمرها!
تعليقات