واقعة «نورية الصبيح» أظهرت ان الوطن «فداء لنا»! ..صالح الشايجي يرى باقر يغازل الحكومة بحثا عن حقيبة وزارية

زاوية الكتاب

كتب 370 مشاهدات 0


 

 

لسنا فداء للوطن!


 
صالح الشايجي


الكويتيون أو بعضهم على الأقل.. «كوّتوا» الديموقراطية، وألبسوها «الغترة» و«العقال» و«الدشداشة» و«البشت»! أو «العباءة» و«البوشيّة» أو «الحجاب» أو «النقاب» حسب لغة المتدينات المحدثات!

يتجلى ذلك واضحا فيما أسفرت عنه جلسة طرح الثقة بوزيرة التربية، حيث شاهدنا «الديموقراطية» مرتدية أزياءها الكويتية!

الديموقراطية الكويتية لا علاقة لها بعناصر الديموقراطية الحقيقية، بل هي مجرد «عصبيات قبلية» و«حميّة جاهلية» تذكرنا بـ «الهوشات» التي كانت تحدث قديما بين «الفرجان» حيث يتناصر ويتآزر أبناء «الفريج» الواحد، ضد أبناء «الفريج» الآخر، دون معرفة الكثيرين من «المتهاوشين» أسباب «الهوشة» ومتجاوزين عن خسائرهم، والمهم عندهم هو ما حققوه من إصابات في أبناء «الفريج» الآخر! ونجاة ابن «فريجهم»!

حيازة «نورية الصبيح» لثقة المجلس، لها أثمان وكلف سياسية غالية لم يلتفت إليها مناصرو الوزيرة، وكان المهم عندهم ان تنجو «أم عادل» من مقصلة الاستجواب، أما ما هو الثمن الذي تم دفعه، فذلك ليس مهما ، بل المهم فقط ان تبقى «نورية» تحت «قوس النصر» متجاوزة «قوس الاستجواب»!

أما إذا حاولنا تعديد الخسائر والأثمان المدفوعة لإبقاء «الوزيرة» في موقعها، فأولها: استجابتها لمستجوبيها بتطبيق «منع الاختلاط» في الجامعات والمؤسسات التعليمية الخاصة! وثانيها: سيادة الخطاب الديني وحشر الفتوى والرأي الفقهي في قضايا سياسية دستورية، وهو ما لم تشر إليه الوزيرة في كلمتها «الشاكرة» بالإدانة أو الرفض! فضلا عن أثمان أخرى «خردة» أو «فكة» بعثرتها هنا وهناك!

تعود بي الذاكرة الى سنوات خلت كلف فيها وزير التربية حينها الميزانية العامة خمسة وثلاثين مليونا، حتى يجنب نفسه استحقاق الاستجواب الذي لوح به بعض النواب فما كان منه الا ان قام بترضيتهم من خلال توظيف ناخبيهم بتلك الكلفة المالية الضخمة، ورغم هذا فقد خرج الوزير من الوزارة قبل ان يجف حبر توقيعه على ذلك القرار المرتعد!

أحب «نورية الصبيح» وأقدرها واحترمها كامرأة تواجه بقوة وصلابة، ولكنني أحب وطني أكثر، أحب الحرية أكثر، أحب الواقعية أكثر! أؤمن بسيادة الانسان في مجتمعه وأؤمن أيضا بحق بلادي في أن تعيش تحت الشمس لا في الكهوف، وبحقها في أن تأخذ بأسباب التقدم وان يكون كتفها بكتف أكثر بلاد الدنيا تقدما ومدنية وحداثة!

إن الانتصار لمن نحب واجب علينا، ولكن يجب ألا ينسينا هذا الانتصار حقوق الوطن والمواطنة، لأننا ندعي دائما أننا فداء للوطن، ولكن واقعة «نورية الصبيح» أظهرت ان الوطن «فداء لنا»!
 

ـ النائب أحمد باقر ممثل جمعية إحياء التراث الإسلامي ازدادت مغازلته للحكومة والتقرب منها ونتمنى أن يستلم حقيبة وزارية مرة أخرى لأنه سيعتزل الحياة البرلمانية بسبب موقفه في الانتخابات القادمة التي ستكون وفق الدوائر الخمس ولهذا نجده يقف بجوار الحكومة في كل صغيرة وكبيرة حتى اعتبره البعض وزيرا من غير وزارة وآخر وقفة له كانت وقفته من استجواب وزيرة التربية والتعليم حيث أعلن امتناعه عن التصويت ونحن نتساءل عسى أن يكون هذا الموقف من الاستجواب نابع من قناعة شرعية كونه يمثل ما يزعم بأنهم سلف وأنه ليس نابعا من نظرة فئوية كون الاستجواب غلف بطابع بدو ضد حضر ؟


 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك