ماحدث ليس الا سيناريو الغزو الداخلي، برأى مني العياف

زاوية الكتاب

كتب 1134 مشاهدات 0



الأنباء
 
الغزو الثاني وقع.. فلا تنتظروا البيان الأول (1)

(نصر من الله وفتح قريب).. بهذه الآية صرخ المقتحمون لبوابة قاعة عبدالله السالم ايذانا بدهس الديموقراطية وتكسيرها تحت اقدام الغوغاء والدهماء في يوم الاربعاء الاسود، يوم الغزو الثاني الذي استبيحت فيه كرامتنا وإرادتنا على ايدي مجموعة خرجت على كل القيم وتقاليد الديموقراطية، وحادت عن كل الأصول والأعراف الانسانية والأخلاق التي جبلنا عليها.
في هذه الليلة الظلماء.. خرج هذا النفر الظالم.. ليفرض علينا اجندته.. تلك التي يبدو انه كان يجهز لها منذ فترة.. ورأى ليلة الاربعاء المظلمة حالكة السواد ساعة الصفر منشودة، فانطلق بقيادة نواب ـ او بلطجية ـ يفترض انهم جاءوا من رحم الامة، لكي ينيروا لها الطريق بتشريعات المستقبل، فاذا بهم يعيدونها ببلطجتهم الى عصور الظلام.. وشريعة الغاب.

***

لقد تأملت طويلا الآيات التي تليت.. والكلمات التي قيلت اثناء المهزلة.. ورصدت ذلك «النفر الهجين»، الحدسي.. الاخواني.. وهناك آخرون (لم يعرفوا حتى الآن) لتتأكد قناعاتي بأن وراء الامر مؤامرة كبرى، ولم يكن ما حدث شيئا عابرا.. ولا خطأ.. بل كان مدبرا ونعتبره خطيئة لا تغتفر.. ولا يمكن قبولها.. وسيذكرها التاريخ بكل تفاصيلها.. وانه تم الترتيب لها من عقليات بعيدة كل البعد عن احترام المصالح الوطنية العليا!

***

ما حدث كان مدبرا.. واقرب الى المؤامرة التي حدثت في مصر العزيزة.. ويوما بعد يوم تزداد قناعاتي بأن وراء ما حدث من مؤامرات «الاخوان»، وسبق ان كتبت مقالات عديدة كشفت فيها عن ذلك وقلت ان «وراء الربيع» العربي نفسا اخوانيا.. لكن كثيرين لم يوافقوني الرأي.. واليوم.. قد يكون لهم رأي آخر، عندما يرون تلك الفوضى، ويرددون على مسامعهم تلك الآيات.. وكأنهم في فتح مبين ليتأكدوا من صحة ما أقول.

من اقتحم القاعة متآمرون غالبيتهم شباب حدسيون، لفظتهم صناديق الانتخاب، فكانوا وبالا علينا بجلب نواب مؤزمين في كل شارع.. وكل قضية تجدهم يتربصون بنا ويتحينون الفرصة للانقضاض.. وتأملوا ما حدث في مصر بعد الانتخابات الاخيرة والتي ابعدت الاخوان.. فعادوا ليحرقوا مصر كلها! وليس هذا وحسب، بل شبيه بمجريات الامور في بلدان «الربيع العربي» الاخرى، كتونس وليبيا.. انهم يريدون ان يبعثوا لنا هذه المرة برسالة هي اننا قادمون اليكم وبقوة!

***

لقد اتحدت غايات هؤلاء مع اهداف كتلة العمل الشعبي بقيادة «العراب» والضمير الغائب كما يلقبه بعض الشباب على «تويتر»، ولعلهم قد سارعوا بإعلان نقطة الصفر خوفا من انكشاف المستور بعد فضيحة العراب، وخوفا من ان تكون هناك فضائح اخرى قادمة في الطريق، هؤلاء اصبحوا الآن في سلة واحدة بحثا عن تغير المشهد الحالي بالتعاون مع تكتل آخر يسمى التحالف اللاوطني ومعه المنبر اللاديموقراطي.. وكلها حركات من نوعية «بونفرين». كل هؤلاء اتفقوا اليوم على نحر الوطن وتوحدوا على أجندة ضيقة وأنانية واحدة. هدفها الوحيد تغيير المشهد السياسي برمته!

***

الآن.. ماذا بعد؟ ماذا بعد الاربعاء الاسود ووضع وطننا على صدارة المشهد الاعلامي العالمي بأنه وطن منكوب وأنه وطن فقد ارادته على ايدي هؤلاء الغوغاء؟

ماذا بعد؟ هناك من كان يتوقع حلا غير دستوري لمجلس الامة، دون ان يفكر للحظة ان مثل هذا الحل سيكون مكافأة لهؤلاء الدهماء، هذا ما راهنوا عليه بتلك الليلة الظلماء، لكن هناك نفرا من العقلاء كانوا يعرفون حلا آخر، وحسنا جاءت توجيهات صاحب السمو الامير بالحزم والصرامة وتطبيق القانون.. نعم هذا هو الحل.

الحل ان نكشف هؤلاء المتورطين ونفضح نواياهم الخبيثة، ونجعل تصرفهم تحت مجهر الشعب.. لكي يدافع الناس بأنفسهم عن وطنهم وشرعيتهم وديموقراطيتهم.

علينا ان نأتي بهؤلاء ليدلوا باعترافاتهم صريحة «عملهم غش عقولهم».. ودفعهم الى هذه الاساءة للوطن امام العالم.. تماما كما فعلنا مع المجرمين الذين ارتكبوا جرائم تفجير المواقع الحكومية، فلا فرق هنا في هذه الجريمة، بل ان جريمة هؤلاء المقتحمين أشد وأنكى لأنها تفجر البلد كله.

***

ومهما كان المسؤولون.. ومهما حدث، لا نريد طمطمة الامور، فما قام به هؤلاء ليس الا سيناريو الغزو الداخلي ـ هذه المرة بعد الغزو الصدامي المشؤوم ـ فلا ننتظر حتى يخرجوا علينا بالبيان الاول.

وكلمة اقولها لوزير الداخلية: لن نقول نحن بذمتك ولا نطالبك بالحزم، لا.. لتنفذ مطالب صاحب السمو الامير حفظه الله بأن تضرب بيد من حديد، وان تقتص للكويت من هؤلاء المجرمين.. وان تسلّم الخارجين على القانون والعدالة للقضاء.. ليقفوا امامه ويكونوا عبرة لمن يتعظ.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك