ناصر المنيع يرصد أصداء وتعاطى الإعلام للفضيحة المليونية

زاوية الكتاب

كتب 1391 مشاهدات 0


 


القبس

الفضيحة المليونية.. إعلامياً
كتب ناصر المنيع :

عندما طرحت جريدة القبس خبر الإيداعات المليونية وانفردت به، أثارت هذه القضية شريحة كبيرة جداً من المجتمع، وبداية تميزت ردود الأفعال بشكل عام بما يشبه الصدمة، لأنها قضية مست المال العام ومن افراد في المجتمع يفترض أنهم هم من يحافظون عليه، وفي بداية الموضوع وطرحه انقسموا في ردود أفعالهم الى عدة مجموعات وتوجهات:
ــــ مجموعة اتضحت عليها آثار الصدمة ولم تصدق ذلك، واستبعدت أن يكون الخبر صحيحاً، وهذه حالة نفسية، وتكون ردود الأفعال ناتجة عن جوانب نفسية أكثر منها حقائق.
ــــ مجموعة لم تصدق الخبر، ليس من جانب نفسي، وإنما من جانب عقلي، حيث إن هذه المجموعة من الناحية الفكرية تستبعد أن يكون أشخاص بهذه المكانة يقومون بهذه الأفعال، ورأت أن المسألة إثارة صحافية.
ــــ مجموعة أخذت القضية بشكل شخصي أكثر، وبغضّ النظر عن الخبر وإنما فقط حاولت التعليق وتكذيبه لمجرد أنه نُشر في هذه الجريدة.
ــــ مجموعة أخرى وهي قليلة اعتبرت أن القضية هي لمجرد تصفية حسابات بين أشخاص، وسعت في تعليقاتها إلى اتهام الجريدة وتوجيه النقد لها من خلال التعليقات.
ــــ المجموعة الأخيرة هي التي يحركها الرأي العام بشكل عام، وهذه انصبت تعليقاتها حسب ما يسير الرأي العام دون تفكير أو تمعن في القضية وأغلب تعليقاتها كانت من باب السخرية.
ومن خلال متابعة مجموعة من المغردين تقدر بــ2160 مغرداً على مدى شهرين أو يزيد قليلاً لوحظ الآتي:
%10 من المغردين استمروا في تعليقهم على الخبر بأنه مجرد تصفية حسابات، وصبّوا جام غضبهم على الجريدة، دون أن يكلفوا أنفسهم متابعة تطورات الموضوع أو التحري عنه، بالرغم من أنه أشغل الرأي العام، وتم اتخاذ اجراءات قانونية تجاه هذه القضية واتضحت الصورة بشكل أكبر، فلا مجال للتفكير في هذا الجانب. وبدأت هذه الفئة في التناقص التدريجي حتى أصبح عدد المغردين الذين يتكلمون في هذا الجانب لا يُذكر، أو أنهم اختفوا تماماً، أما ما نسبته %25 من باقي المغردين، الذين ظهرت في بداية الأمر عليهم آثار الصدمة، بدأت هذه المجموعة في التأقلم مع القضية، ومن خلال ذلك كانت تقديراتها خلال فترة الشهرين تتجه نحو التصديق والعقلانية في اتجاه المطالبة بالإصلاح واتخاذ إجراءات حازمة ضد هؤلاء الأفراد وفضحهم، وحاولت هذه المجموعة من المغردين أن تعرف من المقصود بهذه القضية، لذا تزامن انتشار الشائعات بشكل كبير، وتم ذكر أسماء قد لا يكون لها دخل بالقضية.
بالاضافة الى ذلك فإن %5 من المغردين الذين اهتموا بهذه القضية منذ البداية، توقفت تغريداتهم وتعليقهم على الموضوع، وقد يكون السبب في ذلك أن الخبر تم تأكيده وهم فضلوا الانتظار حتى صدور نتائج التحقيق وطبعاً يميل هؤلاء المغردون الى الجانب العقلي الفكري أكثر من الجانب العاطفي.
%60 من المغردين المشمولين ضمن اللعبة أصبحت تغريداتهم بشكل أساسي عن موضوع الايداعات المليونية بأي شكل من الأشكال، سواء كانت التغريدات تطالب بالإصلاح أو فضح المتسبب أو الأشخاص ذوي العلاقة بهذا الموضوع، علما بأن غالبية المغردين في هذه النسبة صبّت جام غضبها على النواب الذين يعتقدون أنهم مشمولون في هذه القضية، بل زاد على ذلك أنهم أصبحوا يغردون، وكأنه لا توجد قضية سوى الإيداعات المليونية.
ومن الملاحظ في جميع الفئات أن هذه القضية أصبحت قضية رأي عام من الدرجة الأولى، وأخذت أعلى نسبة في التغريد، وخلال الشهرين ارتفع عدد المغردين إلى أعداد هائلة تتحدث عن الايداعات، بل إن الخبر وتميزه استطاع ان يتصدر الكثير من وسائل الاعلام بما فيها الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، ولا أبالغ اذا ما قلت إن جميع وسائل الإعلام أصبحت مهتمة بهذه القضية بعد ان طرحتها جريدة القبس، وتعدى ذلك إلى رجل الشارع العادي، وإن لم يكن لديه حساب في تويتر، او انه ليست له علاقة بمواقع التواصل فأصبحت حديث الشارع بكل ما تعني هذه الكلمة.
والملاحظة الأهم أن نسبة المغردين الذين بدأوا بمهاجمة الصحيفة أو اعتبروا أن هذه قضية تصفية حساب أو حاولوا تكذيب الخبر من خلال تغريداتهم انخفض عددهم بشكل ملحوظ، هذا إن لم تكن اختفت هذه الفئة من المغردين.
وأخيرا وهي ملاحظة جديرة بالاهتمام، فإن متابعة تويتر والمغردين فيه نلاحظ انه يندر ان تجد مغردا لا يتحدث اليوم عن هذه القضية، وتعتبر هذه القضية شاملة من الناحية النفسية لجميع طبقات المجتمع وأطيافه الذين لديهم حساب في تويتر، بمعنى ان الذين كتبوا تغريدات تخص الموضوع كانوا من المثقفين والسياسيين والنواب وذوي المناصب، وكذلك من الأفراد العاديين الذين نادرا ما يهتمون بقضية معينة كما شملت التغريدات طلبة الجامعات والأفراد الذين كانت تغريداتهم مخصصة في جانب محدد من جوانب الحياة.
فلم يحظ موضوع بالتغريد على مدار الشهرين الماضيين باهتمام مثل هذه القضية ومن كل الأطياف والأحزاب الموجودة داخل تويتر.

د. ناصر سعود المنيع

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك