الهاشم يُعيد نشر مقالة لكاتب عراقي بعنوان «علاقة جلال الطالباني مع معمر القذافي – تاريخ غير مشرّف»!!

زاوية الكتاب

كتب 1454 مشاهدات 0


 

الوطن

«فوق القهر والمردي.. رئيسنا كردي»!!

فؤاد الهاشم

.. كتب الزميل العراقي الدكتور «أيمن الهاشمي» مقالاً جميلاً في جريدة «السياسة» الصادرة يوم أمس السبت، نعيد نشره في هذا العمود اليوم تعميماً للفائدة.. وهو بعنوان «علاقة جلال الطالباني مع معمر القذافي – تاريخ غير مشرّف»!!.. يقول فيه:
٭٭٭
جاء في خبر بثته محطة تلفزيونية كردية مستقلة تدعى «ناليا» ان الرئيس العراقي جلال الطالباني يبحث منذ أيام عن (ملاذ آمن) لأسرة معمر القذافي، الذي قتل على أيدي ثوار ليبيا في العشرين من أكتوبر الماضي، وبخاصة ابنته الوحيدة عائشة، كنوع من الوفاء تجاه الزعيم الليبي السابق بسبب مواقفه المؤيدة لحقوق الشعب الكردي. واضافت المحطة نقلاً عن مصدر رفض نشر اسمه بسبب حساسية المعلومات وعزا المصدر اسباب مساعي الطالباني هذه كنوع من الوفاء للمساعدات التي قدمها القذافي في يوم من الأيام للحركة التحررية الكردية، من مساعدات بالأموال وحتى تزويدها بالسلاح، ومواقفه حول حق تقرير المصير للكرد.
وكان القذافي قد لقي مصرعه على يد ثوار الشعب الليبي، بعد إنهاء حكمه الدموي الذي دام 42 سنة، بعدما قاموا بقتله واثنين من انجاله، فيما يعيش أفراد من أسرته، زوجته صفية، وابنته الوحيدة عائشة، لاجئين في الجزائر المجاورة، ويختفي ولدان للقذافي في مكان مجهول. علماً ان السلطات الليبية الجديدة تطالب سلطات الجزائر بتسليمها أسرة القذافي لمحاكمتهم.
لقد أثبتت الوثائق ان القذافي على الرغم من تظاهره بمساندة القضايا العربية، إلا أنه كان يُساند ايران خلال حربها مع العراق كما أنه كان يساند قتال الأكراد ضد الحكومة العراقية، وانه قام بتزويد المتمردين الأكراد بالأسلحة لمقاتلة نظام صدام، على الرغم من إظهاره العلاقة الجيدة مع صدام.
تاريخ علاقة جلال الطالباني بالعقيد القذافي يمثل نوعاً من الازدواجية والتناقض، بل والنفاق، فبالنسبة لجلال الطالباني، ففي الثمانينات وفي محاولة منه لاستدراج القذافي قام بترجمة (الكتاب الأخضر) الى اللغة الكردية، والكتاب كما معلوم، يمثل خلاصة مشاعر العقيد وتجربته الشخصية في الدولة وآراءه وتصوراته إزاء ليبيا والتطلع لأهداف محلية وأخرى تتعلق بما يسميه القذافي بالفضاء الأفريقي، وفي احدى زياراته لليبيا، قدَّم جلال الطالباني النسخة الكردية للكتاب الأخضر للعقيد القذافي وقال له بالحرف الواحد: (سيدي القائد... لم أمنع نفسي ولم أمتنع عن اقرار حقيقة شغف الشعب الكردي بالكتاب الأخضر.. ونظريات العقيد في التطوير والتنمية والدفاع عن الأقليات القومية والدينية في العالم العربي، وصناعة الدولة الوطنية الحديثة، لهذا قمت بواجب ترجمة الكتاب الأخضر شخصياً من اللغة العربية الى اللغة الكردية، وها هو الشعب الكردي من أول جبل الى آخر قمة جبل في شمال العراق يتوجه اليك بالتحية والإكبار والاحترام والتبجيل والتقدير العالي ويهدي اليك هذه النسخة الكردية الخضراء ويتوجه اليك بأن تترك بصمة أبوية على هذا الشعب من خلال دعم وإسناد الحركة الكردية)!.. فما كان من العقيد القذافي إلا أن قدم مبلغ 5 ملايين دولار للرفيق جلال الطالباني على تلك الخدمة ومنذ ذلك التاريخ نشأت علاقة قوية بين الطالباني ومعمر القذافي.
وفي القمة العربية التي انعقدت بمدينة سرت الليبية (مارس 2010) كان لجلال الطالباني ووزير خارجية العراق، الكردي الآخر هوشيار زيباري كلام آخر من العقيد والقمة والأقليات القومية.
كيف حدث ذلك؟
العقيد القذافي كان ألقى كلمة رئاسة القمة العربية، ومن عادة القذافي في القمم العربية، أنه يطيل الحديث عن الأزمات العربية الراهنة وتحليلها، والحديث عن آفاق تطور ما كان يسميه بالفضاء الافريقي، ثم يتدرج في الحديث عن نقد واقع التجربة السياسية العربية وحكامها، ثم يلقي باللائمة على بعض الحكام العرب الذين ضيعوا فلسطين وجوَّعوا شعوبهم ودفعوا بقية الشعوب الى الضحك على ما تبقى من كرامة في جبين الأمة العربية.. . وفي الأثناء سلَّ العقيد القذافي (سيف العروبة) من جديد وتحدث عن رأيه بمسألة الأقليات القومية والدينية في العالم العربي وهنا التفت الى هوشيار زيباري وزير خارجية العراق، وقال له بالحرف الواحد: (إن ليبيا تؤيد اقامة دولة مستقلة للأكراد).
وهنا استبشر السيد هوشيار زيباري وانفرجت أساريره، وصفق طويلاً لكلمة العقيد القذافي إلا أن طريقة تصفيقه لم تكن عادية، انما صفق بطريقة بهلوانية طاوياً أصابع يديه على بعضها مكوراً يديه بطريقة لا تخلو عن تلك التي يُمارس فيها المخمورون في الملاهي الليلية التصفيق لراقصة مبدعة.. لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد فقد طلب وزير خارجية سورية وليد المعلم الكلام من العقيد القذافي فتوجه بالحديث الى وزير خارجية العراق الكردي هوشيار زيباري قائلاً: «لن تكون هناك دولة مستقلة للأكراد وسورية موجودة في الخارطة العربية ولن نسمح في يوم من الأيام لمثل هذه الأحلام ان تتشكل في واقعنا العربي مادام هنالك ارادة وطنية وقومية تقف في مواجهة هذه الأحلام»... فتوتر فضاء القمة.
وكان هوشيار زيباري الذي صفق طويلاً لكلام العقيد القذافي وهو يدعم قيام دولة مستقلة للأكراد امعانا بتقسيم العراق وليس دفاعاً عن الأقليات في العراق والعالم العربي، قد وضع جلال الطالباني قبل مجيئه الى ليبيا بصورة الأجواء التي جرت في قمة سرت ووضعه أيضاً بأجواء الكلمة التي ألقاها القذافي ودفاعه المستميت عن الأكراد العراقيين، وهمس في أذنه تلفونياً ان عليه الإشادة بالقذافي، وتقديم الشكر له فور وصوله الى خيمة العقيد، وفعلا هبط الطالباني من الطائرة العراقية في مطار سرت وتوجه فوراً الى خيمة الزعيم الليبي وهناك قدم فروض الشكر والامتنان للعقيد قائلاً على حد قول دبلوماسي عراقي كان يرافق الوفد العراقي المشارك في القمة: «إننا نحييك سيادة القائد معمر.. ونشد على يديك وأنت تجهر في قمة العرب بضرورة اقامة الدولة الكردية في كردستان، وأنت الزعيم الوحيد الذي يؤكد دائماً على هذه الحقيقة».. واستطرد الدبلوماسي العراقي قائلاً أيضاً إن الطالباني تحدث بقسوة عن الجانب الأمريكي، وقال موجهاً كلامه للعقيد القذافي بلغة المتوسل «إن الأمريكان يقتلون أبناءنا ويغتصبون نساءنا ويهتكون سيادتنا الوطنية وانهم مجرمون وقساة ويحتلون أرضنا».
وللعلم والتذكير فإنه سبق للقذافي في عام 2003 أن انتقد الجامعة العربية وخذلانها للأمة العربية، حيث قال: «إنها لم تعد جامعة عربية، انها جامعة هوشيار!»... والكلام موثق.
فأي نفاق من مام جلال حين يمتدح الأمريكان في واشنطن وبغداد، لتحريرهم العراق، ويتبرع لكل جندي مصاب من جنود الاحتلال الأمريكي للعراق عند زيارته لواشنطن بمبلغ عشرة آلاف دولار داخل ظرف يقوم هو بوضعه بنفسه تحت (وسادة) الجندي الراقد في المستشفى العسكري بواشنطن؟.. لكن مام جلال يذم الأمريكيين في حضرة القائد القذافي في سيرت! فأي نفاق هذا؟
ترى هل استشار جلال العراقيين وهو كما يفترض رئيساً لهم قبل أن يقرر بمزاجه الخاص استضافة عائلة القذافي قاتل العراقيين؟ وهل يحق لجلال ان يتصرف بكرديته - وليس بعراقيته؟!.. انتهى مقال الزميل!

٭٭٭

.. في لقاء صحافي جرى معه – قبل حوالي سنة – قال الرئيس جلال الطالباني – وهو يضحك – إن.. «العراقيين يتندرون على توليه سدة الحكم في بلدهم قائلين: .. فوق القهر والمردي، هم رئيسنا.. كردي»، في إشارة منهم الى أن الزمن لم يرحمهم، فبالإضافة الى القهر والفقر وعدم الاستقرار والنوم على المردي، وهو حصيرة مصنوعة من قصب الأنهار –الطين زاد بلة وصار رئيسهم.. كردياً!!
٭٭٭
.. خالص العزاء للزميل العزيز الفنان «محمد المنصور» وأشقائه وعائلتهم الكريمة لوفاة المرحوم – بإذنه تعالى – الفنان القدير «منصور المنصور» «إنا لله وإنا إليه راجعون».
٭٭٭
.. آخر خبر.. خاص وحصري:
.. مازالت أربع مجاميع «إسلامية» في ليبيا تسيطر – بسلاحها – على 32 مدرسة عامة في عدد من المدن بعد تحويلها الى معسكرات تدريب لعناصرها، رافضة أكثر من 15 طلباً تقدم به رئيس الوزراء الليبي الجديد لهم من أجل إخلائها والسماح بعودة آلاف التلاميذ لاستئناف الدراسة فيها!!
٭٭٭
.. خبر طازج.. جداً
.. انفجار القاعدة العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني – يوم أمس- والقريبة من «خرج» - لم يكن حادثاً، وعدد القتلى زاد على 63 شخصاً!
فؤاد الهاشم

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك