الإرادة وحسن الإدارة جعلت من ايام الإمارات اعياد متصلة بعكس بعض الدول التي سبقت باستخراج النفط تحليل عبداللطيف الزبيدي

الاقتصاد الآن

390 مشاهدات 0






في أربعين عاماً انحدرت بلدان إلى الصفر، لتبدأ كل شيء من جديد . كأن شيئاً لم يكن . وفي أربعة عقود بلغت الإمارات القمّة بصبر وكدح وأريحية . كل عام يزيدها عنفواناً وتألقاً، ويزداد شعبها بها هيماناً وتعلّقاً .

دولة الإمارات خطّأت مقولة أن السنين والعقود ليست شيئاً في أعمار البلدان والشعوب . هل يحتاج النهار إلى دليل؟ قبل أربعين سنة، كان البلد صحارى في جل أرجائه، فكيف تحققت التنمية الشاملة؟ يقول أبوالطيب:

وكذا الكريم إذا أقام ببلدة

سال النضار بها وقام الماء

أغلبية البلدان العربية سبق وجودها وجود الإمارات كدولة . وكانت طبيعتها أثرى وأكثر تنوعاً واستعداداً للزراعة والتنمية، مما كان لدى الإمارات قبل أربعة عقود . ولكن تلك البلدان لم تكن تملك مفتاحي السرّ اللذين يحققان المعجزات في تاريخ الشعوب: الإرادة وحسن الإدارة .

النفط لم يكن الثروة المحرّكة في الإمارات . هذه ذريعة الذين لم يخوضوا غمار التنمية . ليبيا مثلاً غنية بالبترول الأجود عالمياً، وبكميات هائلة . فماذا أنجز النظام لشعبه طوال حكم فردي تجاوز عقود وجود دولة الاتحاد؟

الذين عرفوا الإمارات قبل ثلاثين سنة فقط، يدركون حقيقة السرعة الواعية الرصينة التي انطلقت بها الدولة على طريق التنمية في كل الميادين، وبلا هوادة، في هذه السنين استطاعت أن تتحول إلى قدوة في العمران والتجارة والتنمية الثقافية والتعليمية والارتقاء بمستوى المعيشة، وضمان حقوق الإنسان، وأن تختزل العالم في قرابة مئة وتسعين جنسية (وربما أكثر)، أفرادها يتعايشون بسلام، بلغات وثقافات وأديان في ظل بلد يمنحهم الأمن والاستقرار والفرص التي يندر نظيرها في كل القارات .

تستطيع بلدان العالم جمعاء أن تخصص يوماً أو أياماً للاحتفال بالعيد الوطني . لكن ما كل دولة تستطيع أن تجعل أيام شعبها كلها أعياداً . الإمارات لم ترفع شعارات . لقد أنجزت .

الخليج الإماراتية

تعليقات

اكتب تعليقك