إنتاج الوقود الحيوي يحقق طفرة في عام 2010 ويقودها الاثينول المستخرج من النبات بقلم د. نعمت أبو الصوف
الاقتصاد الآننوفمبر 30, 2011, 9:13 ص 2294 مشاهدات 0
الإيثانول هو أكثر أنواع الوقود الحيوي المستخدم اليوم على نطاق واسع. ويمكن استخدامه إما كبديل عن الوقود أو بوصفه كبديل عن محسن الأوكتين المضاف إلى البنزين وذلك لتقليل التلوث والحد من المواد المضافة إلى البنزين. وهذا الوقود مصنوع من السكريات والنشا الموجودة في النباتات. فمثلا في الولايات المتحدة، يتم إنتاج الإيثانول في المقام الأول من نشا الحبوب مثل حبوب الذرة الصفراء وحبوب الذرة البيضاء، والقمح من خلال عملية التخمير، ثم التقطير والتي تحوّل النشا إلى سكر، ثم إلى الكحول (الإيثانول). وفي الوقت الحاضر، فإن غالبية الجيل الأول من الإيثانول ينتج من الذرة وقصب السكر، ولكن هنالك تكنولوجيات جديدة (الجيل الثاني) يجري العمل حاليا على تطويرها لإنتاج الإيثانول من غيرها من الموارد الزراعية مثل: مخلفات حصاد الحبوب، القش، الأعشاب البرية وأنواع الأشجار سريعة النمو، مثل الحور أو الصفصاف والنفايات البلدية، لكن ليس من المتوقع أي إنتاج للإيثانول على نطاق واسع من تقنيات الجيل الثاني على المدى المتوسط.
بعد الأداء المتواضع لصناعة الوقود الحيوي في عام 2009 أبلت هذه الصناعة بلاءً حسنا في عام 2010، في هذا الجانب تشير معظم الإحصائيات إلى أن الإنتاج العالمي من الإيثانول والديزل الحيوي ارتفع بنسبة 17 في المائة في عام 2010، أي أكثر من النمو الذي حققته في عام 2009 بنحو 7 في المائة، ووصل الإنتاج العالمي إلى أكثر من 105 مليارات لتر (نحو مليوني برميل في اليوم). يرجع الفضل في هذا التحسن في أداء صناعة الوقود الحيوي إلى زيادة أسعار النفط الخام، فضلا عن تجدد الدعم لهذه الصناعة من قبل عدد كبير من الحكومات.
وقود الإيثانول هو الوقود الحيوي الأوسع إنتاجا على النطاق العالمي، حيث بلغ إنتاج الإيثانول أكثر من 86 مليار لتر في عام 2010، مقارنة مع 19 مليار لتر من وقود الديزل الحيوي. الولايات المتحدة هي الرائدة عالميا في صناعة الإيثانول ومتصدرة الأسواق الدولية. منذ تبني سياسات دعم الوقود الحيوي في عام 2005، إنتاج الوقود الحيوي في الولايات المتحدة قد ازداد من 14.5 مليار لتر في السنة (0.25 مليون برميل يوميا) إلى أكثر من 40 مليار لتر في السنة (نحو 0.70 مليون برميل يوميا) بحلول عام 2009 (على أساس وحدة الحجم)، حيث شكل الإيثانول نحو 8 في المائة من استهلاك الولايات المتحدة من البنزين من حيث الحجم. وواصل إنتاج الإيثانول في الولايات المتحدة نموه السريع ووصل إلى نحو 49 مليار لتر في عام 2010، أي نحو تسعة مليارات لتر أكثر مما كان عليه في عام 2009. هذه الكمية تمثل نحو 53 في المائة من الإنتاج العالمي من الإيثانول. بما أن إنتاج الإيثانول في تزايد مستمر، حصة الإيثانول في مزيج البنزين سترتفع أيضا حتى يصل حجم الإيثانول إلى الحد الأقصى المسموح بمزجه مع البنزين التقليدي.
وقد شجع ارتفاع أسعار النفط الخام عددا متزايدا من شركات النفط لإطلاق استثماراتها في هذا النشاط، متبعين بذلك خطى الشركات النفطية التي سبقتهم في هذا المجال مثل شركات فاليرو، فلينت هيلز، Sunoco وميرفي للنفط. صناعة ''الإيثانول في الولايات المتحدة يمكن أن تصبح المستهلك الرائد للحبوب في عام 2011، متقدمة بذلك على صناعة التغذية الحيوانية. لكن عدم اليقين بشأن صناعة الوقود الحيوي قد يعود ويشوب التوقعات من جديد، بعد خطوة الإدارة الأمريكية خفض الإعانات، حيث يجري حاليا وضع مشروع قانون لهذه الغاية لكي يتم مناقشته في مجلس الشيوخ.
في الولايات المتحدة يتم تصنيع الإيثانول بشكل رئيس من محاصيل الذرة، نحو 4 في المائة من وقود السيارات الذي يستخدم في الولايات المتحدة يتم إنتاجه من عمليات تخمير وتقطير الجلوكوز المستخرج من هذه الحبوب، حيث إن البنزين الذي يباع في محطات الوقود يمكن أن يحتوي على ما يصل إلى 15 في المائة من الإيثانول (E15).
بما أن نشاط زراعة محاصيل الذرة لإنتاج الوقود الحيوي تتنافس مع المحاصيل الغذائية، فإن الولايات المتحدة تسعى جاهدة لتطوير الجيل الثاني من الوقود الزراعي، والذي يستخدم السليلوز من النباتات والإعشاب. مع ذلك قامت الوكالة الأمريكية لحماية البيئة بمراجعة توقعاتها بشأن مستقبل الإنتاج من الجيل الثاني وخفضت من أهدافها السابقة. بسبب التكاليف الأعلى من هذا القطاع الجديد، فإن توقعات الإنتاج من الجيل الثاني من الوقود الحيوي لعام 2011 قد تم تخفيضها من 950 مليون لتر إلى 25 مليون لتر فقط.
البرازيل تعتبر ثاني أكبر منتج للإيثانول في العالم، حيث أنتجت نحو 28 مليار لتر في عام 2010. البرازيل تنتج الإيثانول من قصب السكر، ويعتبر الإيثانول المنتج من قصب السكر أقل تكلفة بكثير من الإيثانول المنتج من الذرة في الولايات المتحدة. إنتاج الإيثانول البرازيلي، بعد أن تراجع بنسبة 3 في المائة في عام 2009، عاد وارتفع بنسبة 7 في المائة في عام 2010، على الرغم من أن الظروف المناخية لم تكن مواتية وارتفاع أسعار قصب السكر في السوق المحلية. الإيثانول يوفر حاليا نحو 48 في المائة من الطلب على وقود السيارات المستخدم في الأسواق البرازيلية، على الرغم من الإنتاج العشوائي لقصب السكر الذي يعتمد على الظروف المناخية. الولايات المتحدة حققت تقدما على البرازيل في الأسواق العالمية خلال عام 2010، حيث أصبحت مصدرا لوقود الإيثانول الحيوي للمرة الأولى، وقامت بتصدير نحو 1.3 مليار لتر في عام 2010 (أكثر من ثلاثة أضعاف الكمية المصدرة في عام 2009)، خصوصا إلى كندا، جامايكا، هولندا، الإمارات وحتى إلى البرازيل.
تعليقات