حسن عباس للبراك: علّم روحك وانظر من توالي!

زاوية الكتاب

كتب 2493 مشاهدات 0


 

الراى

د. حسن عبدالله عباس / فريقا الدستور!

مشكلة المعارضة والحكومة أنهما سيان ويلعبان اللعبة نفسها لكن بألوان مختلفة. فكل طرف يعاني من مشكلة أخلاقية ويدعي استناده للقانون والدستور. ببساطة، إن كان هذا من حقه أن يقدم الاستجواب، فذاك من حقه أن يتمترس خلف المحكمة الدستورية. وإن كان يحق لهذا تقديم وثيقة عدم التعاون، فيحق لذاك أن يجمع الأغلبية لإسقاطها، وإن كان لهذا أن يخطط ويتكتك ليسقط الوزارة، فذاك له أن يخطط ويتكتك كيف يطيل أمدها، وإن كان حق لهذا أن ينزل للشارع ويمارس التظاهر والتعبير والتجمهر، فيحق لذاك تطبيق القانون ومقاومة الفوضويين بحجة الهيبة. كل طرف يمتلك حقه الدستوري والقانوني في التصيد وإلحاق الهزيمة بالثاني.
بصراحة، الاثنان معاً عديما الأخلاق. فإن كانت الحكومة عنيفة وتضرب، فبالأمس أنتم يا معارضة دخلتم مجلس الشعب وحطمتم أبوابه و«آماله»، بل ولسانكم شرس لا يتوقف عند حد الانتقاد ويطول الخصوصيات وتقسمون الناس لشقين: إما معنا أو انبطاحيون، إما جنة أو نار، إما مسلمون أو كفار! نعم الحكومة بلا أخلاق دستورية حتى صارت عادتها في أي نقاش سرية الجلسات، لكن لوموا أنفسكم فأنتم تمارسون الأمر عينه، ألستم من تهربون من الجلسات وتقاطعون اللجان!
نعم كما تقولون، الحكومة داست ببطن الدستور، لكن ألستم أنتم من صعدتم بأحذيتكم على رأس الدستور والشعب! كيف تريدون منا أن نصدق بأن صراخكم لأجل الدستور وأن الحكومة نقحت الدستور، ولا تحاسبون أنفسكم على استجواباتكم الصبيانية التي أذهبتم أهميتها الإصلاحية والمشروعة لتتحول بقدرة خططكم وسيلة لارهاق الحكومة! فلماذا تلاعب الحكومة بالأدوات الدستورية حرام وألاعيبكم بالأدوات حلال!
ما هذه التناقضات، نعم الحكومة سرقت أموال الشعب ونفختها في بطون القبيضة ورَشَت كم نائب، لكنكم يا معارضة كذلك قننتم استهلاك أموال الدولة وفلّستم خزينتها ورَشَيتم المجتمع بأكمله! لا أخالفكم الرأي، فالحكومة سيئة بلا شك ومتهمة بالسرقة، لكنكم يا معارضة تركتم جلسة تشكيل لجنة التحقيق للكشف عن السرّاق، لماذا بعد هذه التناقضات يجب أن نميل ونصدق هذا الطرف أو ذاك!
بصراحة أضحكني مسلم البراك تلك الليلة، فبعدما حشد المتجمهرين وحمسهم وأشعل نار الغضب فيهم وشحنهم لمقاومة الأمن والاحتكاك بهم، بعدها ناشدهم التوجه لمجلس الأمة وتكسير الأبواب، بعد كل هذا النفخ والتأجيج قال: «الكويت وين رايحة؟»، علّم روحك وانظر من توالي! فإن كان هناك الحمّاد والعنزي، فهنا الطبطبائي. اللهم كافينا الشر!


د. حسن عبدالله عباس

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك