حسين الراوي يدعو إلى 'فرمتة' وزارة الداخلية لتخليصها من فيروسات الفساد
زاوية الكتابكتب يناير 28, 2008, منتصف الليل 336 مشاهدات 0
أبعاد السطور / قفوا... ماذا تفعلون؟
لا تستهويني الكتابة عن الشؤون الداخلية في هذا الوطن كثيراً، إلا إن كانت هناك قضية ما تحتم عليّ أن أتطرق إليها. وجُل ما يهمني هو أن تكون تلك القضية تتعلق بعامة الشعب الكويتي، وخصوصاً البسطاء منهم. لذا تراني أميل كثيراً إلى الكتابة عن شؤون العرب عموماً بشيء من السخرية التي هي نابعة من ذروة الألم.
ومن ضمن مشاكل هذا البلد التي لا تنقطع ولا تهدأ، مثل ذلك الشريط الإخباري المتحرك في أسفل شاشات القنوات الفضائية، مشاكل غريبة وعجيبة كالأفلام الهندية من بطولة ضباط في وزارة الداخلية.
على ما يبدو أن وزارة الداخلية تحتاج إلى نوع من «الفرمته»، كي تطهر من الفيروسات التي عاثت فيها ظُلماً وفساداً، كيف لا؟ ومن يوم إلى آخر تفوح روائح الفساد والطغيان من قبل بعض أهل الرتب الكبيرة من ضباطها على صفحات الجرائد اليومية!
في هذا البلد انقلبت مفاهيم كثيرة رأساً على عقب، وإياك أن تتعجب من أي شيءٍ يثير العجب في هذا البلد. مسكين هذا الوطن الطيب، يهبُنا الدفء ونهبُه الصقيع، يمنحنا القوة ونمنحه الضعف، يعطينا الراحة ونعطيه التعب، يمدنا بالصلابة ونمده بالهشاشة، يهدينا الحنان والحب ونهديه ما يزعجه ويغضبه، ويكرمنا بالمودة والرحمة ونكرمه بالعقوق والتمرد.
البعض ينظرون إلى الوطن على أنه مجرد أرض جغرافية وحدود وجمارك، أو أنه مجرد علم انتصب في ساحات الوزارات والمدارس ومخافر الشرطة وعلى مكاتب المسؤولين، أو أنه نشيد وطني تُعزف ألحانه وتُغنى كلماته في المناسبات والمحافل والتجمعات الرسمية. لذا تراهم لا يعرفون قدره الحقيقي، ولا يمنحونه الحب الذي منحهم إياه، وأن جُل ما يفكرون به وهم يمشون في شوارعه وسككه ومناطقه وأسواقه كيف يمصون دمه لآخر قطرة، من دون أن يقال لهم: قفوا، ماذا تفعلون؟
حسين الراوي
تعليقات