ما ان احصل على الكرسي وإما ان الربيع العربي قادم لكم!..رسالة السعدون برأى السمكة

 

القبس

يا لها من معارضة نكتة!
كتب سعود السمكه :

في مقابلة مع إحدى القنوات الفضائية، يبرر احد النواب لجوءه وزملائه من نواب ما يسمى بالمعارضة والمقاطعة الى الشارع، ومحاولة شحنه على النظام والقانون، بسبب انهم اقلية غير مؤثرة، وان الاغلبية داخل مجلس الامة هي التي تستحوذ على القرار، اما اذا اردتم ـ حسب زعمه ـ ألا نخرج للشارع فاعطونا المجلس!
يعني حضرة النائب المحترم جداً يريد ان يكون مجلس الامة طوع يديه وايدي زملائه من نواب ما يسمى بالمعارضة والمقاطعة، يشرعون ويقررون ويرفعون حكومات، ويسقطون اخرى وقت ما يشاؤون، وإلا فإن المجلس الذي تتحكم فيه الاغلبية النيابية هو مجلس غير شرعي وقراراته فاسدة!
فعلا هذه معارضة امرها غريب عجيب، بل هي نكتة، فهي تتحدث عن الحريات في جانب، وفي جانب آخر تهاجمها وتحرض عليها، مثل ما رفعت مصطلح الاعلام الفاسد باتجاه كل وسيلة اعلامية لا تسير في فلكها وتمتدح افعالها! وهي تتحدث كحامية للدستور، وهي اول من يحاول نزع انياب الدستور، كونها، اي هذه التي تسمي اليوم نفسها بالمعارضة، تطالب في كل فصل تشريعي بتعديل المادة الثانية منه، اي بمعنى انه لو تحقق لها ذلك، لا سمح الله، فليس امام مجتمع الدولة المدنية الا نعي الدستور بعد اعلان وفاته على ايدي هذه المعارضة «المكنتوش»! ويا ليت مطالباتها المتكررة بتعديل المادة الثانية منبثقة من قناعة ومبدأ، لقلنا ان الجماعة صادقون في نواياهم ومنسجمون مع قناعاتهم حتى لو اختلفنا معهم، لكن ان يأتي واحد مرتكب جريمة خرق قانون الانتخاب، وآخر ينتزع خدمات الدولة من دون ادنى سند قانوني، وثالث هارب من الخدمة العسكرية وعليه قضية من احد المستشفيات محفوظة في دوائر الامن، ورابع وصل الى مجلس الامة على جسر اموال اهل الخير من الزكوات والصدقات، ومع هذا يطالبون بتعديل المادة الثانية من الدستور، اي انهم يريدون دولة دينية ذات الطابع المذهبي الواحد التي ليس فيها مكان للآخر! أليس هذا قمة النفاق الانتخابي لدغدغة عواطف البسطاء؟!
الامر الآخر المضحك ان زعيم هذه المعارضة يحاول ان يبتز اهل الكويت بالقول: إما ان احصل على الكرسي وإما ان الربيع العربي قادم لكم! حقا يا لها من معارضة «نكتة»!

سعود السمكه