فاض السيل، وتجاوزت ارتكابات نواب الاقتحام كل زبية..فأغثنا يا ولي الأمر..الجارالله منتقدا المعارضة

زاوية الكتاب

كتب 1096 مشاهدات 0



السياسة
 

وا صباحاه ... أغثنا وآمنا يا ولي الأمر
كتب - أحمد الجارالله:
أغثنا يا صاحب السمو, فاض الكيل بنا, وبتنا رهن غي نواب الخيبة الذين فقدوا كل شرعية فتوسلوا العنف سبيلاً للابتزاز تحقيقاً لهدف ظاهره الديمقراطية وباطنه الانقلاب. فما دبر ونفذ بليل في مجلس الأمة وفي الساحات المجاورة, لم يكن تعبيراً عن رأي, ولا إعلانا لموقف, بل تشبيح مكشوف مارسته حفنة كافرة بالوطن والدستور والدولة والقانون أخذتها العزة بالاثم الى حد الخروج على كل الأعراف, بعد ان أفلست في فرض قرارها عنوة على الغالبية الشعبية والنيابية.
أنقذ أبناءك يا صاحب السمو, فهؤلاء المؤزمون الذين فشلوا في الحشد لمآربهم الكيدية والمصلحية فجروا في الخصومة, وعمدوا الى مصادرة الآراء ونصبوا أنفسهم قضاة الوطنية والشفافية ونظافة الكف, فيما هم ملوثون حتى أخمص أقدامهم بكل ألوان الفساد. هؤلاء المتحدثون بالعفاف الدستوري الذين ارتكبوا كل الأفعال الشائنة بحق الدستور, المجاهرون بجرائمهم بلا خجل, المتلونون بألوان التدين, المحللون لأنفسهم المحرمات... هؤلاء آثمون.. آثمون.. آثمون يستحقون إقامة الحد عليهم لأنهم ما تركوا ستراً الا هتكوه.
نتوجه إليك يا ولي الأمر لنقول: لقد أثخنتنا جراح الشبيحة من جلاوزة الانقلابيين الضاربين بالشرائع والتقاليد عرض الحائط. تعبنا من التأزيم والمؤزمين وهرمنا من نواب التعطيل والتعسف والارهاب السياسي والفكري, ووضع العصي في الدواليب, وما عاد بمقدرونا الانتظار مكتوفي الايدي فيما سفينة الوطن تشرف على الغرق تحت وطأة أمواج الفوضى الدافعة اليها عصبة الكيد جاعلة من الشارع ولغته مقراً وخطابا لها. ف¯ 'الأربعاء الأسود' كان كابوساً مرعباً زرع الخوف في قلوب الآمنين, وما ارتكبه أعداء الوطن ليس اعلانا للحرب على الشرعية او انقلابا على الدستور فحسب, بل هو عمل شيطان مريد, ووصمة عار في سجل حفنة نواب خانوا العهد ولم يحفظوا الأمانات.
يا صاحب السمو ... في كل بيت كويتي سؤال: علام يثور هؤلاء?  أعلى جوع يعض بطونهم وهم المتخمون بكل خيرات الدولة? أم على قهر وظلم واستبداد وهم ينعمون بحرية يحسدون عليها? وعن أي ربيع عربي يتحدثون وهم يرفلون في عز دستور قل نظيره في أعتى ديمقراطيات العالم?! بلى! إنها ثورة بطر النعمة وغمط الحق ممن تضخمت أرصدتهم وانتفخت جيوبهم وطال عليهم الأمد, فقست قلوبهم حتى صاروا يخربون بيوتهم بأيديهم!
إنها الكويت أيها الفاجرون, واحة الرأي والرأي الآخر. ليست ليبيا معمر القذافي أو سورية 'البعث' ولا تونس بن علي, أو عراق صدام, نعم إنها كويت الخير الذي تكفرون به, والديمقراطية التي شوهتم صورتها, والحرية التي ترتكبون باسمها هذه الجرائم, لكنها تبقى عصية على كل أحلامكم الدونكيشوتية.
لقد بلغ السيل الزبى,ياصاحب السمو, وسكين الشبيحة لامست العظم. لم يراعوا ذمة, واستباحوا المحرمات لتنفيذ أجندتهم باستهداف سمو رئيس الوزراء الذي جالدهم وواجههم بالدستور والقانون فلم ينالوا منه, وسعوا الى هدم المعبد على طريقة ' علي وعلى أعدائي'.
فمن يقتحم اليوم مجلس الأمة لا يرده غيه غدا عن اقتحام قصر بيان, ومن يستبيح حرمة المؤسسات الدستورية والتشريعية لا يثنيه في المستقبل اي رادع عن انقلابه على الدستور والشرعية والشرائع, وعن نحر كل قيم الحرية والديمقراطية, خصوصا ان تلك القلة المؤزمة التي تغنت بجريمة اقتحام مجلس الأمة واعتبرتها بطولة لن تتوانى عن تكرارها اذا لم تتحقق أهدافها في إقالة سمو رئيس الوزراء, وفي ذلك افتراء على صلاحيات صاحب السمو, وإعلان عصيان على كل القيم والمواثيق والاعراف الدستورية.
صحيح أن ما جرى يوم الاربعاء الفائت هو صفحة سوداء في سجل الديمقراطية الكويتية سطرها المؤزمون والمتاجرون بالدستور, لكن ذلك لا يدعونا إلى المطالبة باغلاق مجلس الأمة, أو إلى المناداة بحل غير دستوري, فلا يمكن أن تؤخذ الغالبية النيابية بجريرة القلة المؤزمة, رغم ثقتنا المطلقة بأن الحل غير الدستوري بات مطلباً شعبياً لوقف عبث المخربين واطلاق عجلة التنمية. المطلوب اليوم خطوة إنقاذية تحمي الكويت وأهلها, وتتمثل في تطوير الدستور وانشاء مجلس للشورى يحقق التوازن مع مجلس الأمة, ويهدئ من شططه وغلواء بعض أعضائه وزحفهم المستمر والمتواصل على صلاحيات باقي السلطات, كما يوقف التطرف السياسي ويتصدى ل¯'الديكتاتورية البرلمانية العمياء' بعدما أصبحت سيفاً مصلتا على رقاب السلطات الأخرى والتنمية والتطور.
لاشك أننا على مفترق بين ' بلطجة الشبيحة' ونهج الدستور وتطبيق القانون, ولا يمكن تحت أي توصيف أو اعتبار السكوت على حال التخريب الممنهج الساعي إلى جعل الكويت ساحة للفوضى والعبث وتركها للغوغاء. المطلوب ألا تمر ارتكابات هذه الشرذمة مرور الكرام, فمن أخطأ يجب ان يعاقب على ما ارتكبه, ولا بد من إحالة المشاركين في اقتحام المجلس إلى القضاء لمحاكمتهم, وان ترفع الحصانة البرلمانية عن النواب الذين استغلوا مناصبهم وخانوا أمانة تمثيل الأمة , وحرضوا على انتهاك حرمة المجلس ورمزيته.
 تجاوزات المؤزمين أصابت صميم الكويت, ولامست وحدتها الوطنية, وأساءت إلى ذرية مبارك, ولا ندري ماذا تخبئ' كتائب اقتحام المؤسسات الدستورية' في جعبتها من تهديدات وجرائم.
 لقد فاض السيل, وتجاوزت ارتكابات نواب الاقتحام كل زبية... وباتت كويت الخير والأمن في عين التأزيم تستصرخ وا صباحاه .. فأغثنا يا ولي الأمر.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك