حسن عباس يوجه لومه وعتبه لعدنان عبدالصمد، وعبدالله الرومي بعد سقوط حكومة ناصر المحمد ؟!

زاوية الكتاب

كتب 3279 مشاهدات 0

د. حسن عبد الله عباس

د. حسن عبد الله عباس / الثنائية

مبروك للمعارضة على تمكنها من إسقاط ناصر المحمد للمرة السابعة على التوالي. مهما قلنا أو دافعنا أو عارضنا، مهما فعلنا، تظل كفة الغلبة وإلى الآن في الحلبة السياسية مائلة وترجح المعارضة على الفريق الحكومي. لكن هل الفوز هذا جاء مستحقا؟
بصراحة نعم، الحكومة كانت سيئة وظلت هكذا إلى يوم استقالتها. فعلا الحكومة ذهبت غير مأسوف عليها والكويت بلا شك تستحق الأفضل. فالفضائح المتراكمة والمتتالية لم تكن بالأمر الممكن التعايش معه. لكن مع الأسف عقلية الثنائية هي التي بقت مسيطرة طوال هذه الفترات المختلفة.
يعني طوال عمر الحكومات السابقة ظلت فقط عقليتين هما الطاغيتان على الساحة: إما فريق حكومي والنواب الموالون ممن وضعوا كل بيضهم في سلتها، ومعارضة لها مخالب طائفية وقبلية لم تتورع عن الاستفادة من كل ما طالته يدها السياسية.
السؤال... أين الحكماء اصحب العقول الرزينة؟ لماذا ظل اولئك إما يقفزون من هذا الفريق لذاك، أو من ذاك لهذا؟ أين، وبحسب السيد عدنان، المعارضة الحكيمة؟ ألم تكفِ الشهور الماضية لتبرز عيوب الحكومة وعيوب المعارضة بحيث يتبرأ الحكماء من كلا الطرفين ويقفون بالمنتصف؟
لماذا لا نريد أن نعي بأن المجتمع البشري يعيش في عالم حقيقي لا افتراضي كالنت، يعيش في عالم الاحتمالات ودرجات من القرب للحقيقة لا صفر وواحد الكمبيوتر، يعيش في بحر يشكل المد والجزر أساس حركته لا مد دائماً ولا جزر مستمراً!
لا أواسي الحكومة لأنها هي من أوصلتنا لهذا التدهور، ولا أبارك للمعارضة الهستيرية لأنها سجلت أرقاما قياسية في الفوضى والدمار السياسي والاحتقان الطائفي. فلا هذا يستحق مشاعر الأسى والحزن، ولا ذاك يستحق الثناء والشكر، لأنهما بالفعل كانا معا فأل شر على دولتنا.
لكن العتب وموقف اللوم يجب أن يوجه إلى من كنا نظن أنهم قادرون على إدارة دفة الوضع السياسي بصورة حكيمة. يوجه العتب إلى شخصيات كالسيد عدنان عبدالصمد، وإلى عبدالله الرومي، وغيرهم ممن سلب الصوت العالي للمعارضة صوتهم، وممن سلب هدوء وتخاذل الحكومة موقفهم.
نعم الحكومة تصرفت في بعض الأحيان بصورة سليمة وحكيمة تقتضي التنويه والاشادة، ولكن هذا الهدوء التام، وعدم انتقاد الحكومة على البلاوي الكبيرة، وفر أرضية خصبة ليكون الصوت الوحيد البارز والمسموع لمعارضة يعلم الجميع أنها ثنائية اللغة لا يوجد في رياضياتها سوى الرقمين صفر وواحد!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك