المهمة شاقة...يا جابر المبارك
زاوية الكتابكتب ديسمبر 2, 2011, 2:22 ص 914 مشاهدات 0
لا يختلف اثنان حول صعوبة مهمة رئيس مجلس الوزراء الشيخ / جابر المبارك الصباح ، الذي لاشك ابدآ بمقدرته على تجاوز هذه المهمة الشاقة التي تمر بها البلاد ,غير أن المهمة الشاقة جدا والتي ستواجه بهذه الحكومة والتي قد تكون كلمة السر لنجاحها هي تمكنها من إعادة ثقة المواطن بالدولة، هذه الثقة التي فقدت ونتمنى أن لا تكون ذهبت بغير رجعة؛ وإن كانت هذه المهمة صعبة لكن غالب الظن أنها ليست مستحيلة وإن كان يفرض السؤال نفسه ؟ وإذ كانت إعادة الثقة بين المواطن والدولة ستكون بمثابة الهدف الذهبي للحكومة فإن الرصاصة التي ستصيب هذه الحكومة في مقتل ستكون إطلاق الوعود وتمطيط الالتزامات وتأجيل الأعمال والتخندق وراء الحجج ومحاولة تصبير الناس أو تنويمهم في العسل؛ فإن كان الشعب استفاد من شيء في كل المرحلة السابقة فهي اكتسابه لمانعة ضد حقن تمزيق الوحدة الوطنية، فطوال السنوات الماضية خرجت الاسطوانة الاعلاميه الفاسدة التي تتحدث عن كويت الغد، هذا الغد الذي ما كان ليأتي أبدا لولا تكاتف الشعب ضد الفساد ، وحقيقة مع أرى عملية تشكيل الحكومة حدثٌ من الوزن الثقيل هذه الأيام إلا أنه لا يتعدى كونه خطوة يدعو لها جميع المواطنين أن التشكيل في الاتجاه الصحيح، وأن تكون الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل التي يريدها المواطنين أن تكون رحلة النجاحات والإنجازات الحقيقية بعيدا عن المحاصصة والتجارب، فهناك من التجارب الناجحة لدول متقدمة ما يغني عن التفكير والتدبير فقط التنسيق لمواءمة المتوفر بالمطلوب والمراد بالمتاح، فلا يُعاب أبدا الاهتداء بتجارب حكومات دول خليجية , ومع ما يرافق عميلة تشكيل الحكومة من صعوبات وما قد يقابلها من مطبات إلا أن هناك نقاطا إيجابية لهذه الحكومة الجديدة عليها استثمارها مع الشارع وسماع صوت المواطن ،وأن يجعلها تعمل بعيداً عن أي ضغط ووفق أجندة محددة وبرنامج عمل مدروس لا يحابي ولا يجامل أحدا وإن كان الكل يعي أن عملية تشكيل هذه الحكومة يتطلب براحاً من التسامح وقدرا من التفهم ومتسعا من المرونة وتغليباً لصوت العقل، إلا أن ذلك لا يجب أن يكون على حساب المصلحة العامة بحيث يجب أن تكون الحكومة المنتظرة قادرة على مواجهة التطورات وأن تكون جاهزة للتعامل مع أكثر من ملف شائك، رغم أرى أنها حكومة قصيرة الأجل إذا كان هناك بوادر حل مجلس الأمة الحالي، مع ذلك سيكون مطلوب منها أن تسارع الخطى في العمل في أكثر من ملف يكتسب أهمية خاصة والعمل على إعادة الاستقرار بين السلطتين. ختاما يجب الاعتراف بأن الحمل سيكون ثقيلاً على كاهل الحكومة المنتظرة كونها ستقوم بمعالجة تخبط حكومي وفساد مالي وفوضى إدارية مستشرية لعقود من الزمن في أوصال الجهاز الإداري للدولة، هذا إضافة إلى الصعوبات التي ستقابلها الحكومة في التعامل مع كثير من الملفات والتي سيكون أولها ملف الدوائر الجائر لبعض المناطق التي كانت نتائجها عكسية على هذا المجلس ، وأيضا قضية الفساد يرتبط دائما بالرؤوس الكبيرة المتغلغلة في المؤسسات الحكومية , وآخر القول إن هذا الحديث ليس من ورائه أي مقصد، أو للتشكيك في أحد، أو القصد منه التقليل من أداء أحد، أو للاستهانة بجهد أحد، فكل من عمل ولو مثقال ذرة نشكره على جهده؛ ونسأل الله أن يبارك له، وإنما هو حديث من أخ أصغر لإخوة كبار ومن ابن للآباء، حديث للمصارحة بين شركاء الوطن نابع من قلب صاف ونفس محبة.
حامد الهاملي
تعليقات