اسلوب تطبيق الادارة بالنتائج و الانجازات من اجل تطوير وتنمية الاداء الحكومي كما يحددها د.وليد الحداد

الاقتصاد الآن

1990 مشاهدات 0

د.وليد الحداد

الكاتب د.وليد الحداد

ضياع الأولويات وعدم القدرة على الانجاز هو واقع الإدارة الكويتية وأيضا الدخول في دوامة الأزمات سواء الدولية منها أو المحلية والانسياق وراء التصعيد الإعلامي والسياسي، بالإضافة إلى الخضوع للضغوط وتأثيرات قوى الضغط في المجتمع، وأخيرا انسياق كثير من القياديين إلى الانجاز الشخصي الذاتي وتغليبه على المصلحة العامة ويشجعهم في هذا السلوك أن القوانين الحالية لا تضع النتائج ضمن معايير التقييم في الأداء من أعلى الهرم الإداري إلى أدناه، مما قلل بشدة من قدرتنا على الانجاز وتحقيق النتائج ومع تطور التكنولوجيا والإعلام أصبحت المقارنات مع الدول الأخرى سهلة جدا لدى المواطنين وهذا بلا شك من شأنه رفع حالة التذمر والإحباط.

والحل في ذلك هو توجهنا لاعتماد أسلوب الإدارة بالنتائج وهو أسلوب إداري اعتمده ووضعه علماء الإدارة في بداية القرن العشرين ولكن هذا العلم مازال يتطور وله وضعه الهام في الإدارة المعاصرة، ويعرفها بيتر دراكر بانها «نوع من الإدارة تتخذ الأهداف منهجا لها في العمل الإداري، كما أنها أداة تقوم على أساس انجاز الأهداف والالتزام بالعمل، انها العملية التي يتكافل فيها الناس داخل التنظيم فيما بينهم فيوجهون أنفسهم نحو تحقيق أهداف المؤسسة وأغراضها».

وفي تعريف آخر يهدف إلى تحسين فاعلية الداء في تنفيذ المشاريع والخطط وانجاز الأهداف: ان أسلوب الإدارة بالنتائج وتحقيق الانجازات هو الأسلوب الأمثل للإدارة العامة في الكويت للخروج من أزمتها السياسية وضياعها ضمن الأزمات المتلاحقة وعدم القدرة على الإصلاح الإداري والسياسي والاقتصادي في ظل الأجواء العربية والضغوط المحلية والسياسية والشعبية.

كيف نطبقها؟

٭ وضع خطط وأهداف واضحة مطلوب انجازها على جميع مستوى المؤسسات العامة وهذا والحمد لله متوافر مع وجود الخطة التنموية.

٭ تغيير القوانين والقرارات الحالية في التقييم ووضع الانجاز وتحقيق النتائج هو الأساس في استمرار القياديين.

٭ وضع ضوابط الانجاز وقياس مخرجات المنظمات العامة كما حدث في بريطانيا والولايات المتحدة، ففي بريطانيا على سبيل المثال إذا تأخر القطار عن موعده 10 دقائق تعطى تذكرة مجانية، وفي الولايات المتحدة إذا دخلت غرفة الطوارئ في المستشفى فيجب علاجك خلال 60 ثانية كمعدل لجميع المستشفيات عليها الالتزام به.

٭ عدم الانجراف وراء التصعيد السياسي والإعلامي والتركيز على الانجاز.

٭ اعتماد أسلوب إدارة الأزمات من خلال التخطيط والعمل الاستراتيجي.

٭ الإعلان عن أهدافنا وخططنا بصورة واضحة ومحددة تبعد عنا الضغوط وتحدد مسارنا الإداري.

عوامل النجاح

قيادة فاعلة تتسم بالالتزام وتحمل المسؤولية ورفع الروح المعنوية.

٭اللامركزية الإدارية وإعطاء المنظمات صلاحية تحقيق الأهداف وانجازها.

٭ النظرة الشمولية والتركيز على تحقيق النتائج والالتزام بالرؤية.

٭ جهاز متابعة فاعل ومستقل وموضوعي وغير مجامل لأحد.

٭ اتصال فعال وسياسة إعلامية مؤثرة لها القدرة على توصيل ما نريد لجميع العاملين في المنظمات الحكومية وإلى المجتمع.

٭ الاهتمام بالعنصر البشري ووضع ضوابط موضوعية في الاختيار للقيادات الإدارية وتدريب فاعل ومؤثر وهيئة عليا للاهتمام بالتنمية البشرية خاصة بعد تراجعنا 14 مركزا في معدل الأمم المتحدة للتنمية البشرية واحتلال الإمارات للمركز الأول بدلا من الكويت على مستوى العالم العربي.

٭ استخدام التكنولوجيا والتركيز عليها من أجل السرعة في الانجاز وفاعلية الأداء.

٭ القدرة على التغيير والمرونة وعدم الجمود وبالأخص أننا نعيش عصر التغير التكنولوجي السريع.

مميزاتها

٭ توحيد الجهود والتنسيق بين جميع المنظمات العامة والمجتمع ككل نحو تحقيق النتائج والانجازات.

٭ رفع الإنتاجية وهذه معاناة الإدارة العامة لدينا حيث يعاني العاملون من عدم وجود أعمال لديهم وعدم وضوح الأهداف فوجود أهداف واضحة لديهم يرفع من مستوى الإنتاجية.

٭ أداة قياس رائعة وموضوعية للتقييم.

٭ وسيلة للتفويض وإبراز القياديين.

٭ الواقعية والإدارة بالمشاركة من الجميع.

٭ التركيز بدلا من التشتت.

٭ وضوح الأهداف والغاية، وهنا تحضرني واقعة حدثت بين راشد بن مكتوم والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إذ طلب عرفات الدعم السياسي من المرحوم راشد بن مكتوم فما كان منه إلا أن رد عليه: إذا أردت الدعم الاقتصادي فعندنا القدرة على ذلك أما الدعم السياسي فلا شان لنا به.


وهذه توضح بلا شك وضوح الهدف والغاية لدى راشد بن مكتوم وعدم التشتت في تحقيق أهدافه التنموية ونرى بوضوح آثار هذه السياسة على دبي المتطورة تنمويا واقتصاديا.

باختصار نحن بحاجة إلى إعادة صياغة رؤيتنا الحالية للعمل الإداري والتركيز على تحقيق النتائج والانجازات، وإعادة صياغة قوانيننا الإدارية لتخدم هذه التوجهات وأيضا بناء الخطط والأهداف الفاعلة، وأخيرا والأهم تنمية القيادات الإدارية القادرة على تحقيق هذه النتائج والانجازات.

والله الموفق

جريدة الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك