مشعل الظفيري للرئيس: الواجب عليكم أن تريحوا وتستريحوا من أجل الكويت

زاوية الكتاب

كتب 1008 مشاهدات 0



الراى

مشعل الفراج الظفيري / إضاءة للمستقبل / «حسبة بدو» يا سمو الرئيس

مشعل الفراج الظفيري

تعلم سموك أنني امتدحت صعودك لمنصة الاستجواب لأنك عززت احترام الدستور ومواده لدى أبناء الأسرة الحاكمة وهذا دليل على أننا لا نحمل أي ضغينة لشخصكم الكريم، ومسألة المدح أو الانتقاد تتعلق بشكل مباشر بأدائكم السياسي، كما أنني أعلم جيداً تقبلكم للانتقاد بكل رحابة صدر، وهذا أيضاً ما حاولتم في أكثر من مناسبة غرسه في نفوس القياديين الموجودين في البلد...
سمو الرئيس...
وأنت تحمل في جيبكم الدستور أريد أن أتحاور مع سموكم عبر أثير صحيفتنا الغراء «الراي» التي لا تهتم بمن يشكك في مصداقيتها من أتباع الاسطبل ومن هم على شاكلتهم، ولديها فلسفة واضحة في احترام الرأي والرأي الآخر، ويكفيها شرف حفاظها على المهنية الصحافية. أحاوركم من دون تعقيد أو آراء قانونية غامضة تحتاج إلى الكثير من الشرح، وبحسبة البدو السهلة البسيطة التي من خلالها كانوا يعرفون الفرق بين فصول السنة واقتراب هطول الأمطار ودخول رمضان وذي الحجة، وغيرها من المسائل الفلكية أو حتى الحسابية...
سمو الرئيس...
المادة (50) من الدستور الكويتي تنص على فصل السلطات، وألا تتدخل أي من هذه السلطات في عمل الأخرى، وأعطى المشرع يرحمه الله أعضاء السلطة التشريعية حق الرقابة والتشريع على أعمال جميع السلطات الأخرى عندما أشار صراحة إلى ذلك، وذكر أيضاً أن الأمة مصدر السلطات جميعاً ونواب البرلمان هم من يمثل الأمة، كما أن المحكمة الدستورية أو غيرها من المحاكم تحظى باحترام كبير لدى ممثلي الأمة أو حتى الأمة بأسرها، ودائماً مما ننادي باستقلالية القضاء، ولكن يا سمو الرئيس تعلم أن قرار المحكمة الدستورية غير ملزم البتة لأن مجلس الأمة بما فيه من نواب ووزراء هو سيد قراراته، ومسألة التصويت على إسقاط أداة من أدوات المحاسبة السياسية يعد سابقة خطيرة تهدد الحياة السياسية في الكويت، ومن يصور لكم حسن صنيعكم، أو أنكم تفوقتم على خصومكم السياسيين، فإنه من دون أدنى شك لا يهدف إلا لهدم الدستور وغياب القانون لأنه مستفيد من ذلك، وإذا كان البعض قد وقف معكم لرأب الصدع في ما بين السلطتين فإنه يُعتبر من وجهة نظري جاهلاً سياسياً لأن الحياة السياسية لا تتطور ولا تنمو إلا من خلال هذه المناوشات والصراعات، وحتى التكتيكات التي لا تخرج عن حدود الدستور أولاً والأدب ثانياً، ولا يصح أبداً تعديل الدستور إلا نحو مزيد من الحريات، واستغرب النبرة الحكومية المتشددة سواء للمضربين أو حتى للمعتصمين في ساحة الإرادة إذا ما عرفنا أن كل هذه الأفعال تتم بكل سلمية، وهذا ما كفله الدستور لهم وحثت عليه جمعيات حقوق الإنسان العالمية عبر المواثيق التي وقعت عليها دولة الكويت تحت إشراف الأمم المتحدة.
سمو الرئيس...
إذا كنت خيار صاحب السمو أمير البلاد فلا يصح لنا أو لغيرنا المطالبة بعزلكم أو رحيلكم، ولكن إذا كنت غير قادر على تطوير البلد وتنمية مؤسساته، ويصور لكم البعض من المقربين لديكم أن الانقضاض على الدستور وتفريغه من محتواه هو الضمانة لاستمراركم في منصبكم فعندها سيكون تدخل الأمة حتمياً ومطلوباً لتغيير أي وضع خاطئ تعتقد أنه يؤثر على مستقبلها السياسي الذي ناضلت من أجله بما فيها أسرة الحكم، وبيدكم يا سمو الرئيس تغيير هذا الوضع بشرط أن تتحرروا من بعض النصابين وأصحاب الأجندات الخاصة لينمو البلد، وتجعلوه في مصاف الدول المتقدمة، لأننا نملك كل الإمكانات المادية والبشرية، وسأضمن لكم تأييد كتلة المعارضين وغيرهم ممن يحبون الكويت، وإذا كان الفشل هو سيد الموقف لاعتبارات كثيرة قد لا تكون طرفاً فيها فالواجب عليكم يا سمو الرئيس أن تريحوا وتستريحوا من أجل الكويت التي لم تقصر معنا أبداً، فالتاريخ لا يُزور أبداً، والأجيال القادمة لن ترحم صغيراً ولا كبيراً شيخاً أم مواطناً. ودمتم بصحة وعافية سمو الرئيس.

إضاءة
«نحن زائلون والكويت باقية»... جابر الأحمد الصباح.


مشعل الفراج الظفيري

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك