الأربعاء الأسود ..هل هو الربيع الكويتي ؟ داهم القحطاني يتساءل

زاوية الكتاب

كتب 3012 مشاهدات 0


 

'لو استمر مشروع اقتسام ثروة البلد بدلاً من تنميتها فسوف يتحول صغار البلد في يوم ما إلى 'البوعزيزي' أي إن الكويت حالياً تصنع بسرعة وكفاءة ربيعها المؤلم.' تقرير الشال للإستشارات ( الخبير الإقتصادي جاسم السعدون).

عشرات من الكويتيين المخلصين كرروا مثل هذه التحذيرات علنا وخفية , كرروها في مقالات وتصريحات وفي لقاءات مباشرة مع أصحاب القرار .

ومع ذلك الإحتقان في الكويت يزيد , والحكومة تنتهك الدستور بطلبات مكرره لتفسير الدستور ,وبإستغلال أغلبيتها النيابية المشبوهة لتقييد حركة المعارضة إلى درجة إهانة مجلس الأمة ,على حد قول نائب رئيس مجلس الأمة عبدالله الرومي, بمذكرة تطلب شطب إستجواب برلماني حتى قبل مناقشته ,وحتى قبل صدور تقرير برلماني بشأنه .

ما حصل من إعتداء بالضرب على بعض المواطنين المشاركين في أربعاء الشرعية بالدستور في ساحة الإرادة سيزيد حتما من سقف المطالبات الشعبية لتصل حدودا لم تكن متوقعه فالضرب بالهراوات لا يهزم إرادة الشعوب الحرة .

التجمع نفسه كان ردة فعل نتيجة لتقييد حركة المعارضة في مجلس الأمة وشعور عدد كبير من الكويتيين وأغلبيتهم من الشباب بأن مجلس الأمة يفرغ من الداخل ويتحول إلى مجرد لعبة بيد الحكومة .

دخول البعض لقاعة عبدالله السالم ورغم أنه تعبيرعفوي لم يرتب له بشكل مسبق إلا أنه يعتبر تصرف خاطىء ويشكل مخالفة لنظام الحضور في مبنى مجلس الأمة ,ويجب أن تقوم المعارضة قبل غيرها بإستنكار هذا الأمر جملة وتفصيلا فغضب بعض المتظاهرين مما يسميه بعض الغاضبين بصفقات حكومية نيابى تعقد في هذه القاعة لا يبرر الخروج على الأعراف والتقاليد والنظم البرلمانية .

الربيع العربي وصل للكويت بالفعل ونصيحة 'الشال 'لم تجد صدى مع ملاحظة أن الربيع العربي في الكويت لا يتعلق بقلب نظام الحكم بل يتعلق بإنشاء نظام سياسي جديد يتم فيه الحفاظ فيه على حكم أسرة الصباح وحق ذرية مبارك الكبير في تقلد مسند الإمارة ولكن وفي الوقت نفسه يتم توسيع الصلاحيات الشعبية لتشمل تشكيل الحكومة من النواب المنتخبين .

الحل الحقيقي يكون بالإصلاح السياسي الذي يتضمن حزمة من القوانين الإصلاحية مثل قوانين تنظيم العمل السياسي وقوانين محاربة الفساد وقوانين تنظيم الإنتخابات تحت إشراف قضائي تام,وليس بالتصعيد عبر أغلبية نيابية مشبوهه وعبر إعلام رخيص وساقط وتافه لا يجتمع فيها إلا سقط القوم الذين وللأسف يظهر بعضهم في قناة تخضع لقانون المرئي والمسموع ويصفون نائبا معين بأنه 'جلب (كلب) ' ويصفون تيارات سياسية بأنهم 'مجموعة جلاب (كلاب) .

أما من يروج للحل الأمني المتمثل في تعليق العمل ببعض مواد الدستور وبالتصدي للحراك الشبابي بالقوات المدججة بالسلاح والمدرعات فهذا عدو حقيقي للكويت وحتما يريد تفجير الأوضاع فيها لأن القمع وحده سيحول الحراك الشبابي إلى حراك شعبي شامل .

تنشر بالتزامن مع مدونة داهم القحطاني

تعليقات

اكتب تعليقك