خديجة المحميد تتساءل متى نوقف جرائم العمالة المنزلية؟

زاوية الكتاب

كتب 3626 مشاهدات 0


بين وقت وآخر يستفيق المجتمع الكويتي على جرائم مروعة للعمالة المنزلية، ويتعاظم شعور الخوف وانعدام الشعور بالأمن في نفوس المواطنين، فالشر من الممكن أن يكشر عن أنيابه فجأة داخل منازلهم ليسلب منهم روحا غالية لصغير أو كبير منهم. آخر جريمة تمت على يد الجزارة الإثيوبية التي قتلت الشابة عائشة ليلة عقد قرانها في شهر نوفمبر من هذا العام بدافع الانتقام. هل يعقل وهل يقبل أننا للآن لا نملك قانونا متكاملا ينظم استقدام وتشغيل العمالة في أسرنا؟

لقد مضى وقت طويل والرابطة الوطنية للأمن الأسري «رواسي» تنادي بهذا المطلب وتتواصل مع المسؤولين المعنيين لتحقيقه حفاظا على الأمن الأسري. فمنذ أن تكاثرت مثل هذه الجرائم أقامت الرابطة ملتقاها الحاشد بعنوان «أسرتي في خطر» في جمعية المحامين الكويتية مساء الأربعاء 27/6/2007م والذي حضره جمع من المختصين بالشأن الاجتماعي ورجال الإعلام وأهالي المغدور بهم في جرائم القتل التي ارتكبتها العمالة المنزلية، وقد أثمر الملتقى توصيات مهمة منها:

إعداد مقترحات تشريعية وقوانين متكاملة تنظم عملية استقدام العمالة المنزلية وعملها في الكويت بحيث تنصفها في ضمان حقوقها الإنسانية وتنصف الأسر والمجتمع في ضمان أمنه. فعكفت الرابطة الوطنية للأمن الأسري بالتعاون مع لجنة حقوق الإنسان في جمعية المحامين الكويتية على إعداد مقترح قانون يتألف من 21 مادة، ومجموعة من التفسيرات التي تبرر وتوضح بعض هذه المواد، والتوصيات التي تعزز أهداف القانون في تحقيق العدالة والأمن الاجتماعي. وقد عني القانون المقترح بحفظ حقوق العمالة والأسرة في آن واحد وتحقيق التوازن بين حقوق وواجبات كل طرف. ورفع هذا القانون للحكومة في 2/10/2007م، إسهاما من الرابطة في الجهود التي تتأملها من الدولة لاستكمال النهج والمسار الحقوقي والقانوني.

وللأسف بعد هذه الجهود من مؤسسات المجتمع المدني تأتي خطة التنمية الخمسية للبلاد (2009/2010 م– 2013/2014 م) بمشروع إقامة شركة كويتية لاستقدام وتشغيل العمالة المنزلية دون أن ترق المتطلبات التشريعية لهذا المشروع إلى الخروج من مجرد اللوائح والتعليمات إلى تشريعات متكاملة لتنظيم استقدام وتشغيل العمالة المنزلية بما يحقق الأمن الأسري لمجتمعنا ويحفظ حقوق هذه العمالة.

فهل ننتظر المزيد من الجرائم البشعة لنتسارع للتقنين اللازم في حماية أسرنا، أم أن الأمن الأسري لا يشغل حيزا من فكرنا ووقتنا وجهودنا؟!

د. خديجة المحميد

الآن - جريدة الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك